توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسير البدوي

  مصر اليوم -

الأسير البدوي

بقلم : إنعام كجه جي

 

لا تدري، هل تغضب منه وتشتمه أو ترثي له؟

تبدو حكاية الأسير البدوي كايد فرحان القاضي رواية مكتملة الأركان، تصلح لأن تكون فيلماً يجمع ما بين الجانب الإنساني والسياسي. حين يكون العيش محكوماً بالشرط الأقسى.

هذا الرجل من أهالي رهط، أكبر القرى البدوية في صحراء النقب. كان يعمل حارساً في مستوطنة يهودية قرب غزة حين فوجئ بهجوم مقاتلي «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واقتياده مع من اقتيد من رهائن.

رجل في الثانية والخمسين يجد نفسه أسير أبناء قومه ومحسوباً على العدو. يا لورطتك يا كايد. أنت بين المطرقة والسندان، لا تعرف هل ينتظرك الموت أو تنجيك الرأفة. واحد من مئات الآلاف من العرب الموجودين في فلسطين المحتلة في حرب 1948. تمسكوا بأراضيهم ولم يغادروها. يحملون الهوية الإسرائيلية ويضطرون للعمل مع اليهود في الوظائف أو الأعمال اليدوية: الزراعة والخدمات وبالأخص في البناء.

يعيل كايد أسرة من 11 ابناً وبنتاً. كائن مجهول تحوّل بين ليلة وضحاها إلى الخبر الأول في النشرات. زعم الجيش الإسرائيلي أنه حرره من الأسر في عملية نوعية. ولم تعلق «حماس» على الموضوع. هل ضاق محتجزوه به وبمتطلبات حراسته وإطعامه وتطبيبه؟ هل هرب في لحظة فوضى؟

ما نعرفه أن إسرائيل استخدمت كايد فرحان لتبثّ دعايتها عن ديمقراطيتها التي لا تفرّق بين مواطنيها، مهما كان دينهم. وهو نفسه لم يصدّق نفسه حين سمع نتنياهو يتصل به هاتفياً وهو في المستشفى ويجري بينهما الحوار السوريالي التالي:

- أنا رئيس الوزراء على الخط.

- أهلا وسهلاً يا بيبي يا أبو يئير.

وبيبي هو اسم التدليل لبنيامين. خاطبه به كايد ودعاه لزيارة بلدة رهط. وللعلم فإن رهط هي القرية التي قدمت الدعم الأكبر من المعونات لأهالي غزة. ربما لم يكن متاحاً للأسير البدوي أن يتابع الشاشات ويرى الجرائم التي ارتكبت هناك والأحياء الكاملة التي هدمت على رؤوس أهاليها. لكنه حتماً يعلم أن في صحراء النقب 40 قرية يسكنها العرب البدو ولا تعترف بها إسرائيل ولا تمدها بالماء والكهرباء. يداهمها الجيش بين فترة وأخرى ويقوم بهدمها وتهجير سكانها. يعود المهجّرون إلى قراهم يبنونها من جديد. لا ينتظرون اعترافاً من الديمقراطية الرسمية.

إلى أي حرية خرج الأسير الذي كان بين يدي أبناء جلدته، يتكلم لغتهم ويفهم نضالهم ويقيم الصلاة معهم؟ إن محنته توازي محنتهم. انتقل من نفق إلى سجن أكبر. فعدد البدو في النقب 317 ألفاً من مجموع مليوني عربي. لا تفرض إسرائيل عليهم الخدمة العسكرية لكن بينهم من يتطوع لها. يلتحق بما يعرف بالكتيبة البدوية وتعدادها اليوم 1500 مجند، يعمل معظمهم قصّاصي أثر لخبرتهم في مسالك الصحراء.

وخارج الفذلكة الروائية، في أي خانة نضع كايد فرحان القاضي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسير البدوي الأسير البدوي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon