توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجَمَل المسكين

  مصر اليوم -

الجَمَل المسكين

أسامة غريب

دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على انتهاك حقوق العرب والمسلمين تحت مزاعم الخوف من الإرهاب، لدرجة أنها صارت تتفحص المؤخرات وتضع داخلها مجسات تقيس النشاط التفجيرى، وخلا التعامل مع المؤخرات العربية من الكياسة المفترضة مع مواضع حساسة كتلك.. ومع ذلك لم يغضب العرب ولم يثوروا للسراويل المدلاة والإليات التى يتم جسّها ووزنها ومسحها بأجهزة السكانر وبالعصى الممغنطة، ولم يضايقهم أن ينحنوا بشدة حتى ترتفع المؤخرة فى الهواء وتكون فى مستوى الموظف الفاحص! ولا أدرى متى يغضبون ويقررون أن يردوا بالمثل!

والعجيب أنه فى الوقت الذى يتعامل الغرب فيه مع البشر بهذا الأسلوب فإن جمعياتهم لحقوق الإنسان تثور وتملأ الدنيا صياحاً على إحدى الرياضات المفضلة لبعض عرب الخليج وهى رياضة سباق الهجن بسبب استخدام أطفال صغار لقيادة الجمال أثناء السباق. وقد عدَّت منظمات الغرب هذا الأمر نوعاً من الإساءة للطفولة التى تصل لدرجة الاستعباد، مما حدا بمحبى هذا النوع من السباقات لأن يقوموا بتعديلات جوهرية أسفرت عن استبدال الأطفال بآلات روبوت صغيرة توضع على ظهر الجمل عند المؤخرة وهى تحاكى جهاز الطيار الآلى الذى يقوم بقيادة الطائرة.

ولما كان سعر الهجين يرتفع تبعاً لأدائه فى السباق وقدرته على تحقيق مراكز متقدمة تجلب لصاحبه المجد والفخار، فإن المحاولات تشتد دائماً للحصول على الهجن المتميزة صاحبة القوة والرشاقة والمناورة والأداء العالى. وكالعادة لا بد أن يتسلل الراغبون فى الكسب السريع دون مجهود إلى هذا المضمار مثلما يتسللون إلى كل نواحى الحياة.. فماذا فعلوا؟ آخر ما تفتق عنه الذهن الشيطانى حدث فى سباق جرى مؤخراً فى إحدى دول الخليج.. قام الموظف المسؤول بإيعاز من صاحب الجمل بوضع صاعق كهربائى فى جهاز الروبوت الذى يعمل بالتوجيه عن بعد بالريموت كنترول، وكلما قام المتحكم فى الريموت بالضغط توجهت وخزة كهربية إلى مؤخرة الحيوان الأعجم الذى يهرع من فرط الرعب والألم ويندفع للأمام، الأمر الذى جعل الجمل المسكين يفوز بالسباق تحت التعذيب الرهيب. الجناية الكبرى فى الأمر تتمثل فى أن الهجين الذى يتعرض لهذه التجربة تضعف قوائمه وتترقق عظامه ويفقد قدرته على التحمل وبذل المجهود ويصير فى حاجة إلى العلاج والرعاية الطبية.

ومن الواضح أن أحد وجهاء المدينة قد وقع ضحية نصاب باعه جملاً تكهربت مؤخرته وحقق نتيجة عظيمة فى المرة الأولى، لكنه برك بعد أن اشتراه الزبون وخمدت همته، فما كان من الزبون إلا أن قام بمقاضاة النصاب ونجح فى إدخاله السجن.

المضحك فى الأمر أن النصاب قد حكى أثناء التحقيق أن الفكرة قد واتته بعد أن شاهد اختبار فحص المؤخرات فى نيويورك وتخيل ما يمكن أن يحدث لو قاموا بكهربة المؤخرات العربية، وسرعان ما قفزت فى ذهنه فكرة أن يضع الصاعق الكهربى أسفل الجمل.

غرابة الأمر تكمن فى أن هذا الرجل الذى انحنى فى نيويورك وترك الأصابع الأمريكية تعبث به قد عاد وفعل ما فعلوه به مع حيوان مسكين لا حيلة له وذلك من أجل المال!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجَمَل المسكين الجَمَل المسكين



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon