توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما أهمية الدوري و«البعث»؟

  مصر اليوم -

ما أهمية الدوري و«البعث»

عبد الرحمن الراشد

لم يكن عزة الدوري بذي قيمة عندما كان نائبا لصدام حسين، الرئيس العراقي الراحل. ولم يعد له منصب أو قيمة بعد سقوط الحزب، وإعدام رئيسه، والقيادات الأخرى. الذي أعاد الدوري للحياة هو التسجيل الذي ظهر عليه صوته لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن، والذي زادنا ثقة بأن «البعث» مجرد تاريخ قديم، رغم ما تردد عن دوره في سقوط الموصل وتكريت.
حزب البعث مات قبل موت صدام. «البعث» انتهى منذ صراع صدام مع رئيسه حسن البكر، واستيلائه على المنصب في السبعينات، في تلك المناسبة الشهيرة، عندما جمع صدام قيادات الحزب في قاعة واحدة، واتهم عددا من الأعضاء بالتآمر مع حزب البعث السوري ضده، ثم أمر بإخراجهم من القاعة وإعدامهم، وذرف عليهم دموع التماسيح، وأرسل شريط الفيديو لعدد من السفراء في بغداد.
أصبح العراق محكوما من شخص صدام وأفراد أسرته، وكل القيادات البعثية التي رافقته نحو ربع قرن كانت مجرد ديكور سياسي، في ظل جمهورية الخوف الشهيرة.
أما لماذا ظهر الدوري؟ فالسبب غير مهم، لأننا لاحظنا أن أحدا لم يهتم لشأنه. فأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، أكثر أهمية منه. ولماذا ذكر تنظيم داعش وأثنى عليه؟ فهو الأمر الغريب، لأن التنظيم يعتبر البعثيين كفارا، وهذا في صلب تعاليمه ومواقفه. يقول أحد المهتمين إن الدوري اضطر لامتداح «داعش» بسبب تسلط التنظيم الإرهابي على البعثيين، وخطفه لرجالهم، وهو يريد تحييده، وكف شره.
ومشكلة الدوري مع «داعش» أكبر من مشكلته مع نظام المالكي، فـ«داعش» يكفر ويعادي الصوفية السنية، بما فيها الطريقة النقشبندية التي ينتمي لها الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق.
وإذا كان الدوري مجرد شخصية من التاريخ القديم، فما أهمية ودور البعثيين الذين فاجأوا الجميع في المعارك الأخيرة؟ يوجد بعثيون ولا يوجد «بعث». والبعثيون مجرد رابطة قديمة للذين يشعرون بالتهميش من قبل النظام، وتم إقصاؤهم من وظائفهم ومن كل مناحي الحياة العامة. الأكاديميون والعسكريون والأمنيون والحزبيون المحليون وغيرهم، ممن كانوا ينتمون لحزب البعث، التقوا في هدف واحد، العمل ضد النظام القائم تحت أي شعار أو راية، وهذا أمر متوقع. لكنهم ليسوا حقا حزبيين بعثيين كما حاول الدوري في كلمته وصفهم.
في زمن «البعث»، الذي حكم من 1963 وحتى 2003، كان معظم العراقيين مجبرين على الانتماء للحزب، سنة وشيعة وغيرهم. وكأي حزب فاشي، حكم البعثيون بالحديد والنار، وكان صدام أكثرهم قسوة ووحشية. ولهذا عندما احتل الكويت هزم في غضون أسابيع رغم ضخامة جيشه، وعندما غزا الأميركيون العراق لم يقف الجيش في وجههم، بل اختفى سريعا. لم تعد للحزب قيمة، ولا للرئيس صدام أتباع يؤمنون به.
لكن نظام نوري المالكي، الذي جاء على ظهر الدبابة الأميركية، لم يستوعب أنه بعد خروج الأميركيين لن يستطيع السيطرة على كل أنحاء العراق، خاصة مناطق السنة العرب والأكراد. وهذا ما حدث الشهر الماضي، عندما هرب قادة قوات المالكي أمام مقاتلي داعش والعشائر والعسكريين البعثيين السابقين. فالمالكي نفسه ليس بأفضل من صدام في ممارساته، وطغيانه، ومن المؤكد إن نجح في البقاء على رأس الحكم في بغداد أن بقية العراقيين سينتفضون ضده، وسينجح في شيء واحد فقط، في انهيار الدولة العراقية. خصومه ليسوا البعثيين، بل كل العراقيين، بمن فيهم جمهور كبير من الشيعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما أهمية الدوري و«البعث» ما أهمية الدوري و«البعث»



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon