توقيت القاهرة المحلي 10:39:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

  مصر اليوم -

بريطانيا المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

بقلم:جمعة بوكليب

بانتخاب النائبة كيمي بادنوك زعيمة للحزب، يوم الأحد الماضي، تمكّن حزب المحافظين من تسجيل هدف رابع تاريخي في شباك حزب العمال. وهي المرات الأربع التي ينتخب فيها الحزب امرأة لتكون الزعيمة. الهدف الأول كان في عام 1975 بانتخاب الراحلة مارغريت ثاتشر زعيمة للحزب، وتمكنت من قيادة بريطانيا خلال 11 عاماً بفوزها بـ3 انتخابات برلمانية متتالية. الهدف الثاني سُجل في عام 2016 باختيار تيريزا ماي. الهدف الثالث سجل في سبتمبر (أيلول) عام 2022 بانتخاب ليز تراس. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 سُجل الهدف الرابع بانتخاب السيدة بادنوك. الأهداف الـ4 سجلت تاريخياً، واحداً تلو آخر، على غير توقع. 3 نساء انتُخبن زعماء للحزب في أقل من 10 سنوات (2016-2024).

على المستوى الإثني والعرقي سجل المحافظون هدفين في السنوات الأخيرة، بانتخابهم زعيمين للحزب من الأقليات العرقية؛ ريشي سوناك وهو ابن مهاجرين من الهند، وهندوسي الديانة، وكان أول زعيم من أصول هندية، وأول رئيس حكومة من الأقليات. والسيدة بادنوك وهي من أصول أفريقية وبالتحديد من نيجيريا. وهو أمر مثير للانتباه وكذلك للاستغراب؛ ذلك أنّ التوقع أن يقوم اليسار وليس اليمين بانتخاب امرأة زعيمة. لكن اليسار ممثلاً في حزب العمال توقّف عند نقطة انتخاب نائبة رئيس حزب ولم يتجاوزها.

وتاريخياً، كان العماليون أول من بادر بانتخاب أول نائب أسود البشرة في البرلمان، وأول من عينوا وزيراً من الأقليات في وزارة، لكنهم توقفوا عند تلك النقطة ولم يتجاوزوها. ورغم أن وصول أبناء الأقليات إلى البرلمان البريطاني ممثلين لحزب المحافظين جاء متأخراً عن حزب العمال، فإن المحافظين تمكنوا من اللحاق بالعمال، وسبقوهم، باختيارهم ريشي سوناك الهندي الأصل ليكون زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة في آنٍ معاً.

المسألة لا تبدو عادية، لمن كان على اطلاع بالخلفية التاريخية للساحة السياسية البريطانية. فهي ساحة متعددة الأحزاب، لكن حزبين فقط - المحافظين والعمال - من تمكنوا من الوصول إلى «10 داوننغ ستريت» وقيادة البلاد، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وباستثناء فترة زمنية قصيرة، من 2010 إلى 2015، تمكن حزب ثالث، وهو حزب الأحرار الديمقراطيين، من المشاركة في الحكم، عبر ائتلاف مع حزب المحافظين، بقيادة زعيمهم آنذاك ديفيد كاميرون.

وهي كذلك ساحة تميزت بكونها استقطبت المهاجرين سياسياً، من خلال سعي حزب العمال منذ سنوات ما بعد الحرب إلى تأسيس علاقة انتخابية بهم واحتكارهم، بجعلهم ناخبين موالين له، يعتمد الحزب على أصواتهم وخاصة في لندن، وفي مناطق الشمال.

وتكرر الأمر في أسكوتلندا، على نحو مشابه ومختلف. من خلال تأسيس علاقة انتخابية قوية وتاريخية بين العمال والأسكوتلنديين، كما فعل مع المهاجرين، جعلت من أسكوتلندا دائرة انتخابية عمالية، شبه محرمة على المحافظين. إلا أن هاتين الحلقتين تعرضتا للكسر في السنوات الأخيرة، بظهور جيل جديد من أبناء المهاجرين، من المتعلمين، الذين دخلوا المجال السياسي بزخم، وعلى عكس آبائهم، سارعوا بالانضمام إلى حزب المحافظين، وتمكنوا من تسلق السلم. وفي أسكوتلندا، كان لبروز حزب أسكوتلندا القومي أكبر تأثير على تكسير حلقة ولاء أسكوتلندا للعمال. إلا أن العماليين بعد قرابة عقدين من سيطرة القوميين عادوا للاستحواذ على أسكوتلندا في الانتخابات النيابية الأخيرة.

انتخاب امرأة من أصول أفريقية لتكون زعيمة لأقدم حزب سياسي في أوروبا الغربية ليس بالأمر الهين ولا بالسهل. بل حدث تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وسواء اتفقنا مع سياسات المحافظين أو اختلفنا، فإنهم باختيار وانتخاب كيمي بادنوك أثبتوا أن الاعتماد على التقسيم التاريخي للساحة باليسار واليمين ليس بكافٍ لتفسير ما حدث؛ إذ وفقاً لذلك التقسيم، كان المتوقع من العماليين أن يكونوا المبادرين بانتخاب امرأة لتكون زعيمة للحزب، وليس متوقعاً إطلاقاً من حزب يميني عتيد أن يقوم بتلك المبادرة، آخذين في الاعتبار الخلفية التاريخية الإقطاعية التي برز منها الحزب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال» بريطانيا المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon