توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيد الوطني... السعودية قبل مائة عامٍ

  مصر اليوم -

العيد الوطني السعودية قبل مائة عامٍ

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

العيد الوطني السعودي الرابع والتسعون هو احتفالٌ سنوي بالإنجاز التاريخي الكبير بتوحيد البلاد واستقرار الدولة، فهو مناسبة لاستذكار الماضي والفرح بالحاضر لبناء المستقبل، والسعودية اليوم ترفل في ثياب الأمن والطموح الجامح للمستقبل والرفاه كغاية حكمٍ وهدف دولة في «رؤية 2030» التي أطلقها ولي العهد السعودي قبل سنواتٍ لتحشد خلفها كل أطياف الشعب السعودي، وتمثل نبراساً للآخرين.

هذه الرؤية تحققت في غالب غاياتها وأهدافها قبل سنواتٍ من موعدها المعلن؛ ما يعني قوة الهمم التي شُحذت، والعزائم التي اتقدت، والجهود التي بُذلت، في مسيرة مستمرة تراكم المنجزات وتتسم بمرونة التعديل والتجديد، وفي العيد الوطني السعودي يجب استحضار التاريخ ليكون خير شاهدٍ على مراحل توحيد البلاد مع الملك المؤسس عبد العزيز ورجاله الأوفياء.

أعمار الدول لا تُقاس بالسنين ولا توزن بالأعوام، بل بالمنجزات التي تحققت، وبالخبرات التي تراكمت، وبالطموحات التي تحدو لغدٍ أفضل ضمن خططٍ معلنة واستراتيجياتٍ متماسكة. وقبل مائة عامٍ من اليوم، وفي 1924، كانت السعودية تعيش مخاضاً كبيراً داخلياً وإقليمياً ودولياً قبل ثماني سنواتٍ من إعلان «المملكة العربية السعودية» في 1932.

نسبية الزمان أحد منجزات العلم التي نظر لها آينشتاين وغيرت تاريخ الفيزياء وإدراك البشر للزمن بشكل علمي محكمٍ، وفي القرآن الكريم: «وإنَّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون»، وقبل نظرية النسبية، وبعدها، يعلم البشر أن تاريخ الأفراد والشعوب والدول تاريخ متحركٌ صعوداً ونزولاً، اجتماعاً وافتراقاً، وحدة وانقساماً، ودروس مائة عامٍ بالغة التكثيف والأهمية على المستويات كافة، وتقطير حكمة التاريخ خير معين لمعرفة المستقبل، وكان غوته يقول: «من لا يعي دروس الثلاثة آلاف عامٍ من عمر البشرية يعيش في العتمة».

في منطقتنا، جرت كثير من مياه التاريخ في ساقية الزمن؛ في تواريخ موثقة وأحداثٍ مؤثرة، وتنازعت الأيام والليالي صراعات الرؤى والأفكار في أذهان القادة وعقولهم، وفي توجهات الأفراد والمجتمعات والشعوب، وعالمياً جرت حربان عالميتان: الأولى قبل 1924، والثانية بعدها، كانت الأولى أوروبية أكثر وتمددت الثانية دولياً، وكان عام 1924 عاماً استثنائياً حقاً؛ ففيه سقطت الدولة العثمانية، وهي إمبراطورية تركية غاشمة، أعلن سقوطها كمال أتاتورك من داخلها، فثار نزاعٌ عمّن يحق له وراثة تلك الخلافة، باعتبار «الخلافة» منصباً دينياً مقدساً يخدم السياسة، فتنازع الزعماء، بين «فؤاد» ملك مصر، و«حسين» شريف مكة، و«إمام اليمن»، وحتى «ملك أفغانستان» الطامح للخلافة.

هذا النزاع الفكري السياسي كان محتدماً حينها، ولم يكن صراع نظرياتٍ جوفاء، بل هو صراعٌ له أثر كبيرٌ وبالغ الأهمية على الواقع، وقد استطاع الملك عبد العزيز التعامل معه في حينه، ونقل أمين الريحاني آراءه الصائبة ورؤيته الثاقبة تجاه هذا الصراع، في كتابه: «ملوك العرب»، وفي غيره من كتبه، وفي مراسلاته لاحقاً، وأشار لها مؤرخو السعودية وغيرهم ممن تناول تلك المرحلة وتلك السنة تحديداً.

في ذلك العام، أعلن الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين؛ ما تسبب في توتر علاقاته مع مصر. وقد جاء في كتاب «موقف مصر من ضم ابن سعود للحجاز 1924 - 1926»، لزكريا سليمان بيومي، أنه «على عكس سياسة شريف الحجاز، فطن ابن سعود إلى ضرورة السعي لاستمالة الحكومة والرأي العام في مصر، فبادر بإرسال برقية تهنئة إلى الملك فؤاد في يناير (كانون الثاني) 1924، بمناسبة افتتاح البرلمان، وسعى في نفس الوقت لاستمالة بعض الكتاب من أتباع الاتجاه الإسلامي.

يذكر شكيب أرسلان في كتابه: «مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه» أنه في «29 أغسطس (آب) 1924 عبرت قوات سلطان نجد، عبد العزيز بن سعود، الحدود الحجازية، وهاجمت مدينة الطائف، وتمكنت من احتلالها»، وكانت خطوة كبرى باتجاه توحيد البلاد.

في تلك المرحلة، بدأت تنشط دعواتٌ موازية غير سياسية لاستعادة الخلافة، ولكن هذه المرة ليست عبر «الدول»، بل عبر «الجماعات» أو عبر «التنظيمات»، مثل «جماعة الإخوان المسلمين» التي أعلن عن تأسيسها بعد هذا العام بأربعة أعوامٍ.

أخيراً، فهذه إطلالة على لحظة تاريخية قبل مائة عامٍ، وقبل تلك اللحظة التاريخية بمائة عامٍ أخرى دخل الإمام تركي بن عبد الله الرياض مؤسساً للدولة السعودية الثانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيد الوطني السعودية قبل مائة عامٍ العيد الوطني السعودية قبل مائة عامٍ



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon