توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظاهرات ضد الإسلام

  مصر اليوم -

مظاهرات ضد الإسلام

عبد الرحمن الراشد


ليس صعبا توصيف الوضع في ألمانيا، يوجد هناك مسلمون سيئون وألمان سيئون. الـ18 ألف ألماني الذين خرجوا للشارع في مدينة دريسدن ضد ما سموه أسلمة ألمانيا، بينهم من هو عنصري، ومن هو غاضب، متأثر بالأحداث السياسية السيئة البشعة التي يرتكبها مسلمون في أنحاء العالم، وبينهم من يلوم غيره على وضعه الاقتصادي الصعب، هناك التنافس مع الأجانب على الوظائف والمنافع.
يوجد مسلمون سيئون في ألمانيا نفسها، متطرفون سياسيا ودينيا، وقد نجح هؤلاء في تشويه سمعة بقية الـ3 ملايين مسلم الذين يعيشون في ألمانيا بسلام. والمتطرفون المسلمون في ألمانيا هم أكثر خطرا وإيذاء للمسلمين أنفسهم من العنصريين والفاشيين والغاضبين الألمان. فألمانيا دولة مدنية علمانية متسامحة، فيها ألفان وخمسمائة مسجد، بينها مائة وأربعون جامعا. وتحمي الأنظمة، والمحاكم، والأجهزة التنفيذية، الجالية المسلمة ضد الجماعات العنصرية. وقد هبت مستشارة ألمانيا أول من أمس للتنديد بالمظاهرات المعادية للإسلام، واعتبرتها عملا كريها مرفوضا، كما خرج للشارع وزير العدل، وتقدم مظاهرة مضادة للعنصريين في نفس الميدان.
والعرب هم أقلية صغيرة في محيط مسلمي ألمانيا، حيث إن المغاربة، وهم في المرتبة الرابعة بعد الأتراك والبوسنيين والإيرانيين، عددهم 80 ألفا فقط، وبعدهم اللبنانيون في المرتبة السادسة بـ50 ألف مهاجر فقط.
والحديث عن أسلمة المجتمع الألماني لا تعدو كونها فزاعة سخيفة، فالمسلمون يظلون أقلية صغيرة، وعدد الألمان الذين تحولوا للإسلام يقال إنه مائة ألف، رقم صغير بين 80 مليون نسمة، والأرجح أن معظمهم من زيجات مختلطة، وليسوا نتيجة تبشير. والمسلمون شعوب معذبة بعد أن صارت صورتهم، وصورة دينهم، بشعة منذ ظهور تنظيم القاعدة، والآن مع الدعاية الهائلة لتنظيم داعش الذي وضع نفسه على رأس نشرات الأخبار بقطعه رؤوس رهائن غربيين من صحافيين وغيرهم.
وليس هناك أمام الـ3 ملايين مسلم مقيم في ألمانيا الكثير لفعله للدفاع عن صورتهم، لأن المنطقة الإسلامية موبوءة بالأخبار والصور البشعة، وستستمر رافدا مفيدا للعنصريين والكارهين للتحريض على الإسلام والمسلمين المدنيين المسالمين، الذين يعيشون في الغرب وغيره. الذي دائما يستحق المحاولة من مسلمي ألمانيا، وغيرهم، هو توجيه غضبهم ضد المتطرفين المسلمين وطردهم من حياتهم، وإبعادهم عن مدارسهم، وأولادهم. محاربة المتطرفين المسلمين في ألمانيا أهم للمسلمين هناك من مواجهة العنصريين الألمان، الذين تتكفل الدولة بمحاسبتهم، والتي عساها أن تشمر عن ساعدها وتحارب متطرفي المسلمين بنفس الروح والعزيمة. حيث لا يمكن، ولا يقبل، أن تكون الحرب فقط على العنصريين وترك متطرفي مسلمي ألمانيا، الذين يستغلون الأنظمة المدنية المتسامحة لترويج ثقافة الكراهية، والتحريض ضد أتباع الأديان الأخرى، ومحاولة السيطرة على مدارس المسلمين، ومساجدهم، وجمعياتهم الخيرية والإنسانية.
هذا الموقف لا ينقذ ألمانيا من الأسلمة المزعومة، بل ينقذ المسلمين من التفاح الفاسد بينهم، الذين خربوا مجتمعاتهم الأصلية، وأشعلوا فيها النار، أو فرضوا على الناس نموذجهم المتطرف. في المجتمعات المدنية يستحق الحرية فقط الذين يحترمونها، وليس الذين يمتطونها لأغراضهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاهرات ضد الإسلام مظاهرات ضد الإسلام



GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

GMT 13:04 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

وماذا عن المواطنة!

GMT 13:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

لن نهادن القبح

GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon