توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجهزة النيفة المركزية

  مصر اليوم -

أجهزة النيفة المركزية

أسامة غريب

لكل اتفاقية مزايا، كما أن لها آثارا جانبية. بالنسبة لاتفاق إيران مع مجموعة 5+1 المتعلق ببرنامجها النووى فإنه يحقق للإيرانيين القدرة على التنفس عقب رفع العقوبات الاقتصادية، لكن هناك تكلفة سيتكبدها الاقتصاد الإيرانى ناجمة عن النفقات الباهظة التى تم إنفاقها على عمليات تخصيب اليورانيوم والأموال التى صُرفت لصنع ما يقرب من عشرين ألف جهاز للطرد المركزى.. ماذا سيصنع الإيرانيون بأجهزة الطرد المركزى التى أرغمتهم الاتفاقية على الاحتفاظ منها بستة آلاف جهاز فقط بما يعنى ضرورة التخلص من نحو 14 ألف جهاز؟

هناك حل وصلنى من أحد القراء، وهو على ما يبدو يحقق مصلحة مصر، بالإضافة إلى إيران أيضاً باعتبارها قوة للعرب والمسلمين إذا أحسنّا توجيه بوصلتها. يقترح الأخ أن تضع إيران الأربعة عشر ألف جهاز للطرد المركزى تحت إشراف البروفيسور عبدالعاطى صاحب الإنجازات العلمية المعروفة، وهو لمن لا يعرفه أعلى قامة علمية فى مصر حالياً ويوازى عبدالقدير خان فى باكستان وشاروخان فى الهند. يقضى الاقتراح بأن يتسلم عبدالعاطى أجهزة الطرد الإيرانية ويدخلها فى برنامجه السلمى لتحويل الفيروسات إلى مشاوى مشكلة، الأمر الذى سيعجل بإدخال الاختراع إلى حيز التنفيذ بعد أن تأخر المشروع مرة بعد مرة حتى ظن المشككون أن المشروع وهمى، وأن عبدالعاطى مجرد رجل أونطجى ضحك على مصر حتى ألبسته بدلة جنرال وأتاحت له أن يقف فى المستشفى ويطلق صيحته الخالدة فى وجه أحد المرضى: كان عندك إيدز وراح!

ما يعزز هذا الاقتراح أن الإيرانيين معروفون كما هو شائع بالمشويات ذات المستوى الرفيع بتوابلها الشرقية ونكهتها المميزة، وهم بهذا أقدر على تفهم عمليات التطوير التى يضمها مشروع البروفيسور عبدالعاطى، مما يجعل إقناعهم بتسليم أجهزة الطرد المركزى للعالم المصرى أمراً ميسوراً. ولما كان العلم هو أحد الأبواب الرئيسية لإحلال السلام ونشر الوئام فقد يكون التعاون العلمى مع الإيرانيين بديلاً لحالة الاحتقان والاستقطاب التى جعلتنا نوشك أن ندخل حرباً ضدهم. لنجعل العلم ومشروعاته السلمية باباً للأخوة والمحبة، ولنتعاون على البر والتقوى والمشويات المتبلة بدلاً من الإثم والعدوان وإزهاق الأرواح البريئة.

قد يقول قائل إن الهنود يشوون الكفتة أيضاً ولديهم أطعم سيخ كباب فى المنطقة بما يؤهلهم لدخول المنافسة للحصول على أجهزة الطرد الإيرانية، كما يمكن أن يحتج آخر بأن المشاوى اللبنانية لها تميزها أيضاً.. لكن الرد على هؤلاء سهل وهو أن بعض البلاد وإن كانت تقدم الكباب والكفتة والريش بمستوى عال، إلا أن هذه البلاد تحتاج إلى اللحوم من أجل عمليات الشواء. نحن فقط نملك برنامجاً نوفر فيه تكاليف الأبقار والأغنام والماعز فنقوم بتحويل الفيروسات إلى صوابع كفتة يتغذى عليها المريض، وهذا سيظهر فى دراسة الجدوى التى سنقدمها، وسوف تكون له قيمته عندما يقوم الجانب الإيرانى بفض المظاريف!. هذا فضلاً عن ميزة تنافسية لا أظنها خطرت على بال أى أحد وهى أننا الطرف الوحيد فى المنطقة الذى يحتكر عمل النيفة، فلا أظن اللبنانيين أو الهنود أو الأفغان يعرفون ما هى النيفة. يتبقى فقط أن يعكف عبدالعاطى وفريقه العلمى على تحويل الفيروس إلى نيفة بدلاً من كفتة، وستتكفل أجهزة الطرد المركزى بطرد العوازل الذين لا يثقون بالاختراع، مع إفساح المجال أمام المواطنين الصالحين المؤمنين بالعلماء الكفتجية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجهزة النيفة المركزية أجهزة النيفة المركزية



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon