توقيت القاهرة المحلي 21:06:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين يُباع الأمل؟

  مصر اليوم -

أين يُباع الأمل

بقلم : إنعام كجه جي

في بريدي بطاقة تهنئة بالعام الجديد من جيروم كانيه، عمدة الدائرة 13 من باريس حيث أقيم. كتب فيها: «في هذه الأوقات المضطربة، لا أنسى القيم التي تجمعنا، بالأخص الإخاء». على البطاقة نسخة من لوحة ديلاكروا الشهيرة «الحرية تقود الشعب». لكن ما يلفت الانتباه أنها مُصدّرة بهذه العبارة للسياسي الراحل بيير منديس فرانس: «على الجمهورية أن تُبنى بدون انقطاع لأننا نصممها ثائرة أبداً، ضد التمييز والقمع والبؤس والروتين والتحيّز. ستبقى ناقصة ما دام هناك تقدّم يجب استكماله».

لا ينسى العمدة، وغيره من عُمَد فرنسا، تهنئة مواطنيهم والمقيمين عندهم كلٌ باسمه وعلى عنوانه. بادرة تدفعني، رغماً عني، إلى مقارنة كنت قررت أن أكفّ عنها من زمان. كل جميل أراه هنا أتمناه لأهلنا هناك. وها هو عام مضطرب آخر ينقضي مع أكثر من 8 مليارات إنسان. كل منهم يأمل بعام أفضل. يتبادل الأصدقاء أمنيات السلام ما بين مُصدّق ومُكذّب ويائس وممتنع عن التمنّي. كم سيكون هذا الكوكب مرتاحاً لو قاده أهل الحكمة والمعرفة!

تفيض الأرض ببشر يشتاقون للحظة استقرار ورخاء. لكن هناك دائماً، في كل العصور، قادة يجنحون نحو الحرب. لا يهدأ لهم خاطر إذا لم يمدوا مخالبهم لتنهش جيرانهم. نزاعات لا تشبه حروب الزمن الماضي، تخاض بالمنجنيق ولا حتى بالمجنزرات. العالم مهدد اليوم بحرب نووية لا تبقي ولا تذرّ. وترمب، عمدة الدولة الأقوى في العالم، يريد أن يقضم قطعة من الدنمارك، وأن يبتلع بنما مع جرعة كوكا كولا، وأن يضمّ كندا ولاية إضافية إلى ولاياته المتحدة. ما الفرق بينه وبين صدام حسين الذي أراد ضمّ المحافظة التاسعة عشرة؟

حجة المغامرين أنها حروب بقاء أو فناء. دفاع عن النفس. تأمين للمستقبل. المياه شحيحة على الكوكب ومصادر الطاقة إلى نضوب. الغابات في خطر ولن يكون الغذاء كافياً لإشباع كل هذه الأفواه والأرانب. هناك مجتمعات محتشدة بالأرواح الهائمة. لديها فائض من ملايين لا تجد مأوى ولا عملاً منتجاً. ويأتي صوت العقلاء داعياً إلى سياسات عاجلة لتعديل الموازين. محاربة تلوث الأنهار والبحار والحفاظ على البيئة. يهرب العاطلون في دول الجنوب للبحث عن لقمتهم في دول الشمال. صارت الهجرة ظاهرة عالمية. حلم الشباب. موضة العصر.

بلاد مكتظة وقارات تشكو الخواء. حتى الصين تخلت عن قانون الطفل الواحد. واليابان مهددة بالانقراض بسبب تراجع أعداد المواليد. ومثلها دول في أوروبا، هذه القارة العجوز التي تزداد عجزاً وشيخوخة. وبين هذا وذاك ينفجر جموح الطبيعة خارج كل المواعيد. زلازل وفيضانات وسيول وأوبئة تخطف أرواحاً بمئات الآلاف. كأن الفواجع العشوائية لا تكفي. يضيف لها الإنسان، الكائن الوحيد العاقل، حروباً توقع مزيداً من الضحايا.

أين يباع الأمل لكي نقول كل عام وأنتم بخير؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين يُباع الأمل أين يُباع الأمل



GMT 20:36 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أغانى المهرجانات التى نتعالى عليها!!!

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon