توقيت القاهرة المحلي 00:25:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امتحانات ترمب الصعبة

  مصر اليوم -

امتحانات ترمب الصعبة

بقلم : جمعة بوكليب

 

لا أحد بمقدوره التقليل من شأن تفاقم المخاوف الأوروبية مثلاً أو الصينية من قرب وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً، خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة؛ فهي مخاوف حقيقية على المستويين الاقتصادي والأمني. المخاوف تبدو على شكل امتحانات وضعها الرئيس ترمب عمداً أمام حلفائه وأعدائه على السواء، لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وعسكرية، وليس من السهل تجاوزها.

الأوروبيون، من جهتهم، يدركون الهدف من الامتحانات، ولذلك السبب لم يتوقفوا عن التشاور فيما بينهم، منذ نجاح المرشح الرئاسي ترمب في الانتخابات الرئاسية الماضية؛ بهدف الوصول إلى اتفاق يجمعهم على خطة سياسية يلتزمون بها، وينتهجونها في تعاملهم مع الإدارة الأميركية المقبلة وسياساتها الحمائية التجارية. السؤال البارز بينهم هو: هل تتم مواجهة السياسة بسياسة عدائية حمائية، أم الامتثال والممالأة؟ وعلى الجانب الأمني، هناك امتحان أصعب؛ وهو حلف الناتو وتهديد الرئيس ترمب بانسحاب أميركا من الحلف ما لم تقُم الدول الأعضاء بتخصيص ميزانيات دفاعية لا تقل عن نسبة 3 في المائة من ميزانياتها العامة؛ حتى لا تنسحب أميركا من الحلف، وتترك أوروبا دون غطاء أمني يوفر لها استمرار التمتع بحماية المظلة الأميركية التي وفرتها لها الإدارات الأميركية السابقة، على اختلافها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، آخذين في الحسبان احتمال تدخُّل الرئيس ترمب بوقف الحرب الأوكرانية الروسية، مقابل قبول أوكرانيا بالتنازل لروسيا عن الأراضي التي احتلتها، ومغبّة ذلك أمنياً على أوروبا. ولا ننسى كذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الاقتصادات الأوروبية نتيجة بطء النمو، وما تعانيه ميزانياتها من عجز، نتيجة تفاقم الديون، وعلى سبيل المثال، فرنسا والتي يُعد اقتصادها الثاني من حيث الحجم بين دول الاتحاد الأوروبي.

الصين، هي الأخرى، ليس في وضعٍ أفضل، وإن كان مرت بتجربة امتحان سابق وصعب، في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ترمب خلال الأعوام 2016-2020.

خلال تلك الفترة، تضررت الصادرات الصينية إلى أميركا نتيجة رفع الرسوم الجمركية عليها. وقابلت الصين ذلك بسياسة حمائية مضادة برفع الرسوم على البضائع الأميركية، وأدى ذلك إلى تحوّل أكبر اقتصادين في العالم إلى قلعتين محصنتين ضد بعضهما، وإعلان عودة الحرب الحمائية التجارية عالمياً.

على الجانب الأمني، هناك الموقف المتوتر بين البلدين من تايوان، فالصين تُصر على عودتها إلى الوطن الأم، وأميركا تقف في طريق تلك العودة، وتتعهد بحماية تايوان في حال تعرضها لأي عدوان صيني يهدف إلى استردادها بالقوة العسكرية. ورغم موقفه المعلَن والمُعادي للحروب عموماً، فإن تصريحات الرئيس ترمب مؤخراً بضرورة استرداد قناة بنما بالقوة، جعلت كثيراً من المعلقين والساسة يعيدون النظر في حساباتهم.

الامتحان الأصعب والأشد الذي يُعدّه ترمب ليس في الخارج، بل في الداخل الأميركي. ونعني بذلك الامتحانات التي ستشهدها المؤسسات الدستورية والديمقراطية الأميركية. المواجهات ستكون متتالية، إذ، على عكس كل مَن سبقوه من الرؤساء الأميركيين، يصرّ الرئيس ترمب على مَن اختارهم لتولي المناصب الرئيسة في إدارته، على أن يكون ولاؤهم له شخصياً. وبالتالي، نحا في ذلك منحًى غير مسبوق يذكّر بما كان يفعله كثير من الرؤساء في العالم، ممن عُرفوا بمواقفهم المناوئة للديمقراطية، وممارساتهم الاستبدادية، ناهيك عن موقفه المعلَن باستخدام الأجهزة الأمنية والعسكرية ضد خصومه في أميركا، بغرض إزاحتهم من الطريق، وخاصة بعد أن حكمت أعلى هيئة قضائية في البلاد، في الشهور الماضية، بحصانة الرئيس من التعرض للمحاكمة ضد أي أعمال يقوم بها خلال فترة حكمه. ذلك الحكم القضائي، ومِن أعلى هيئة قضائية، بمثابة صك على بياض، من المرجح جداً أن يطلق يد الرئيس ترمب في اتخاذ ما يراه مناسباً له دون خوف من عقاب. وهذا يفضي بالضرورة إلى السؤال حول مدى قدرة الكونغرس الأميركي على الوقوف في وجه الرئيس ترمب، دفاعاً عن الدستور والديمقراطية الأميركيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتحانات ترمب الصعبة امتحانات ترمب الصعبة



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:17 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
  مصر اليوم - نتنياهو يصادق على عمليات إضافية في الضفة الغربية

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon