توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدخل مصر عسكريا في ليبيا

  مصر اليوم -

تدخل مصر عسكريا في ليبيا

عبد الرحمن الراشد

كثيرون استحضروا من التاريخ القريب حكاية الاشتباك العسكري اليتيم بين مصر السادات وليبيا القذافي عام 1977 من باب التشبيه بالأزمة الحالية، وذلك بعد تردد تصريحات عن عزم مصر التدخل في ليبيا، إلا أن أزمة اليوم لا تشابه أزمة الأمس في شيء. فالعقيد الليبي معمر القذافي عرفناه مجرد زعيم شعارات، وكان قد تجرأ وهدد الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، ضد عزمه إبرام اتفاق السلام مع إسرائيل، باكتساح مصر، وأرسل بضع مئات إلى الحدود، الذين هجموا على منفذ السلوم البري. في استعراض غوغائي. السادات فاجأه فأرسل ثلاث فرق عسكرية استولت على المنفذ من الجانبين في أقل من ساعة، وفر رجال القذافي.
أزمة اليوم مختلفة، حيث لا يوجد نظام في ليبيا، ومصر تواجه تحديات أمنية خطيرة داخلية. والأزمة الحالية أعظم خطرا على البلدين معا منذ مواجهة منفذ السلوم. مناشدات التدخل لم تخرج من القاهرة، بل معظمها من ليبيا نفسها، التي تغرق يوما بعد يوم في حرب أهلية، تنهار تحتها كل مقومات الدولة نتيجة الهجمات المتعددة الجبهات من الجماعات المتطرفة من طرابلس إلى بنغازي وحقول البترول والموانئ. ليبيا تتحول إلى دولة فاشلة، وملجأ كبير للجماعات الإرهابية التي ستهدد الليبيين، والجيران، والعالم.
هذه الحالة الفريدة في شمال أفريقيا، ستضطر إحدى جارتي ليبيا، مصر أو الجزائر، إلى التدخل، ويبدو أن مصر هي المعنية بشكل أكبر، وإن كان الخطر يهدد كل الجيران، بلا استثناء. وقد كنا نتوقع شيئا من التدخل من قبل مصر خلال الأشهر الماضية مع بداية المواجهات في العاصمة طرابلس، بين الجيش الوطني الليبي والجماعات المسلحة، إلا أن القاهرة بقيت على الحياد. ومع سقوط المواقع الحكومية تباعا في قبضة الجماعات المسلحة، أصبح واضحا أن المواجهة المصرية معها صارت مسألة وقت، سواء أرسلت مصر قواتها إلى ليبيا أو أن الجماعات المسلحة غزت التراب المصري.
وقد تمتنع القيادة المصرية عن التدخل لبضعة أشهر أخرى، والاكتفاء بحماية حدودها، كما تفعل الجزائر الآن، لكنها تعرف أن هذه الجماعات الليبية المنشغلة في معاركها الداخلية، بعد أن تنظم صفوفها، ستوجه بنادقها إلى الحدود الشرقية. والمعركة المنتظرة ستكون مع دولة عبد الفتاح السيسي، الذي تعتبره عثرة في طريقها «لاستعادة القاهرة».
ومع أن الجزائر أطلقت تحذيرات، يبدو أن المعني بها مصر، أنها ضد التدخل العسكري إلا أن الحكومة الجزائرية لم توضح بعد ما الذي تنوي فعله. فالوقوف على الحدود لن يمنع من تسلل المقاتلين والسلاح إلى مصر، هذا في المرحلة الأولى، ولن يكون سهلا مواجهة الجماعات المسلحة بعد أن تكون قد استولت على المواقع المهمة في ليبيا وضاعفت من قوتها. والسؤال للجزائر ومصر وأوروبا، والعالم بشكل عام، هل ستسكت هذه الدول عن أن تقوم دولة متطرفة مثل «داعش» في ليبيا؟ أو هل ستقبل بحرب أهلية واسعة تجتذب المزيد من المتطرفين من دول المنطقة، لتضاف إلى سوريا والعراق والصومال؟ التدخل العسكري في ليبيا هو الحل الضروري الذي يمكن أن يمنع «داعش» من إقامة دولة إرهابية ويحول دون توسع النزاع إلى حرب أهلية واسعة ومفتوحة وطويلة الأمد. وهناك صياغات مختلفة فالتدخل يمكن أن تقوده مصر وتشارك فيه دول الاتحاد المغاربي، أو أن تدعم مصر وتتولى وحدها إدارة الأزمة من خلال ما تبقى من الجيش الوطني الليبي ومثيله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدخل مصر عسكريا في ليبيا تدخل مصر عسكريا في ليبيا



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon