توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا اتلهيت وانخدل زندى

  مصر اليوم -

أنا اتلهيت وانخدل زندى

أسامة غريب

هل صحيح ما اعتقده بيرم التونسى وهو يخاطب مصر، من أن الأحوال أصبحت عال العال وبالتالى ما الداعى من إعراضها عنه والضن عليه بما يستحق؟. لقد قال بيرم فى القصيدة الشهيرة: «يا أم الكرانك والدلتا.. حتعملى طرشا لإمتى.. ما اتغيّرت كلمة زفتى.. والدنيا راقت أحوالها». فهل صحيح أن كلمة زفتى تغيرت والدنيا راقت أحوالها؟.

ربما يعزى بيرم نفسه بأن الأمور قد صارت إلى الأحسن وأن رجوعه بات قريباً.. أقول ربما لأن بيرم الحصيف لا شك قد رأى مسرحية العُكش، وشهد كافة فصولها ونظر عن قرب للذين تركوا الرجل يفسق فى حق الجميع متباهياً بدرجة علمية يعلمون جميعاً أنه لم يحزها، ثم فى لحظة واحدة قالوا له إن الدكتوراه وهمية وسيادتك لا تعرف إنجليزى. بيرم يعرف أن الفرد يكون عارفاً بالإنجليزية وفنونها ودروبها ومسالكها إذا كان حبيباً للسلطة حتى لو كان ضائعاً، ثم تتم مواجهته بالحقيقة العارية التى لا يسترها لباس إذا غضبوا عليه. وبالرغم من ذلك فإن حنين بيرم يظل أقوى من علمه بالحقيقة، وهو بالتالى يفضل العودة إلى وطن النصب والشعوذة والدجل على البقاء فى مرسيليا، وهذا يفسر بالتأكيد قوله عن حاله بالمنفى: «لا سَطْل عناب يسعفنى.. ولا ابن نكتة يكيّفنى.. ما يقصف العمر ويفنى.. إلا الخلايق بعبلها». آه.. الحنين والشوق يدفعان بيرم إلى رؤية الفرنسيين مجرد «خلايق بعبلها» لم تتثقف ولم تتمدن وتتخذ شكلاً لائقا، هذا على الرغم من سابق تغزل عم بيرم فى الفرنسيات السائحات فى الشوارع، ووصفه لهن بأنهن يمتلكن نهوداً ومؤخرات رجراجة!.. الحنين دفعه لاستحضار مفردات الوطن القاسى، فتذكّر سطل العناب الذى يسعفه وقت القيظ، كما تذكر أولاد البلد ونكاتهم الحلوة التى تملأ الدماغ وتكيّف صاحبها، ثم وجد نفسه مضطراً للافتراء على الفرنسيين، وكأنك لا تستطيع أن تمتدح أم كلثوم دون أن تشتم فايزة أحمد!.

لكن على الرغم من أن النظرة الموضوعية لحالة بيرم تشى بخطأ حكمه على الأحوال التى يظنها راقت، وعلى الرغم من أن بيرم لو علم أن فريقاً للمكفوفين ذهب إلى بولندا ليشارك فى بطولة رياضية خاصة بالعميان، ثم اتضح أن اللاعبين جميعاً من المبصرين وقد تحايلوا للحصول على فيزا يدخلون بها وارسو، ثم اختفوا بعد الوصول وذابوا فى القارة الأوروبية.. على الرغم من ذلك فإن بيرم لا يسعه أن يعلق على هذه الحادثة وإلا منعوه من العودة وحرموه من سطل العناب والصحبة الحلوة، وربما من تكملة القصيدة فلم يقل: يا بلدى هجرك يكفانى.. يا عاملة قُمْع وناسيانى.. ويوم ما حارجع لك تانى.. حتبقى رجعة براسمالها.

ها أنت عدت يا بيرم.. سو وات؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا اتلهيت وانخدل زندى أنا اتلهيت وانخدل زندى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon