توقيت القاهرة المحلي 23:20:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

بقلم : جمعة بوكليب

 

طور آخر دخلته مؤخراً الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقرار حكومة كييف فتح جبهة جديدة، واجتياحها الأراضي الروسية. نقلة تكتيكية مفاجئة، أربكت حسابات الكرملين. آخر الأخبار تقول، إن القوات الروسية ما زالت تتقدم داخل منطقة دونيتسك الأوكرانية ولم تتراجع بعد. وإن القوات الأوكرانية تتقدم في الأراضي الروسية في منطقة كورسك، على الحدود الشمالية الشرقية. قوات البلدين، استناداً إلى تقارير إعلامية، تتقدم في خطين متعاكسين، وهو أمر غريب، يكاد يكون غير مسبوق.

الأوكرانيون بمحاولتهم الأخيرة نقل المعركة إلى روسيا يسعون إلى تخفيف الضغط على قواتهم المدافعة في منطقة دونيتسك بدفع الروس إلى سحب قواتهم. الأخبار تؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني دخلوا الأراضي الروسية ويواصلون الزحف. واللاجئون والنازحون والمشردون، من الجانبين، يزدادون عدداً ومعاناة. وترتفع أعداد القتلى والجرحى على الجانبين كل يوم، وكذلك الخسائر في المعدات والممتلكات. والأكاذيب لا تتوقف عن الصدور عن الطرفين. والحقيقة الوحيدة التي يدركها الطرفان، ويتجاهلانها عمداً، هي أن الحروب على اختلافها، من السهل جداً إشعال نيرانها، ومن الصعب جداً إطفاء تلك النيران، أو حتى معرفة الاتجاه الذي تأخذه.

الكرةُ الآن، وبوضوح، في ملعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن الواضح أن الغزو الأوكراني للأراضي الروسية فاجأ الرئيس الروسي وجنرالاته، كما فاجأ السكان المدنيين في إقليم كورسك الروسي، وعرّضهم لمحنة هجر قراهم وبيوتهم حفاظاً على أرواحهم. ورغم التأكيدات الصادرة عن قصر الكرملين بأن الوضع تحت السيطرة، فإن الأخبار المقبلة من جبهات المعارك تشير إلى العكس.

ويبدو أن قرار القيادة الروسية استقر على عدم تحقيق هدف القيادة الأوكرانية من الهجوم، بدفعهم إلى سحب قواتهم من منطقة دونيتسك الأوكرانية، والحرص على استمرار قواتهم في مواصلة مهامها الموكلة إليها. وعلى الجانب الأوكراني، التزم الرئيس زيلينسكي الصمت طيلة الأيام الخمسة الأولى من الاجتياح، ولم يصدر منه تصريح إلا في اليوم السادس للعمليات، معترفاً بدخول قوات بلاده الأراضي الروسية. المناورة العسكرية بدخول الأراضي الروسية رفعت من معنويات القوات المقاتلة، وكذلك السكان المدنيين الأوكرانيين. واكتفى الرئيس زيلينسكي بالإدلاء بتصريحات قصيرة لوسائل الإعلام تؤكد مواصلة الزحف داخل الأراضي الروسية، بهدف نقل المعركة لأراضي العدو، و«إجبار موسكو على الجلوس إلى مفاوضات سلام عادل»، حسب وصفه. ويعني بذلك، قبول موسكو بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 2014، مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

ومن جهة أخرى، حظي الاجتياح العسكري الأوكراني بغزو الأراضي الروسية بتغطية إعلامية غربية واسعة. ويظل جديراً بالذكر أن الاجتياح الأوكراني قد فاجأ أيضاً عديداً من العواصم الغربية الحليفة لأوكرانيا. إلا أن المفاجأة لم تقف عائقاً أمام رصد شعور لا يخفى بالارتياح نحوه. وفي يوم الثلاثاء الماضي أدلى الرئيس الأميركي بايدن بتصريح، قال فيه إنه ظل على اتصال دائم بنظيره الأوكراني طيلة الأسبوع الماضي. في حين أن البيت الأبيض أكد في وقت سابق، أنه لم ينخرط مطلقاً، وبأي شكل، في عملية التخطيط للهجوم الأوكراني. ومن المهم الإشارة إلى أن واشنطن ما زالت تصر على منع حكومة كييف من استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب مواقع داخل روسيا، رغم إلحاح الجنرالات الأوكرانيين. وعلى العكس من ذلك، ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن حكومة لندن - عبر وزارة الدفاع البريطانية - قد أذنت لحكومة كييف باستخدام السلاح البريطاني في ضرب أهداف داخل روسيا. والتقارير ذاتها أشارت إلى تصريح أدلى به نائب برلماني روسي ينتمي لحزب الرئيس بوتين، أكد فيه أن جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، المعروف اختصاراً باسم «MI6» يقف وراء عملية الغزو الأوكراني.

عديد من المعلقين الإعلاميين الغربيين من المتخصصين في تحليل الشؤون العسكرية، يتساءلون حول مدى قدرة القوات الأوكرانية على مواصلة الاجتياح داخل الأراضي الروسية، ومدى استطاعتها الحفاظ على مواقعها المكتسبة. ويعبّرون عن دهشتهم من مواصلة الأوكرانيين الزحف داخل الأراضي الروسية.

الاتجاه الذي تسير فيه الحرب، لا يبدو واضحاً. ومهما كان الاتجاه الذي ستأخذه في الأيام المقبلة، فإنه لا يقود إلا إلى تقليل فرص إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، ما لم تحدث مفاجآت عسكرية في ميادين المعارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير



GMT 08:11 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ضرب... يضرب ضرباً

GMT 08:09 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك وأحلام الرئاسة الأميركية

GMT 08:07 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تحالف يتصدى للتطرف

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم ما بعد اليوم التالي؟!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

حتى آخر لبناني!

GMT 08:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

في ما خصّ «الدفاع عن لبنان»!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إشعال الحريق وهطول المطر

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تحالف يتصدى للتطرف

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:05 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات خريفية تبرز أناقتك من وحي دانييلا رحمة
  مصر اليوم - إطلالات خريفية تبرز أناقتك من وحي دانييلا رحمة

GMT 16:46 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات غرفة معيشة مميزة بألوان محايدة
  مصر اليوم - ديكورات غرفة معيشة مميزة بألوان محايدة

GMT 07:19 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ساعات النوم التي تحصل عليها ليلاً تؤثر على نشاطك ومزاجك
  مصر اليوم - ساعات النوم التي تحصل عليها ليلاً تؤثر على نشاطك ومزاجك

GMT 22:37 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مي عز الدين تعتذر عن الكينج مع محمد إمام في رمضان 2025
  مصر اليوم - مي عز الدين تعتذر عن الكينج مع محمد إمام في رمضان 2025

GMT 00:00 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

جوني ديب يكشف عن موعد افتتاح معرضه الفني للرسم

GMT 08:56 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

آمال ماهر تتألق في فستان ملكي باللون الأخضر

GMT 13:01 2021 الخميس ,06 أيار / مايو

وفاء الكيلاني تدعو لـ سمير غانم وزوجته

GMT 07:27 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

علماء يكشفون عن عوامل تسبب سرطان الرئة لغير المدخنين

GMT 11:10 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

الجريدة الرسمية تنشر 8 قرارات جمهورية جديدة

GMT 08:31 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل المجوهرات باللون الوردي لتنتقي منها ما يناسبك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon