توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بريدى الإلكترونى

  مصر اليوم -

بريدى الإلكترونى

أسامة غريب

كل مرة أقوم فيها بفتح بريدى الإلكترونى أجد عدداً كبيراً من الرسائل، وعندما أشرع فى تصفحها يتضح لى أن أكثر من ثمانين بالمائة منها هى رسائل لم تُكتب لى بالتحديد، وكاتبها لم يقصدنى بالذات، وإنما هى رسائل أطلقها صاحبها فى الفضاء الإلكترونى إلى متلقٍ غير محدد!. البعض منها يرسله كُتاب هواة يبحثون عمن يقرأ لهم فيجمعون العناوين الإلكترونية ويرسلون لأصحابها إنتاجهم من الأشعار والمقالات والقصص. ولقد كان من الممكن أن أقرأ هذه الرسائل وأتجاوب مع أصحابها فقط لو أن كاتبها وجهها لى شخصياً.. ولكن فكرة أن يقوم شخص بمراسلتك ضمن خمسمائة آخرين وصلتهم نفس الرسالة لهو أمر سخيف لا يستجيب له ويرد عليه سوى السخفاء.
وهناك أيضاً سلسلة من الرسائل تصلنى بانتظام منذ سنوات من قارة أفريقيا، وأصحابها لا يكلون ولا يملون.. يوماً تصل الرسالة من نيجيريا، واليوم التالى من توجو، وأحياناً من ساحل العاج، ويقوم الراسل بتعريف نفسه فى الغالب بأنه محامٍ مسؤول عن ثروة مات صاحبها دون أن يكون له ورثة، وأن الحكومة ستستولى عليها إذا لم أساعده فى تخليصها، ويعدنى كاتب الرسالة بحصة فى الثروة لا تقل عن عشرة ملايين دولار.. كل المطلوب منى للحصول على هذه الملايين هو أن أرسل له اسمى وعنوانى ومبلغا فى حدود خمسمائة دولار رسوماً إدارية!. (ولا أعرف لماذا لا يدفع هو الخمسمائة دولار ويأخذ الثروة لنفسه؟!).
هذا غير الرسائل التى تحمل البشرى بأن اليانصيب (اللوترى)، الذى تجريه مؤسسة كذا، قد أسفر عن فوزى بالجائزة الأولى وقدرها خمسمائة ألف جنيه إسترلينى، سيرسلونها إلىَّ بعد أن أقوم بسداد مبلغ مائة دولار (ولا أعرف أيضاً لماذا لا يرسلون المبلغ مخصوماً منه مائة دولار؟!).
ولكن ليس هناك أظرف من الرسالة التى أخطرنى مرسلوها بأننى قد فزت فى السحب العشوائى للهجرة إلى أمريكا، وبعد أن طلبوا مبلغاً من المال- كما توقعت- سألونى فى نهاية الرسالة عن اسمى!
أحدث الرسائل التى تسلمتها بالأمس كانت من شاب فقد أمواله وجواز سفره فى لندن، وهو لا يستطيع- للأسف- مكالمة أحد فى بلده، لأنه فقد أيضاً هاتفه المحمول وعليه قائمة بكل الأرقام التى يحتاجها. والفتى لا يريد إلا مبلغاً من المال يعينه على العودة إلى الوطن، وهو يقسم بأنه سوف يقوم بسداد الدين فى أقرب فرصة.
هذا الشاب شعرت بأننى مدين له بالشكر والامتنان لإحساسى بمكانتى الكبيرة عنده.. ذلك أنه قد فقد أمواله وأوراق هويته، وفقد عنوان سفارته فى لندن وعنوان قنصليته، كما فقد رقم هاتف أبيه وأمه وباقى أهله وعشيرته.. ورغم هذا فقد حافظ، وسط مأساته الشخصية، على عنوان بريدى الإلكترونى وظل قابضاً عليه بيد من حديد!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريدى الإلكترونى بريدى الإلكترونى



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon