توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة الشهر الفضيل

  مصر اليوم -

أسئلة الشهر الفضيل

أسامة غريب


منذ وعينا على الدنيا، ومع قدوم شهر رمضان كل عام نجد أنفسنا محاصرين ببرامج دينية إذاعية وتليفزيونية، يتلقى فيها فضيلة الشيخ أسئلة المستمعين والمشاهدين التى تشغل بالهم ويهمهم معرفة إجاباتها حتى تصفو لهم الأيام ويعيشوا الشهر الفضيل مطمئنين رائقى البال. من هذه الأسئلة المتكررة سؤال عن حكم من يشرب سهواً أو يأكل دون قصد. وربما كان هذا السؤال على تفاهته جديراً بالإجابة التى يحتاجها جمهور جاهل جديد لم يستمع للسؤال من قبل ولا عرف الإجابة.. ورغم ذلك فإن نفورى يزداد عاماً بعد عام من الأسئلة النمطية الأخرى التى يجيب عنها الشيخ بمنتهى الحماس، وكأنها أسئلة هامة على الرغم من أنها لا تحمل سوى العبث المحض. منذ عشرات السنين نستمع ونقرأ بالصحف كلما أقبل الشهر الكريم عن رأى الدين فيمن يبتلع ورقة! ورغم أن الناس فى العادة لا تبتلع الورق فى «رجب» أو فى «شعبان» فإن هاجس ابتلاع الورق يهاجمهم عندما يهل شهر رمضان. هذا والشيخ لا يغضب من السؤال ولا يحاول أن يطلب من الناس أن يرتفعوا إلى مستوى الشهر الكريم ويكفوا عن الأسئلة الخائبة. ولعل هذا هو ما يشجع السائل التالى على أن يسأل مولانا عن حكم من يبتلع ريشة! وما دام مولانا يجيب وهو بادى السعادة بعلمه الذى ينفع الناس فما الذى يمنع الحضور من السؤال عمن يبتلع ريقه وهل يبطل صيامه أم لا؟
و الغريب أن الشيوخ يسعدون أيما سعادة بهذه الأسئلة الهايفة ويشجعون الناس عليها لأنها صارت كنزاً يكسبون منه مالاً وشهرة، وبدلاً من أن يستفيدوا من قوة الدين فى نفوس الناس لحضهم على العلم والعمل ورفض الظلم، فإنهم يشجعون على التفاهة ويساهمون فى صنع المواطن العبيط، وهذا بالتأكيد يعفيهم من حرج مواجهة أسئلة محترمة تليق بإنسان محترم مثل: ما حُكم الحاكم الذى يعد ولا يفى؟ وما قول الدين فيمن يجمعون المليارات فى رمضان باسم العمل الخيرى ثم يستولون على المال السايب دون محتاجيه من المرضى والمعوزين؟ ومثل: ما رأى الدين فى رفع الدعم عن الغلابة دون زيادة مرتباتهم وتركهم للعذاب والجريمة؟ وما الرأى الشرعى فى حرق المساجين وطبخهم داخل سيارات الترحيلات؟ وما القول فيمن يمنح أراضى مصر للمجرمين بالمجان؟ وما قول الشرع فيمن يمنعون القضاء من التدخل فى الصفقات الفاسدة بين الحكومة والمستثمرين اللصوص ويحصنون عمليات البيع المشبوهة؟ ومثل: ما حكم تصدير الغاز لإسرائيل واستيراده منها؟ وهو السؤال الذى تم توجيهه فعلاً لأحد الشيوخ الكبّارة فلم يجد سوى أن يقول: أنا غير متخصص والأمر يحتاج إلى فنيين يفهمون فى مثل هذه المسائل، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى المطالبة بإنشاء معاهد دينية تخصُص مازوت!. عم الشيخ لا يفهم فى المسائل الفنية.. هو يريد أسئلة من عينة حكم ناكح الحمار فى نهار رمضان، وحكم من أولج فى دجاجة ثم أمسك منيّه، وحكم من يتحسس نعجة غاب عنها تيسها!

فى عصور الانحطاط يفسد الجميع، والمشتغلون بالدين ليسوا استثناء، فلعل الحرية والديمقراطية المرتجاة إذا ما انتزعناها فى يوم من الأيام تعيد لبعض رجال الدين لسانهم الذى لم يعد ينطق إلا كفراً!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة الشهر الفضيل أسئلة الشهر الفضيل



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon