توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا اتلهيت وانخدل زندى

  مصر اليوم -

أنا اتلهيت وانخدل زندى

أسامة غريب

هل صحيح ما اعتقده بيرم التونسى وهو يخاطب مصر، من أن الأحوال أصبحت عال العال وبالتالى ما الداعى من إعراضها عنه والضن عليه بما يستحق؟. لقد قال بيرم فى القصيدة الشهيرة: «يا أم الكرانك والدلتا.. حتعملى طرشا لإمتى.. ما اتغيّرت كلمة زفتى.. والدنيا راقت أحوالها». فهل صحيح أن كلمة زفتى تغيرت والدنيا راقت أحوالها؟.

ربما يعزى بيرم نفسه بأن الأمور قد صارت إلى الأحسن وأن رجوعه بات قريباً.. أقول ربما لأن بيرم الحصيف لا شك قد رأى مسرحية العُكش، وشهد كافة فصولها ونظر عن قرب للذين تركوا الرجل يفسق فى حق الجميع متباهياً بدرجة علمية يعلمون جميعاً أنه لم يحزها، ثم فى لحظة واحدة قالوا له إن الدكتوراه وهمية وسيادتك لا تعرف إنجليزى. بيرم يعرف أن الفرد يكون عارفاً بالإنجليزية وفنونها ودروبها ومسالكها إذا كان حبيباً للسلطة حتى لو كان ضائعاً، ثم تتم مواجهته بالحقيقة العارية التى لا يسترها لباس إذا غضبوا عليه. وبالرغم من ذلك فإن حنين بيرم يظل أقوى من علمه بالحقيقة، وهو بالتالى يفضل العودة إلى وطن النصب والشعوذة والدجل على البقاء فى مرسيليا، وهذا يفسر بالتأكيد قوله عن حاله بالمنفى: «لا سَطْل عناب يسعفنى.. ولا ابن نكتة يكيّفنى.. ما يقصف العمر ويفنى.. إلا الخلايق بعبلها». آه.. الحنين والشوق يدفعان بيرم إلى رؤية الفرنسيين مجرد «خلايق بعبلها» لم تتثقف ولم تتمدن وتتخذ شكلاً لائقا، هذا على الرغم من سابق تغزل عم بيرم فى الفرنسيات السائحات فى الشوارع، ووصفه لهن بأنهن يمتلكن نهوداً ومؤخرات رجراجة!.. الحنين دفعه لاستحضار مفردات الوطن القاسى، فتذكّر سطل العناب الذى يسعفه وقت القيظ، كما تذكر أولاد البلد ونكاتهم الحلوة التى تملأ الدماغ وتكيّف صاحبها، ثم وجد نفسه مضطراً للافتراء على الفرنسيين، وكأنك لا تستطيع أن تمتدح أم كلثوم دون أن تشتم فايزة أحمد!.

لكن على الرغم من أن النظرة الموضوعية لحالة بيرم تشى بخطأ حكمه على الأحوال التى يظنها راقت، وعلى الرغم من أن بيرم لو علم أن فريقاً للمكفوفين ذهب إلى بولندا ليشارك فى بطولة رياضية خاصة بالعميان، ثم اتضح أن اللاعبين جميعاً من المبصرين وقد تحايلوا للحصول على فيزا يدخلون بها وارسو، ثم اختفوا بعد الوصول وذابوا فى القارة الأوروبية.. على الرغم من ذلك فإن بيرم لا يسعه أن يعلق على هذه الحادثة وإلا منعوه من العودة وحرموه من سطل العناب والصحبة الحلوة، وربما من تكملة القصيدة فلم يقل: يا بلدى هجرك يكفانى.. يا عاملة قُمْع وناسيانى.. ويوم ما حارجع لك تانى.. حتبقى رجعة براسمالها.

ها أنت عدت يا بيرم.. سو وات؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا اتلهيت وانخدل زندى أنا اتلهيت وانخدل زندى



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon