توقيت القاهرة المحلي 18:56:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان ومحنة الحرب

  مصر اليوم -

لبنان ومحنة الحرب

بقلم : جمعة بوكليب

 

الرتقُ في الشرق الأوسط يتّسع على الراتقين. والحرب التي بدأت في غزّة منذ عام مضى تقريباً وصلت إلى لبنان، وليس بمستطاع أحد التكهن بتطوراتها، أو فعل شيء حيالها. هل نقول وداعاً لسلام مأمول لا يأتي.

بعد هدنة مؤقتة منذ عام 2006، ها هو لبنان، مرّة أخرى، يجد نفسه هدفاً لغزو إسرائيلي آخر. الهدفُ الإسرائيلي المعلنُ يسعى إلى تهميش الوجود الإيراني على حدودها ممثلاً في «حزب الله». وإيران، من جهتها، أعلنت أنها لن تبلع الطُّعم الإسرائيلي، وتتورط في الدخول في حرب معها.

لم تكن الحرب مفاجأة. كانت كل المؤشرات، منذ بدء حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزّة تؤكد أن الحرب قادمة لا محالة. إسرائيل تعد «حزب الله» يد إيران الضاربة في لبنان. ومنذ الأسابيع الأولى للحرب ضد حركة «حماس» في غزّة، بدأ المعلقون السياسيون والعسكريون، في وسائل الإعلام، ينتقلون بأحاديثهم إلى الحرب المقبلة حتماً في جنوب لبنان.

مباشرة، عقب نجاح المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في تدمير شبكة اتصالات «حزب الله» مؤخراً، بتفجير أجهزة «البيجر» والراديو اللاسلكي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن البوصلة الإسرائيلية تتحرك شمالاً. وكانت رسالة واضحة إلى قيادة «حزب الله» وإيران والعالم.

في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطب مؤخراً، وللمرّة الأخيرة، الرئيس الأميركي جو بايدن أمام وفود دول العالم، مؤكداً أن كل جهوده حالياً موجهة نحو منع حدوث كارثة الحرب في لبنان. الرئيس الأميركي بايدن يدرك مسبقاً أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لن يثنيها شيء عن تنفيذ مخططها، وجرّ كل المنطقة إلى حرب مهلكة، لعلمها المسبق أن واشنطن والغرب عموماً، لن يتخلوا عن دعمها، وأن الرئيس بايدن لن يصدر قراراً بوقف شحنات الأسلحة إلى قواتها. لكن السباق مع الزمن يجري على قدم وساق في أروقة الأمم المتحدة على أمل إقناع إسرائيل و«حزب الله» بوقف كارثة الحرب.

يوم الخميس الماضي، لدى وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقلت وسائل الإعلام خبراً صادراً عن مكتبه في القدس يقول إنه قبل سفره أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستمرار في استخدام كامل قوته في لبنان. وقامت وزارة الدفاع باستدعاء الاحتياط.

وسائل الإعلام العربية والدولية تنقل إلينا صور آلاف اللاجئين اللبنانيين الذين فرّوا من بيوتهم وقراهم وبلداتهم، في جنوب لبنان، قاصدين بيروت، وكذلك صور الدمار الذي لحق بعدة مناطق.

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع اللبناني أن قوات بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في حال حدوث غزو إسرائيلي لأراضي بلاده. وفي بريطانيا، طلبت الحكومة من مواطنيها المقيمين في لبنان المغادرة الفورية، وأعلنت عن خطة طارئة لإجلاء نحو 10 آلاف بريطاني. كما أعلنت عدة شركات طيران دولية عن إيقاف رحلاتها إلى لبنان.

الآن، أضحت الأرض ممهدة أمام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي للتحرك باتجاه الهدف: طرد «حزب الله» من جنوب لبنان إلى ما وراء النهر، وإضعافه عسكرياً وسياسياً، بهدف إضعاف الوجود الإيراني على حدودها الشمالية، وتهميشه سياسياً في لبنان.

ليس بمقدور أحد التكهن بنجاح الوسطاء في وقف الكارثة، أو التنبؤ بالاتجاه الذي ستتجه نحوه الحرب المقبلة. ومن الواضح، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وائتلافه اليميني المتطرف لا يفكرون في التهدئة، بل يركضون مسرعين نحو مواصلة التصعيد العسكري لتحقيق أهداف مختلفة. نتنياهو يسعى لضمان بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة، لضمان عدم مثوله أمام القضاء بتهم الفساد. واليمين المتطرف يسعى إلى تحقيق حلمه المعلن في إسرائيل الممتدة من البحر إلى النهر. وقادة إيران، يؤكدون من طهران أنهم لن يبلعوا الطُّعم الإسرائيلي، ولن ينجرّوا إلى الدخول في حرب تشعل كل المنطقة. وكل ذلك يحدث بسرعة عجيبة، في وضع دولي يعاني من تأثيرات حرب الاستنزاف الأوكرانية - الروسية، وفي وقت عاد فيه الحديث عن احتمال لجوء موسكو لاستخدام السلاح النووي، في حالة سماح أميركا لحكومة كييف باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى، في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

المسافة الزمنية التي تفصل لبنان عن محنة الحرب، بدخول قوات إسرائيلية إلى أراضيه، تضيق يوماً إثر آخر. والمساعي الدولية التي تُبْذل لتهدئة الموقف في سباق مع الزمن، إلا أن السباق يسير في خط معاكس لما يريده الائتلاف اليميني المتطرف. وفي هذا الخضم، تكاد تتلاشى من وسائل الإعلام، أي أخبار عن تطورات مفاوضات السلام بين حركة «حماس» وإسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ومحنة الحرب لبنان ومحنة الحرب



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon