توقيت القاهرة المحلي 17:49:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مئوية رياض البندك

  مصر اليوم -

مئوية رياض البندك

بقلم : إنعام كجه جي

 

في عام 1957 أقام الأمير عبد الإله، الوصي على عرش العراق، دعوى قضائية ضد الملحن الفلسطيني رياض البندك. كان البندك مديراً لتحرير صحيفة «ألف باء» الدمشقية وكتب افتتاحية يتهم فيها عبد الإله بأنه يبذل جهوداً لإحباط الوحدة بين مصر وسوريا. حال نشر المقال اتصل الأمير الهاشميّ بالسفارة العراقية ورفع دعوى باسمه الشخصي ضد الكاتب. تصرّف نادر في تلك الأيام وهذه الأيام. تقدّم عشرون محامياً للدفاع عن المتهم. وبعد شهرين من الجلسات والمرافعات صدر حكم بالبراءة.

رياض البندك هو كاتب وإذاعيّ وعازف وملحن. ولد في بيت لحم. درس الموسيقى وتعلّم كتابة النوتة في كلية «الأراضي المقدسة» في القدس. من ألحانه «يا عيني ع الصبر» لوديع الصافي. اللحن الذي وصفه رياض السنباطي بأنه مدرسة فنية متكاملة. زارنا في بغداد أواسط السبعينات البهيّة ومنه استمعت إلى حكايته مع عبد الإله. إنه ملحّن نشيد «بغداد يا بلد الرشيد»، كلمات علي الجارم وغناء عبد الغني السيد. وبعد بغداد التقيت به عدة مرات في باريس. كان يحضر إلى مكتب مجلة «الجيل» لزيارة شقيقه مازن البندك، رئيس تحريرها. وفي كل مرة لا ينسى أن يستعيد قضيته مع الوصيّ.

كان في القاهرة عندما تأسس حلف بغداد. وجلس مع بيرم التونسي وكارم محمود وعملوا أغنية «لما نحالف ما نحالف إلا الأحرار». في أول تأسيسها، لم تملك إذاعة «صوت العرب» أغاني عن الوحدة فنظم واحدة ولحّنها لتقديمها في حفل الإذاعة. كان عبد الناصر حاضراً وأعجبته الأغنية. استدعاه إليه وطلب منه البقاء في مصر.

من ألحان البندك غنت السورية ماري جبران «يا ليل». وكانت جبران مطربة معتّقة من رفيقات بديعة مصابني، سبق وأن لحن لها سيد درويش وداود حسني والشيخ زكريا أحمد. وفي أخريات حياتها انتُخبت نقيبة للموسيقيين في بلدها سوريا. تستمع إلى أحاديث البندك وهو يورد أسماء بيرم والجارم وماري جبران فتراه آتياً من زمن آخر. تلك نيازك انطفأت. وعند وصول فائزة أحمد إلى مصر، كان هو من قدّمها للإذاعة. وكذلك قدّم عليّة التونسية ولحّن لها «لا ملامة». أدت ألحانه حناجر قوية وغنى له مطربون من أمثال نصري شمس الدين وملحم بركات وجورج وسوف وفهد بلان وميادة الحناوي.

لما قام العدوان الثلاثي عمل نشيد «أرض العروبة نار». ولما أعلنت ثورة الجزائر لحّن أول نشيد عنها «لتحيا الجزائر» من كلمات أحد المجاهدين وغناه كارم محمود. وهناك من يخبرنا اليوم أن زوجة الرئيس بومدين عثرت على القصيدة مكتوبة بخط يده وبين أوراقه. فهل يكون الرئيس الأسبق هو كاتب النشيد الذي كان الجزائريون يحفظونه غيباً؟

لو عاش رياض البندك حتى اليوم لبلغ المائة. ولو كانت أحوالنا بخير لاحتفلت بمئويته إذاعات فلسطين وبغداد ودمشق والقاهرة والجزائر. لكننا لسنا بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية رياض البندك مئوية رياض البندك



GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 06:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 06:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon