توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوائد الإيمان

  مصر اليوم -

فوائد الإيمان

أسامة غريب

من المريح للإنسان أن يؤمن بالحياة الأخرى وبالجنة والنار.. هذا من شأنه أن يمنحه بعض الرضا ويساعده على احتمال قسوة الحياة. وإنه لأمر محبط أشد الإحباط أن يتصور الإنسان أن الشقاء فى الدنيا لا يتبعه بعد الموت سوى العدم.. هذا من شأنه أن يحول الفقراء والتعساء إلى مجرمين يسعون لنيل نصيبهم من الدنيا بالقوة مهما كانت العواقب ومهما بلغت شدة القوانين التى يضعها السعداء لحماية أسباب سعادتهم! من الأفضل إذن الاعتقاد بأن أياماً جميلة تنتظر المرء عوضاً عن أيامه السيئة، وبأن حياة حالكة السواد تنتظر الذين ظلموه ثم لم يستطع أن يثأر منهم فى الدنيا. ومن الطبيعى أن أتباع كل دين يرضعون مع حليب أمهاتهم أنهم ذاهبون إلى الجنة وحدهم باعتبارهم قد اتبعوا الهدى وآمنوا بالدين الصحيح على العكس من الآخرين الذين اختاروا الإلحاد أو الشرك بالله. يؤمن المسلمون إذن بالآخرة وبالثواب والعقاب كما بشرهم الله فى كتابه العزيز، كذلك يؤمن المسيحيون واليهود. غير أن بعض أصحاب الديانات الأخرى فى آسيا بالذات لا يعتقدون بآخرة واحدة يجتمع فيها الخلق جميعاً لينالوا حسابهم وإنما يعتقدون بتناسخ الأرواح وبأن الإنسان الواحد يمكن أن يعيش أكثر من حياة فى أكثر من عصر، ويجوز أيضاً طبقاً لمعتقداتهم أن يعود الكائن للحياة من جديد على أكثر من هيئة، فمرة يكون إنساناً بشرياً، ومرة يكون على شكل فيل، وثالثة يكون ضفدعاً.. وهكذا، لذلك فإنهم يتعاملون مع الحيوانات والحشرات بتقدير ملحوظ ولا يقدمون على المساس بها خشية أن تكون روح شخص عزيز عليهم وقد حلت فى صرصار مثلاً! طبعاً هى أفكار تبدو صادمة لأول وهلة، غير أن التأمل واستدعاء التواضع يجعلان النظرة تميل إلى إنصاف هؤلاء الناس واحترام خصوصيتهم والنظر إلى اجتهاداتهم فى هذا الأمر باعتبارها جهداً بشرياً نحترمه وإن لم نؤمن به. ولعل من مستوجبات احترام عقائد الآخرين وحياتهم الروحية أنها فى المجمل جزء من الرصيد الروحى للبشرية من شأنه أن يبعد بنا عن توحش المادة وغلظة سيطرة المحسوسات على حياتنا لدرجة أن كل شىء أصبح يقاس ويوزن.. حتى الدموع!

اللافت للانتباه لدى أصحاب هذه الحضارات المؤمنة بالتناسخ أنهم لم يدّعوا اتصال رموزهم بالسماء وإنما قنعوا بأن رجالاً مثل بوذا وكونفوشيوس هم مجرد حكماء يساعدون الناس على الوصول للفضيلة وعلى الحياة الخالية من الضغينة التى تتلف الروح وتلوث الفكر.

وأعتقد أن الظالمين والسفاحين ترعبهم فكرة أنّ ضحاياهم الذين ذُبحوا كالشياه قد يعودون فى حياة أخرى ليثأروا من قاتليهم.. هى فكرة مفزعة للمجرمين قدر ما هى مريحة للضحايا.. وهذا بعضٌ من قوة الردع وسحر التهدئة التى يوفرها الإيمان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوائد الإيمان فوائد الإيمان



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon