توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نافذة أمام دور عربي مكتمل

  مصر اليوم -

نافذة أمام دور عربي مكتمل

بقلم:سام منسى

ساد الاعتقاد أن غياب السنوار ونصر الله قد يمهد الطريق في لبنان وغزة للوصول إلى تسوية توقف الحرب عليهما ويتيح عودة 101 رهينة ما تزال «حماس» تحتجزهم. لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أتقن عرقلة فرص التسوية مراراً وتكراراً، لم يظهر أي مؤشر على تغيير مساره العسكري - الاجتثاثي، بل وعد بمواصلة العمل العسكري كما فعل شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف، وذهب حزب الليكود إلى أبعد من ذلك عندما دعا لحضور فاعلية بعنوان «الاستعداد للاستيطان في غزة».

المشكلة أمام الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة ولبنان هي عجز إسرائيل، من جهة، عن تحقيق نصر عسكري كامل، وعدم استعداد «حماس» و«حزب الله» للاستسلام لشروط إسرائيل وسط تخبط على صعيد القيادة، من جهة أخرى. يضاف إلى هذه الصورة المعقدة نتائج الرد الإسرائيلي المحدود على إيران أول من أمس، التي من شأنها إثارة مجموعة أخرى من العقبات أمام صفقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

في كل من مسرحي الصراع، وفي غياب ضغوط أميركية جادة وموثوقة، مثل فرض حظر الأسلحة على إسرائيل، لا يشعر نتنياهو بضرورة تغيير سياساته، وهو المزهو بقتل كبار قادة التنظيمين، والمستند إلى ارتفاع شعبيته في الداخل وفق ما أكدته الاستطلاعات الأخيرة. سيواصل مهمته لتغيير «الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط» حسب تعبيره، ويسعى لإملاء الوضع النهائي في غزة ولبنان. في المقابل، يخوض كل من «حماس» و«حزب الله»، ووراءهما إيران، معركة وجودية قد لا تهدف إلى النصر العسكري بل إلى الاحتفاظ ببعض من شرعية سياسية عبر تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر.

وثمة عقدة إضافية أمام صفقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، هي عدم وضوح مشروعية من يتحدث باسم «حماس» و«حزب الله»، علماً أنه يبدو أن إيران هي من تدير زمام الأمور مباشرة لدى الحزب وتأثيرها غير خاف لدى «حماس» التي توجه كبار قادتها إلى طهران فور مقتل السنوار. تعطلت سلسلة القيادة داخل كل منظمة وتفعّل الدور الإيراني حتى أصبحت عملية صنع القرار خارجية.

من جهتها، تواصل واشنطن الضغط للتوصل إلى وقف للنار في كل من غزة ولبنان، فجاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في زيارته الحادية عشرة لها، حاملاً مقترحات جديدة لإطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار. بيت القصيد من زيارته تجلى بدعوة إسرائيل إلى تحويل انتصاراتها العسكرية إلى خطوات استراتيجية، وأن تقدم خطة «اليوم التالي» في غزة التي تخلق الظروف لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن ونزع سلاح «حماس» ومعالجة مصير قياداتها، سياسيين وعسكريين، وإعادة بناء غزة، مع رفض أميركي كامل لأي احتلال أو استيطان إسرائيلي في القطاع. هذا الحل لا بد أن يتضمن أيضاً دوراً للسلطة الفلسطينية ومساراً لتسوية نهائية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. على الصعيد اللبناني، يكمن الحل في نزع سلاح «حزب الله» وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتسلمه أمر الحدود الجنوبية مع القوات الدولية التي قد تعزز صلاحياتها، إضافة إلى المعابر الحدودية الأخرى، وإعادة السيادة إلى الدولة واكتمال مفاصلها بملء الفراغ في المؤسسات كافة، مع رفض أميركي اقتطاع إسرائيل لأراض لبنانية وتقسيم الجنوب اللبناني كما حصل في غزة عند معبر نتساريم.

باختصار، النجاحات العسكرية الإسرائيلية التي تحققت حتى الآن مطلوب أميركياً أن تكون مفتاحاً للنجاح الاستراتيجي، والفشل في الربط بين الأمرين يعرضها للخطر. وكما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في 7 أكتوبر (تشرين الأول): «يتطلب الأمر انضباطاً وشجاعة... لمواءمة سلوك الحرب مع مجموعة واضحة ومستدامة من الأهداف وتحويل المزايا التكتيكية إلى مكاسب استراتيجية دائمة».

هذا المسار سيمكن أطرافاً عربية من لعب دور في غزة ولبنان بعد الحرب، وقد يفتح الاجتماع الوزاري العربي - الأميركي الذي عقد في لندن يوم الجمعة الماضي بين بلينكن ونظرائه العرب، نافذة أمام دور عربي مكمل للوساطة الأميركية. الأمل معقود على هجمة سريعة ثلاثية الأبعاد من دول الاعتدال العربي في كل من غزة ولبنان: سياسية - أمنية - إعمارية، ومساعدات فورية، لسد الفراغ الحاصل بعد «حماس» و«حزب الله» المنهكَين، وخواء السلطات الشرعية. لبنان يعيش فراغاً في المؤسسات الدستورية وغزة تحت احتلال إسرائيلي متوحش، وفي الحالتين مأساة إنسانية مروعة لا يجوز السماح باستمرارها. الضغوط العربية على واشنطن والأوروبيين للمساعدة ضرورية لالتقاط الوضع وانتشال ما تبقى من كل من لبنان وغزة من احتلالات جديدة وموت محتم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نافذة أمام دور عربي مكتمل نافذة أمام دور عربي مكتمل



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon