توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضرب فى المحاشم

  مصر اليوم -

الضرب فى المحاشم

أسامة غريب

ممارسة الرياضة من جانب حكام وزعماء العالم ليست شيئاً مستغرباً، وأمامنا الرئيس أوباما كمثال عرفناه لاعباً ماهراً لكرة السلة، وقد حصل فريق مدرسته بفضله على البطولة عندما كان فى السنة النهائية فى مدرسة بوناهو فى هاواى عام 1979.. ولا ننسى كذلك مباراته الشهيرة فى شيكاغو التى بثتها قناة «سى إن إن» عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 2008 التى أصبح بموجبها أوباما رئيساً للولايات المتحدة. كذلك الرئيس السابق بوش كان بارعاً فى قيادة الدراجات، وأيضاً ساركوزى رئيس فرنسا السابق كان هاوياً لرياضة الجرى، ولا ننسى الرئيس الروسى بوتين بطل مدينة بطرسبورج السابق فى رياضة الجودو.

لكن الذى يفوق كل هؤلاء فى شغفه بالرياضة هو الرئيس «ايفو موراليس» رئيس بوليفيا الذى يهوى كرة القدم بجنون. وغير بعيد الأزمة التى دخل فيها مع جوزيف بلاتر بعد قراره بعدم إقامة المباريات الدولية فى مدن ترتفع بأكثر من 2500 قدم فوق سطح البحر حتى لا يتعرض اللعبون للإرهاق نتيجة قلة الأوكسيجين، وهو الأمر الذى عنى استبعاد مدينة «لاباز» عاصمة بوليفيا وحرمان المنتخب البوليفى من اللعب على أرضه.

ومن المعروف أن الرئيس موراليس لا يكتفى بتشجيع فريق بلده، لكنه يلعب الكرة أيضاً ويشارك فى كثير من المباريات فى مركز رأس الحربة. ومن أشهر مبارياته تلك التى جرت بين فريق رئاسى وآخر تابع للبلدية بمناسبة افتتاح ملعب جديد فى العاصمة. لعب الفريق الرئاسى بقيادة موراليس وفريق البلدية بقيادة دانيال كورتاخينا وهو لاعب مدافع له توجهات سياسية وكان عضواً فى حزب الرئيس فى السابق، غير أنه تحوّل إلى المعارضة وصار يتبع حزباً سياسياً اسمه «الحركة بدون خوف». ويبدو أنه استلهم اسم حزبه فتحرك بدون خوف وانقض على الرئيس فى الملعب فركله بكعب قدمه ركلة قاسية أطارت صواب الرئيس الذى لم يكتف بقرار الحكم بطرد اللاعب، لكن اندفع نحوه فى إصرار ووجه له ضربة عنيفة تحت الحزام بين قدميه فأسقطه أرضاً يتلوى من الألم.

بعد المباراة حاولت الشرطة القبض على اللاعب غير أن تدخل رئيس البلدية حال دون ذلك. وقد صرح اللاعب بأنه كان يؤدى فى الملعب بشكل طبيعى ولم يتعمد إيذاء الرئيس. أما موراليس فقد أشار عليه أطباؤه بالراحة لثلاثة أيام وتم معالجته بالمسكنات ومضادات الالتهاب.

وأعتقد أن الدرس المستفاد من هذه المباراة والذى يتعين على كل لاعب أن يعيه أنّ اللعب مع الرئيس له أصول وله حدود، وأن من يتعدى تلك الحدود سوف يخرج من الملعب على ظهره بعد أن يقوم الرئيس بضربه فى المحاشم دون أن يجروء حكم المباراة على التدخل بطرد الرئيس كما قام بطرد اللاعب المنافس!.

ولعله ينبغى لهذا اللاعب أن يحمد ربه لأن حالة الديمقراطية الناشئة فى بوليفيا والحراك السياسى بها مع إمكانية تداول السلطة قد جعلت الأمر يقف عند هذا الحد.. ولنا أن نتصور ما كان يمكن أن يحدث فى بلاد أخرى لو أن لاعباً فكر فى أن يقترب من الرئيس لمسافة خمسة أمتار وكم الرصاص المصبوب الذى كان سيمزق اللاعب واللاعبين القريبين منه والحَكَم وحامل الراية.. هذا غير أسرته وأصدقائه وجيرانه الذين كانت ستتعرض محاشمهم للدهس المريع!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضرب فى المحاشم الضرب فى المحاشم



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon