توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

بقلم : جمعة بوكليب

 

طور آخر دخلته مؤخراً الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقرار حكومة كييف فتح جبهة جديدة، واجتياحها الأراضي الروسية. نقلة تكتيكية مفاجئة، أربكت حسابات الكرملين. آخر الأخبار تقول، إن القوات الروسية ما زالت تتقدم داخل منطقة دونيتسك الأوكرانية ولم تتراجع بعد. وإن القوات الأوكرانية تتقدم في الأراضي الروسية في منطقة كورسك، على الحدود الشمالية الشرقية. قوات البلدين، استناداً إلى تقارير إعلامية، تتقدم في خطين متعاكسين، وهو أمر غريب، يكاد يكون غير مسبوق.

الأوكرانيون بمحاولتهم الأخيرة نقل المعركة إلى روسيا يسعون إلى تخفيف الضغط على قواتهم المدافعة في منطقة دونيتسك بدفع الروس إلى سحب قواتهم. الأخبار تؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني دخلوا الأراضي الروسية ويواصلون الزحف. واللاجئون والنازحون والمشردون، من الجانبين، يزدادون عدداً ومعاناة. وترتفع أعداد القتلى والجرحى على الجانبين كل يوم، وكذلك الخسائر في المعدات والممتلكات. والأكاذيب لا تتوقف عن الصدور عن الطرفين. والحقيقة الوحيدة التي يدركها الطرفان، ويتجاهلانها عمداً، هي أن الحروب على اختلافها، من السهل جداً إشعال نيرانها، ومن الصعب جداً إطفاء تلك النيران، أو حتى معرفة الاتجاه الذي تأخذه.

الكرةُ الآن، وبوضوح، في ملعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن الواضح أن الغزو الأوكراني للأراضي الروسية فاجأ الرئيس الروسي وجنرالاته، كما فاجأ السكان المدنيين في إقليم كورسك الروسي، وعرّضهم لمحنة هجر قراهم وبيوتهم حفاظاً على أرواحهم. ورغم التأكيدات الصادرة عن قصر الكرملين بأن الوضع تحت السيطرة، فإن الأخبار المقبلة من جبهات المعارك تشير إلى العكس.

ويبدو أن قرار القيادة الروسية استقر على عدم تحقيق هدف القيادة الأوكرانية من الهجوم، بدفعهم إلى سحب قواتهم من منطقة دونيتسك الأوكرانية، والحرص على استمرار قواتهم في مواصلة مهامها الموكلة إليها. وعلى الجانب الأوكراني، التزم الرئيس زيلينسكي الصمت طيلة الأيام الخمسة الأولى من الاجتياح، ولم يصدر منه تصريح إلا في اليوم السادس للعمليات، معترفاً بدخول قوات بلاده الأراضي الروسية. المناورة العسكرية بدخول الأراضي الروسية رفعت من معنويات القوات المقاتلة، وكذلك السكان المدنيين الأوكرانيين. واكتفى الرئيس زيلينسكي بالإدلاء بتصريحات قصيرة لوسائل الإعلام تؤكد مواصلة الزحف داخل الأراضي الروسية، بهدف نقل المعركة لأراضي العدو، و«إجبار موسكو على الجلوس إلى مفاوضات سلام عادل»، حسب وصفه. ويعني بذلك، قبول موسكو بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 2014، مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

ومن جهة أخرى، حظي الاجتياح العسكري الأوكراني بغزو الأراضي الروسية بتغطية إعلامية غربية واسعة. ويظل جديراً بالذكر أن الاجتياح الأوكراني قد فاجأ أيضاً عديداً من العواصم الغربية الحليفة لأوكرانيا. إلا أن المفاجأة لم تقف عائقاً أمام رصد شعور لا يخفى بالارتياح نحوه. وفي يوم الثلاثاء الماضي أدلى الرئيس الأميركي بايدن بتصريح، قال فيه إنه ظل على اتصال دائم بنظيره الأوكراني طيلة الأسبوع الماضي. في حين أن البيت الأبيض أكد في وقت سابق، أنه لم ينخرط مطلقاً، وبأي شكل، في عملية التخطيط للهجوم الأوكراني. ومن المهم الإشارة إلى أن واشنطن ما زالت تصر على منع حكومة كييف من استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب مواقع داخل روسيا، رغم إلحاح الجنرالات الأوكرانيين. وعلى العكس من ذلك، ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن حكومة لندن - عبر وزارة الدفاع البريطانية - قد أذنت لحكومة كييف باستخدام السلاح البريطاني في ضرب أهداف داخل روسيا. والتقارير ذاتها أشارت إلى تصريح أدلى به نائب برلماني روسي ينتمي لحزب الرئيس بوتين، أكد فيه أن جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، المعروف اختصاراً باسم «MI6» يقف وراء عملية الغزو الأوكراني.

عديد من المعلقين الإعلاميين الغربيين من المتخصصين في تحليل الشؤون العسكرية، يتساءلون حول مدى قدرة القوات الأوكرانية على مواصلة الاجتياح داخل الأراضي الروسية، ومدى استطاعتها الحفاظ على مواقعها المكتسبة. ويعبّرون عن دهشتهم من مواصلة الأوكرانيين الزحف داخل الأراضي الروسية.

الاتجاه الذي تسير فيه الحرب، لا يبدو واضحاً. ومهما كان الاتجاه الذي ستأخذه في الأيام المقبلة، فإنه لا يقود إلا إلى تقليل فرص إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، ما لم تحدث مفاجآت عسكرية في ميادين المعارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon