توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

  مصر اليوم -

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير

بقلم : جمعة بوكليب

 

طور آخر دخلته مؤخراً الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بقرار حكومة كييف فتح جبهة جديدة، واجتياحها الأراضي الروسية. نقلة تكتيكية مفاجئة، أربكت حسابات الكرملين. آخر الأخبار تقول، إن القوات الروسية ما زالت تتقدم داخل منطقة دونيتسك الأوكرانية ولم تتراجع بعد. وإن القوات الأوكرانية تتقدم في الأراضي الروسية في منطقة كورسك، على الحدود الشمالية الشرقية. قوات البلدين، استناداً إلى تقارير إعلامية، تتقدم في خطين متعاكسين، وهو أمر غريب، يكاد يكون غير مسبوق.

الأوكرانيون بمحاولتهم الأخيرة نقل المعركة إلى روسيا يسعون إلى تخفيف الضغط على قواتهم المدافعة في منطقة دونيتسك بدفع الروس إلى سحب قواتهم. الأخبار تؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي أوكراني دخلوا الأراضي الروسية ويواصلون الزحف. واللاجئون والنازحون والمشردون، من الجانبين، يزدادون عدداً ومعاناة. وترتفع أعداد القتلى والجرحى على الجانبين كل يوم، وكذلك الخسائر في المعدات والممتلكات. والأكاذيب لا تتوقف عن الصدور عن الطرفين. والحقيقة الوحيدة التي يدركها الطرفان، ويتجاهلانها عمداً، هي أن الحروب على اختلافها، من السهل جداً إشعال نيرانها، ومن الصعب جداً إطفاء تلك النيران، أو حتى معرفة الاتجاه الذي تأخذه.

الكرةُ الآن، وبوضوح، في ملعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن الواضح أن الغزو الأوكراني للأراضي الروسية فاجأ الرئيس الروسي وجنرالاته، كما فاجأ السكان المدنيين في إقليم كورسك الروسي، وعرّضهم لمحنة هجر قراهم وبيوتهم حفاظاً على أرواحهم. ورغم التأكيدات الصادرة عن قصر الكرملين بأن الوضع تحت السيطرة، فإن الأخبار المقبلة من جبهات المعارك تشير إلى العكس.

ويبدو أن قرار القيادة الروسية استقر على عدم تحقيق هدف القيادة الأوكرانية من الهجوم، بدفعهم إلى سحب قواتهم من منطقة دونيتسك الأوكرانية، والحرص على استمرار قواتهم في مواصلة مهامها الموكلة إليها. وعلى الجانب الأوكراني، التزم الرئيس زيلينسكي الصمت طيلة الأيام الخمسة الأولى من الاجتياح، ولم يصدر منه تصريح إلا في اليوم السادس للعمليات، معترفاً بدخول قوات بلاده الأراضي الروسية. المناورة العسكرية بدخول الأراضي الروسية رفعت من معنويات القوات المقاتلة، وكذلك السكان المدنيين الأوكرانيين. واكتفى الرئيس زيلينسكي بالإدلاء بتصريحات قصيرة لوسائل الإعلام تؤكد مواصلة الزحف داخل الأراضي الروسية، بهدف نقل المعركة لأراضي العدو، و«إجبار موسكو على الجلوس إلى مفاوضات سلام عادل»، حسب وصفه. ويعني بذلك، قبول موسكو بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 2014، مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

ومن جهة أخرى، حظي الاجتياح العسكري الأوكراني بغزو الأراضي الروسية بتغطية إعلامية غربية واسعة. ويظل جديراً بالذكر أن الاجتياح الأوكراني قد فاجأ أيضاً عديداً من العواصم الغربية الحليفة لأوكرانيا. إلا أن المفاجأة لم تقف عائقاً أمام رصد شعور لا يخفى بالارتياح نحوه. وفي يوم الثلاثاء الماضي أدلى الرئيس الأميركي بايدن بتصريح، قال فيه إنه ظل على اتصال دائم بنظيره الأوكراني طيلة الأسبوع الماضي. في حين أن البيت الأبيض أكد في وقت سابق، أنه لم ينخرط مطلقاً، وبأي شكل، في عملية التخطيط للهجوم الأوكراني. ومن المهم الإشارة إلى أن واشنطن ما زالت تصر على منع حكومة كييف من استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب مواقع داخل روسيا، رغم إلحاح الجنرالات الأوكرانيين. وعلى العكس من ذلك، ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن حكومة لندن - عبر وزارة الدفاع البريطانية - قد أذنت لحكومة كييف باستخدام السلاح البريطاني في ضرب أهداف داخل روسيا. والتقارير ذاتها أشارت إلى تصريح أدلى به نائب برلماني روسي ينتمي لحزب الرئيس بوتين، أكد فيه أن جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، المعروف اختصاراً باسم «MI6» يقف وراء عملية الغزو الأوكراني.

عديد من المعلقين الإعلاميين الغربيين من المتخصصين في تحليل الشؤون العسكرية، يتساءلون حول مدى قدرة القوات الأوكرانية على مواصلة الاجتياح داخل الأراضي الروسية، ومدى استطاعتها الحفاظ على مواقعها المكتسبة. ويعبّرون عن دهشتهم من مواصلة الأوكرانيين الزحف داخل الأراضي الروسية.

الاتجاه الذي تسير فيه الحرب، لا يبدو واضحاً. ومهما كان الاتجاه الذي ستأخذه في الأيام المقبلة، فإنه لا يقود إلا إلى تقليل فرص إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، ما لم تحدث مفاجآت عسكرية في ميادين المعارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير الحرب في أوكرانيا تتجه إلى أمر خطير



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon