توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بالنار مكوية !

  مصر اليوم -

بالنار مكوية

بقلم أسامة غريب

فى عام 1867 قامت روسيا ببيع منطقة ألاسكا، البالغة مساحتها مليونا ونصف المليون كيلومتر مربع، إلى الولايات المتحدة بمبلغ سبعة ملايين ومائتى ألف دولار، وذلك نتيجة أزمة مالية طاحنة ألمت بروسيا. من الجدير بالذكر أن الروس لم يقولوا أبداً إن الرسم الفنى أثبت أنها تعود لأمريكا!

فى عام 1982 احتفلت مصر بعودة مثلث طابا للسيادة المصرية، بعد ماراثون واجهت فيه الدبلوماسية المصرية الادعاءات الإسرائيلية بأحقيتها فى طابا. ومن الجدير بالذكر أن المؤسسات الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلى لم تشارك المصريين الفرحة باسترداد طابا، كما لم تقم إسرائيل بالطرق على رؤوس مواطنيها لإقناعهم بأن طابا مصرية، وأنهم كانوا «محتلينها».. لقد تعاملوا مع الأمر باعتباره معركة قانونية خسروها بعد أن خاضوها للحفاظ على جزء من أراضيهم!.. فلماذا يا تُرى تتبارى مؤسسات الدولة المصرية وإعلامها بكل أنواعه فى التأكيد على أن جزيرة تيران لا تخصنا ومثلها جزيرة صنافير، وإنما تعود كلتاهما إلى السعودية؟ أى سلطة هذه التى تُقسم لشعبها بأن ما عاش هذا الشعب يتصور أنها أرضه هى فى الحقيقة لا تعود إليه؟ لو أن هذه الأرض عادت للسعودية بعد 
تحكيم دولى لما تفوهنا بأى كلمة، لكن ما يثير الدهشة أننا قررنا بمحض إرادتنا أن هذه الأرض لا تخصنا وأنها لم تكن أبداً لنا!.. لماذا إذن أغلقت قواتنا مضيق «تيران» فى 67 وهل كانت ساعتها تتعدى على السيادة السعودية؟ لقد درج العالم على أن يرى عند أى نزاع حدودى كل طرف يقدم ما لديه من مستندات دالة على أحقيته بالأرض، ولكن هذه المرة نجد الطرفين يقدمان نفس المستندات ويخفيان ما ينقضها، بل إننا نجد طرفاً يتفنن فى تبيان أن الأرض التى فى حوزته لا تخصه، بينما يصمت الطرف الآخر وكأنه يقبلها على مضض! كيف فى ظنكم عرف المصريون أن تيران وصنافير أرض مصرية؟ أليس من خلال مناهج الدراسة المصرية فى مادتى الجغرافيا والتاريخ التى وضعتهما ضمن محافظة جنوب سيناء؟ أليس من خلال خطب جمال عبدالناصر التى يؤكد فيها- وسط هتاف الجماهير- أن «تيران» مصرية وستظل مصرية؟ أليس من خلال قيام وزير الداخلية حسن أبوباشا بإنشاء قسم شرطة «تيران» التابع لمديرية سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء؟.. هل كنا نفعل هذا كله بينما نعرف أن الجزيرتين تعودان للسعودية؟ هل خضنا المعارك مع إسرائيل من أجل تحرير أراض ليست لنا؟ وهل عادت لنا ضمن معاهدة كامب ديفيد دون أن يتدخل الطرف السعودى لتسلم أرضه؟ ولماذا يا تُرى لم تحارب السعودية لتحرير جزيرتيها بعد وقوعهما فى أيدى الإسرائيليين؟ وهل يا تُرى سمع المواطن السعودى فى يوم من الأيام أن إسرائيل احتلت أرضاً سعودية؟ إن الذهول يسيطر الآن على الشارع السعودى بعد أن صحا فوجد فى حِجْره جزيرتين لا يعرف عنهما شيئاً! لماذا يا تُرى غنّى محرم فؤاد مستحثاً الجنود على الثبات فى معركة مضيق «تيران»؟ وهل كان المطرب المصرى يغنى لأرض لا تخصه؟ وكيف لم نسمع محمد عبده أو طلال مداح يشدوان بهذه الغنوة بدلاً من محرم فؤاد؟

يطن فى رأسى بقوة قول نجيب سرور: «يا دُفعة راحت كام دفعة.. يا خوفى ع الدفعة الجاية. يا دمعة نازلة من الشمعة.. مع دمعة بالنار مكوية!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالنار مكوية بالنار مكوية



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon