توقيت القاهرة المحلي 08:49:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار الأديان

  مصر اليوم -

حوار الأديان

أسامة غريب

كلما قرأت عن جولة جديدة لما يسمى «حوار الأديان» غرقت فى الضحك، ذلك أننى لا أفهم كيف يمكن أن يكون هناك حوار بين الأديان أو بالأحرى بين ممثلى هذه الأديان.. وقبل هذا لا أفهم كيف يتم اختيار ممثلى الأديان من بين عشرات الألوف من رجال الدين.. هل بالقرعة أم أنهم يدخلون تصفيات قد يحتكم فيها لضربات الجزاء الترجيحية لتقرير مَن الذى يسافر ويحصل على بدل السفر والإقامة المجانية وعدسات المصورين قبل أن يعود إلى بلده مكللاً بغار التسامح وقبول الآخر، وهى المصطلحات الأثيرة فى مؤتمرات حوارات الأديان؟

لقد أنشأوا على ضفاف هذه المصطلحات مراكز عديدة فى مختلف عواصم العالم، تتبارى فى استضافتها لمؤتمرات حوارات الأديان، وتتفوق فى هذا الصدد العواصم التى أتى منها المتهمون بالإرهاب من جانب الغرب، ربما درءاً للتهمة وإثباتاً لحسن السير والسلوك.. وأحياناً تتفضل عاصمة غربية باستضافة مؤتمر من هذه تقدم فيه ورقات عمل وورش عصف ذهنى ومحاضرات، خلاصتها أننا جميعاً يجب أن نحب بعضنا بعضاً، ونتحلى بالخلق القويم، ونساهم فى نشر السلام والمحبة فى ربوع الأرض. والحقيقة أننى لطالما تمنيت أن تدعونى هيئة أو مركز من مراكز حوار الأديان لأستمتع بالأنس والسرور والنزهات والجولات المجانية، ثم أعود منها لأجلس مع هؤلاء الناس وجهاً لوجه وأنظر فى أعينهم وهم يتحدثون، ذلك أننى أعتقد فى نفسى القدرة على سبر أغوار البكاشين وكشف دواخل الأونطجية وتشمم رائحة العيارين من كل صنف ولون!. ويا حبذا لو كان الحوار مقصوراً على من نسميهم أصحاب الديانات السماوية حتى يكون الضحك للركب، ذلك أن المسلمين فقط هم من يقرّون بوجود ثلاثة أديان سماوية هى: الإسلام والمسيحية واليهودية، أما المسيحيون فيؤمنون باثنين فقط: المسيحية والإسلام، وطبيعى أن أبناء شعب الله المختار «اليهود» لن يتصوروا وجود دين سماوى حقيقى غير رسالة موسى. وهذا الاعتقاد من جانب أصحاب الديانات منطقى تماماً، فلو أن المسيحيين أو اليهود آمنوا بنبوة محمد وأقروا بصحة رسالته لصاروا مسلمين!.. هذه هى الحقيقة، ومع ذلك فإنهم يجلسون مع بعض متظاهرين بالتسامح والورع، ينتقلون من جلسة الحوار إلى بوفيه الغذاء، ثم يعودون لجلسة حديث عن الحنان والمحبة قبل أن يسهروا مع حفل كوكتيل فى باخرة أسطورية أو فندق باذخ.

واقع الأمر أننى عندما تحدثت عن البكش والأونطة لم أكن ألقى بالتهم جزافاً، ولكن أحداً ممن شاركوا فى حوارات من هذا النوع قال على مسمع منى إنه نجح فى هداية بعض حضور المؤتمر إلى الإسلام! وهذا هراء بكل معنى الكلمة أولاً، لأن المؤتمر غرضه الحوار وليس الدعوة، وثانياً لأن معظم الحضور من كل الأديان هم فى الغالب من غلاة المتعصبين الذين لا يبيع أحدهم معتقداته التى يأكل منها الشهد من أجل كلمتين سمعهم من رجل طيب على الماشى!. وإذا كانت هذه اللقاءات تتم بغرض التعارف ومحاولة فهم الآخر، فهل ينقل السادة الحضور لأتباعهم الأشياء الطيبة التى لمسوها فى أديان الآخرين، فيساهمون بهذا فى تبوير بضاعتهم القائمة على تسفيه الآخر والسخرية من معتقداته المضحكة!.

أعتقد أن المشاعر الحقيقية التى يكنّها ممثلو الديانات المختلفة لغيرهم ستظل مخفية، ولو أنهم أفصحوا عنها فلربما قاموا بسب الدين لبعضهم البعض!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار الأديان حوار الأديان



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon