توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

100 عام بيرزيت

  مصر اليوم -

100 عام بيرزيت

بقلم : إنعام كجه جي

 

في خريف مثل هذا قبل 40 عاماً، سقط الشاب الفلسطيني شرف الطيبي برصاص الاحتلال الإسرائيلي. كان طالباً في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية وفقد حياته قرب حرمها الجامعي. أول شهيد من طلابها تبعه آخرون. وهذا العام تكون هذه الجامعة قد بلغت المائة من عمرها.

أذكر أن زميلةً لنا كتبت عن بيرزيت في صحيفة عراقية فتعرضت للمساءلة باعتبار أنها جامعة إسرائيلية، مثلما يدلّ منطوق اسمها. لم نكن في تلك الأيام المبكرة نعرف أسماء القرى والبلدات في الأرض المحتلة مثلما نحفظها اليوم. مجد الكروم. كفر قرع. الطيرة. باقة. جلجولية. مُصمُص. عرعرة. أم الفحم. وبيرزيت التي تبعد شمرة عصا عن القدس.

هذه جامعة أسستها امرأة رائدة تُدعى نبيهة ناصر. ولو ذكرنا اسمها خارج فلسطين لما تعرّف عليها سوى قلّة من العرب. أبوها قسّ رُزق بولد وحيد و8 بنات، هي كبراهن. درست على يد المعلمة اللبنانية رتيبة شقير واتفقتا على فتح مدرسة للبنات. أين؟ في البيت الواسع للوالد في قرية بيرزيت. والمدرسة التي فتحت أبوابها للتلميذات عام 1924 سرعان ما اضطرت إلى قبول الأولاد أيضاً، تحت إلحاح الأهالي. ومن بيت واحد تمددت صفوفها إلى بيوت الأهل والأقارب.

وحتى منتصف القرن الماضي لم يكن في القرية كهرباء أو حنفيات للماء الجاري. لكن المدرسة، بعد عقدين من افتتاحها، توسعت وصارت كلية معروفة. أول جامعة عربية معتمدة في فلسطين. درس فيها كثيرون من قادة الانتفاضة. تعاونت مع المؤسسات التعليمية العربية الأخرى في إقامة شبكة مستقلة قطعت الطريق على محاولات الاحتلال المستمرة لوضع التعليم العالي تحت قبضته.

في عام 1980 صدر أمر عسكري يفرض على جميع المدرسين الأجانب التوقيع على بيان ضد منظمة التحرير الفلسطينية شرطاً للحصول على إذن عمل. رفض أعضاء الهيئة التدريسية في بيرزيت التوقيع. تم إبعاد قسم منهم ومنعهم من العودة. إلا أن الجامعات حاربت ذلك القرار وأثارت القضية في المحافل الدولية. ولم يلغَ الأمر العسكري بشكل رسمي لكنه انتهى عملياً.

مدرسة البنات تلك هي اليوم جامعة ذات صيت عالمي. قررت عائلة ناصر تحويلها إلى مؤسسة خيرية مملوكة لمجلس الأمناء. كما وهبتها أرضاً لبناء حرم جديد فوق تلّة تطلّ على البلدة. مقر يليق بشعب اشتهر بعشقه للتعليم. جامعة تشتمل حالياً على 83 برنامجاً أكاديمياً. خرج منها آلاف الطلاب والطالبات بتعليم عالٍ ونالوا الماجستير والدكتوراه. زرتها قبل سنوات قلائل ورأيت مباني من الحجر الأبيض الجميل. كليات للعلوم الطبية والهندسية والإنسانيات والفنون. مختبرات وساحات للرياضة وقاعات للسينما والمسرح.

يقول حنا ناصر، رئيس مجلس الأمناء، إن السلطات الإسرائيلية تدّعي أن الجامعة تأسست تحت «الاحتلال الحميد». ثم يضيف أن الاحتلال لم يكن يوماً حميداً. أما خريجوها فيتفقون على أن لها روحاً وطنيةً لازمتهم في التالي من مراحل حياتهم: روح بيرزيت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 عام بيرزيت 100 عام بيرزيت



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon