توقيت القاهرة المحلي 18:07:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داخل عقل ترمب الجديد

  مصر اليوم -

داخل عقل ترمب الجديد

بقلم:ممدوح المهيني

لم تمضِ أيام من إعادة انتخابه حتى رأينا ملامح من طريقة تفكير ترمب في نسخته الجديدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وألقينا نظرة خاطفة داخل عقله. الملمح الأبرز هو استبعاد مايك بومبيو وزير الخارجية السابق، والحاكمة السابقة نيكي هيلي من أي منصب في إدارته الحالية.

لقد أعلن ذلك ترمب رسمياً على حسابه على «تروث سوشل» على الرغم من أنه غير مضطر إلى ذلك. عادة لا يعلن الرئيس عن الشخصيات التي يريد استبعادها. وبحسب تقارير صحافية تقول إن إعلان ترمب بسبب غضبه منهما لأنهما لم يدعماه بما فيه الكفاية بعد هزيمته في الانتخابات السابقة وبدا كأن الأمر لا يعنيهما. هيلي كانت آخر الصامدين الذين نافسوه على بطاقة الترشيح الأخيرة. «ترمب ليس في مزاج متسامح» ليعفو عمّن غدروا به في المرة الأولى.

قد يكون هذا السبب صحيحاً، لكنه ليس الأهم. من الواضح أن ترمب ليس في مزاج انتقامي، خصوصاً بعد حديثه اللطيف عن هاريس بعد هزيمتها. نصره الكاسح كان مثل المرهم السحري الذي شفى كل الجروح التي أدمت كرامته في السنوات الأخيرة. لكن سبب هذا الإعلان غير المألوف هو أنه يريد أن يبعث برسالة واضحة أن هذين الاسمين، وعلى الأخص بومبيو، المعروفين بالصقور فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لن يشكّلا طريقة تفكيره وسياسته الجديدة على عكس الفترة الأولى التي كانت عبارة عن مزيج وخليط من السياسات المتضاربة في أحسن الأحوال. فقط عادى إيران وصالح كوريا الشمالية في الوقت ذاته.

بومبيو من المؤمنين بالنظام الليبرالي ودعاة المحافظة على القرن الأميركي، وهذا ما يزعج الحاشية الجديدة للرئيس ترمب مثل ابنه وإيلون ماسك وتاكر كارلسون (المذيع المعروف وجَّه شتائم عنيفة لبومبيو ووصفه بالمجرم). هذه الحاشية الصاخبة تهاجم من يصفونهم دعاة الحروب، وتريد وقف الدعم عن أوكرانيا، وعقد صفقة سريعة مع روسيا، ويشككون بدعم حلف «ناتو» والمنظمات الدولية. وهذا ينسجم مع تصريحات ترمب بأنه سيكون رجل السلام في المرحلة المقبلة، وحملته الانتخابية كانت قائمة على أن الحروب اندلعت لأنه لم يكن موجوداً في البيت الأبيض، وأنه سينهيها ويعمّ العالم السلام خلال فترة وجيزة. ومن المرجح أن يذهب في هذا الاتجاه لتحقيق هذه الوعود، خصوصاً أنه يطمح ليلعب دور العراب في اختيار الرئيس القادم ويهم أن يملأ جيوب الأميركيين بالمال ولا يدخلهم في حرب جديدة تضر بسمعته.

ولكن هناك من داخل النخبة الفكرية والسياسية وداخل الحزب الجمهوري من يخشون من طريقة التفكير هذه؛ لأنهم يرون أنه سيدفع إلى مزيد من الفوضى في النظام الدولي، ويعدّون ماسك والجوقة المحيطة به تفتقد أي خبرة بالسياسة الخارجية، ويرون الواقع على غير حقيقته الذي هو عبارة عن صراع القوى العظمى لتشكيل العالم على صورتها. ويقولون إن العالم استقر في العقود الأخيرة ولم نشهد حروباً مدمرة بسبب أن قوة ليبرالية رأسمالية مهيمنة فرضت نموذجها على العالم. ومع تراجع أميركا وصعود قوى جديدة سنعود للصراعات الكبرى من جديد كما حدث في النصف الأول من القرن الماضي. هل يقرر ترمب الابن وماسك كيف يفكر ترمب بشكل حاسم أم يصطدم بالواقع كما فعل من سبقوه الذين دخلوا بنظريات مثالية لكن التطبيق لم يكن كما كانوا يتخيلونه؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داخل عقل ترمب الجديد داخل عقل ترمب الجديد



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon