أسامة غريب
دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على انتهاك حقوق العرب والمسلمين تحت مزاعم الخوف من الإرهاب، لدرجة أنها صارت تتفحص المؤخرات وتضع داخلها مجسات تقيس النشاط التفجيرى، وخلا التعامل مع المؤخرات العربية من الكياسة المفترضة مع مواضع حساسة كتلك.. ومع ذلك لم يغضب العرب ولم يثوروا للسراويل المدلاة والإليات التى يتم جسّها ووزنها ومسحها بأجهزة السكانر وبالعصى الممغنطة، ولم يضايقهم أن ينحنوا بشدة حتى ترتفع المؤخرة فى الهواء وتكون فى مستوى الموظف الفاحص! ولا أدرى متى يغضبون ويقررون أن يردوا بالمثل!
والعجيب أنه فى الوقت الذى يتعامل الغرب فيه مع البشر بهذا الأسلوب فإن جمعياتهم لحقوق الإنسان تثور وتملأ الدنيا صياحاً على إحدى الرياضات المفضلة لبعض عرب الخليج وهى رياضة سباق الهجن بسبب استخدام أطفال صغار لقيادة الجمال أثناء السباق. وقد عدَّت منظمات الغرب هذا الأمر نوعاً من الإساءة للطفولة التى تصل لدرجة الاستعباد، مما حدا بمحبى هذا النوع من السباقات لأن يقوموا بتعديلات جوهرية أسفرت عن استبدال الأطفال بآلات روبوت صغيرة توضع على ظهر الجمل عند المؤخرة وهى تحاكى جهاز الطيار الآلى الذى يقوم بقيادة الطائرة.
ولما كان سعر الهجين يرتفع تبعاً لأدائه فى السباق وقدرته على تحقيق مراكز متقدمة تجلب لصاحبه المجد والفخار، فإن المحاولات تشتد دائماً للحصول على الهجن المتميزة صاحبة القوة والرشاقة والمناورة والأداء العالى. وكالعادة لا بد أن يتسلل الراغبون فى الكسب السريع دون مجهود إلى هذا المضمار مثلما يتسللون إلى كل نواحى الحياة.. فماذا فعلوا؟ آخر ما تفتق عنه الذهن الشيطانى حدث فى سباق جرى مؤخراً فى إحدى دول الخليج.. قام الموظف المسؤول بإيعاز من صاحب الجمل بوضع صاعق كهربائى فى جهاز الروبوت الذى يعمل بالتوجيه عن بعد بالريموت كنترول، وكلما قام المتحكم فى الريموت بالضغط توجهت وخزة كهربية إلى مؤخرة الحيوان الأعجم الذى يهرع من فرط الرعب والألم ويندفع للأمام، الأمر الذى جعل الجمل المسكين يفوز بالسباق تحت التعذيب الرهيب. الجناية الكبرى فى الأمر تتمثل فى أن الهجين الذى يتعرض لهذه التجربة تضعف قوائمه وتترقق عظامه ويفقد قدرته على التحمل وبذل المجهود ويصير فى حاجة إلى العلاج والرعاية الطبية.
ومن الواضح أن أحد وجهاء المدينة قد وقع ضحية نصاب باعه جملاً تكهربت مؤخرته وحقق نتيجة عظيمة فى المرة الأولى، لكنه برك بعد أن اشتراه الزبون وخمدت همته، فما كان من الزبون إلا أن قام بمقاضاة النصاب ونجح فى إدخاله السجن.
المضحك فى الأمر أن النصاب قد حكى أثناء التحقيق أن الفكرة قد واتته بعد أن شاهد اختبار فحص المؤخرات فى نيويورك وتخيل ما يمكن أن يحدث لو قاموا بكهربة المؤخرات العربية، وسرعان ما قفزت فى ذهنه فكرة أن يضع الصاعق الكهربى أسفل الجمل.
غرابة الأمر تكمن فى أن هذا الرجل الذى انحنى فى نيويورك وترك الأصابع الأمريكية تعبث به قد عاد وفعل ما فعلوه به مع حيوان مسكين لا حيلة له وذلك من أجل المال!