توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمن حليم

  مصر اليوم -

زمن حليم

بقلم أسامة غريب

عندما ظهر عبدالحليم حافظ فى مطلع الخمسينيات، بما صاحب هذه الفترة من تحولات سياسية واجتماعية، فإن ظهوره مثّل تحولاً كبيراً فى شكل الأغنية ونوع الكلمة واللحن. وقد أدى هذا الظهور، الذى لقى ترحاباً جماهيرياً كبيراً، إلى أفول نجم عدد من مطربى الصف الأول فى ذلك الزمان، وانصراف المستمعين عنهم، فانزووا فى ركن قصى من الصفوف الخلفية. من ضمن هؤلاء يمكننا أن نرصد كارم محمود وعبدالعزيز محمود ومحمد أمين وعبدالغنى السيد ومحمد عبدالمطلب وغيرهم من أساطين الغناء فى مصر، الذين وجدوا أنفسهم فجأة فى البيت!.

والجدير بالذكر أن الفنان محمد عبدالوهاب، بكل سطوته وثقله الفنى، قد اعتزل الغناء فى ذلك الوقت مكتفياً بالتلحين بقية عمره.

ورغم الوجود الساطع لحليم وتربعه على عرش الغناء فى مصر فإننى أزعم أن وجوده كان فاتحة خير على جيل بأكمله من المطربين الجدد، لم يكن لهم أن يحصلوا على فرصة الوجود لولا أنهم كانوا فى زمن حليم، بمعنى أنه هو الذى فتح لهم الطريق وساهم فى تغيير الذوق والمزاج للجمهور، ما أدى إلى ظهور محرم فؤاد بلونه العاطفى، ومحمد رشدى بغنائه الشعبى، ومحمد العزبى الذى كان نجم فرقة رضا، وغيرهم مثل محمد قنديل وعادل مأمون وماهر العطار وعبداللطيف التلبانى، وصولاً إلى عدوية وهانى شاكر وهما آخر من عاصر حليم ونالا شهرة أثناء وجوده. ومن المعروف أن كل هؤلاء قاموا إلى جانب الغناء ببطولة أفلام سينمائية، بما يدل على حضورهم الفنى ونيلهم نصيباً طيباً من الشهرة. ورغم هذا فإن عبدالحليم حافظ لم يسلم من اتهام معظم الأسماء السابقة له بأنه كان يحاربهم ويسعى لتحجيمهم والاستحواذ على الأضواء وحده، وقالوا عنه أيضاً إنه اخترع قصة مرضه من أجل أن ينال عطف الجمهور. وقد عانى «حليم» طيلة حياته من هذا الاتهام، الذى ربما كان مرده تفرغه التام للغناء، فلم تشغله زوجة ولا أبناء وكانت حياته للفن فقط.

على أن أغرب ما حدث أنه بوفاة عبدالحليم حافظ عام 77 فإن كل من اتهموه بمحاربتهم قد اختفوا أو ماتوا موتاً إكلينيكياً وهم على قيد الحياة، فلم نر منهم من تقدم لملء الفراغ، وقد خلت لهم الساحة بوفاة من كان يزعمون أنه يسد عليهم الطريق!.

وقد عاش من بعده محرم فؤاد حوالى ربع قرن لم يقدم خلاله شيئاً يذكر.. واختفى تماماً ماهر العطار، وعاش محمد رشدى يجتر إنتاجه القديم، ومثله فعل محمد العزبى حتى توفاهما الله. ونضيف إليهم هانى شاكر الذى انطلق بسرعة الصاروخ فى البداية، ونال شهرة مدوية بألحان الموجى وبليغ والطويل فى وجود حليم، وقام ببطولة عدة أفلام مع نجمات الشاشة، حتى إن فناناً بحجم عادل إمام كان مجرد سنّيد له يقوم بدور صديق البطل!. كل هذا تلاشى بوفاة حليم، فتراجع هانى شاكر وأصبح مجرد واحد من ضمن عشرات يقومون بالغناء دون تميز حقيقى.

ولعلهم قد أدركوا بعد فوات الأوان نعمة وجودهم إلى جانب حليم.. لأن من جاور السعيد، فى الغالب يسعد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن حليم زمن حليم



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon