توقيت القاهرة المحلي 08:04:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترمب صانع النجوم

  مصر اليوم -

ترمب صانع النجوم

بقلم:ممدوح المهيني

كان هدف الرئيس الأميركي المنتخَب، دونالد ترمب، الرئيسي في فترة ولايته الأولى أن يُعاد انتخابه ويحكم لـ8 سنوات. الرؤساء الذين يحكمون لـ4 سنوات ويخرجون مهزومين يتعرضون للتشكيك والإذلال.

ولهذا السبب، امتنع ترمب عن الاعتراف بالهزيمة، وقال إن الانتخابات مزورة، لكي يبعد عن نفسه صورة الرجل الخاسر المهزوم التي ستشوه صورة «برند» الرجل المنتصر الناجح باني ناطحات السحب، وعاقد الصفقات التي رسمها عن نفسه.

وبسبب هذا الهدف، شهدنا أكبر صراع سياسي في العصر الحديث بينه وبين خصومه، وأصبحت تلك الفترة مرحلة مضطربة لم تعرف الهدوء. هو يلمع صورته وهم يلطخونها. يعدِّد إنجازاته ويُذكِّرون الناس بإخفاقاته. يمسك يد زوجته ويعلن حبه لها وينشرون فضائحه وخياناته لها. وصفهم بالكاذبين والمخادعين، ووصفوه بالعنصري والفاشي. لاحَقَهم بلسانه السليط ولاحقوه في المحاكم. ونجحوا في النهاية، بمساعدة من القدر، عندما هبَّت رياح جائحة «كوفيد - 19» التي اقتلعته من بيته الأبيض. وبعد خروجه سخروا منه واعتبروه رئيساً فاشلاً وكابوساً انتهى من حياتهم.

ولكن «الكابوس» عاد من جديد، وأقوى هذه المرة؛ فقد فاز بشكل حاسم بالأصوات الشعبية وأصوات المجمع الانتخابي. أي أن فوزه لا يمكن تلطيخه أو التشكيك فيه، كما حدث في المرة الأولى. ولكن السؤال الأهم: هل تصبح مرحلة ترمب الثانية مثل الأولى عاصفة ومضطربة؟ لا أحد يعرف. ولكن من غير المتوقع، لأن الدافع الذي كان يحرك ترمب؛ بالانتصار من جديد تحقق، ولا يوجد شيء جديد يثبته. لقد دخل التاريخ بكونه أول رئيس لا يحكم فقط لـ8 أعوام، ولكنه حقق عودة تاريخية كانت شبه مستحيلة. إضافة إلى ذلك أن هذه الولاية الأخيرة له. الدافع للصراع ليحكم مرة أخرى لن يكون موجوداً. لذة الحكم والانتصار لن تجد ما يحفزها.

ولكن ترمب سيعمل لتكون فترته ناجحة اقتصادياً بالدرجة الأولى ورجل سلام، لأنه سيكون هو صانع النجوم الجديد في الحزب الجمهوري. وهو عملياً صانع النجوم، ولكن نجاحه في الأربع سنوات المقبلة سيعزز مكانته بشكل كبير، ويصبح أي مرشح جديد غير قادر على أن يجمع أصواتاً إلا بعد أن يقبّل يد ترمب ويحظى بمباركته. ترمب أصبح الآن أقوى شخص في الحزب الجمهوري، وهو الوحيد القادر على تحريك الملايين وإخراجهم للتصويت، وستمر سنوات طويلة حتى يخرج أحد قادر على منافسته أو مزاحمته على هذه الزعامة. وربما نشهد أيضاً ظهور السلالة الترمبية، كما شهدنا سابقاً البوشية والكلنتونية.

لقد سخر خصوم ترمب منه كثيراً، واحتفلوا بعد أن أخرجوه من البيت الأبيض، وعدّوه غلطة وفلتة من فلتات الزمن وفصلاً طُوِي للأبد، ولكن عاد من جديد، وليس رئيساً هذه المرة فقط، ولكنه صانع ملوك ورؤساء، وسيخرج من عباءته في المستقبل ترمبيون جدد يكملون مسيرته ويواصلون إرثه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب صانع النجوم ترمب صانع النجوم



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon