توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قلب مانهاتن

  مصر اليوم -

من قلب مانهاتن

أسامة غريب


كنت أسير بالشارع 42 فى قلب نيويورك أتأمل لافتات العروض المسرحية التى تملأ المنطقة لأختار منها عرضاً أقضى معه السهرة، عندما سمعت صوتاً ينادى من بين الزحام: أستاذ غريب..أستاذ غريب. هل تنادينى؟.. تساءلت. رد الرجل الخمسينى: نعم أولست أنت فلاناً؟ قلت: بلى..أنا هو. قال: أهلاً بك فى نيويورك. شكرته وسألته إذا كان يقرأ لى، فأجاب: حتى الأسبوع الماضى لم أكن قد سمعت بك، لكن بعض الأصدقاء أشاروا نحوك عندما كنت تجلس فى المقهى الخميس الفائت، وانقسمت آراؤهم إزاءك ما بين مُحب متحمس وناقم متأفف!. ابتسمت قائلاً: لن تستطيع أن ترضى الجميع وأنا متعود على وجود المحبين والغاضبين. قال: بعد ذلك بدأت أدخل على النت لأقرأ لك وأتعرف عليك. قلت فى ود: وماذا وجدت؟ رد: لن أجاملك..أنا غاضب أشد الغضب مما قرأت لك.
لم أعلق وتركته يكمل: قرأت لك مقالاً تحدثتَ فيه عن أن الناس فى نيويورك يتبولون فى محطات مترو الأنفاق ويملأون المصاعد داخله بالبول الفائح.. فهل هذا يصح؟ سألته فى دهشة وقد أثار كلامه فضولى: ماذا تقصد بهل هذا يصح؟ أن يتبولوا فى المترو أم أن أتناول هذا بالكتابة؟ قال: هل يصح أن ترمى نيويورك بهذا الكلام المسىء؟ ألم تجد فى هذه المدينة العظيمة ما يثير قلمك سوى هذه الملحوظة التى تمثل تجنياً وافتراء؟. كان الرجل يتحدث مدافعاً عن المدينة ببسالة وأنا أنظر إليه متعجباً..هذا الشخص لم يقرأ لى، وذلك الذى يتحدث عنه لم أكتبه فى مقال يصف نيويورك كما يزعم، لكنه مجرد تغريدة سريعة على تويتر كانت وليدة تجربة صادقة بعد أن ضاق صدرى وتشبع أنفى بالبول المعتق الذى يتميز به مترو أنفاق نيويورك أكثر من أى مدينة أخرى. أحسست بالضيق وأردت إنهاء المحادثة فقلت له: ربما نلتقى مرة أخرى فأشرح لك الأمر، لكنى الآن على موعد لا أريد تفويته فاعذرنى.

قال: لا.. أرجوك لا تنصرف قبل أن توضح لى الأمر لأن ما كتبته جرحنى كمواطن يعتز بجنسيته الأمريكية كما يعتز بمصريته. قلت وقد بدأت أتغير: وهل هناك مَن خدش أو لطّ كبرياء سيادتك الوطنى؟ هل أنت قيّم على هذا المدينة وقد تركها عمدتها فى رعايتك حتى يعود من العمرة؟ هل تستطيع أنت أن تدخل إلى هذه المحطة و(أشرت إلى محطة تايمز سكوير) دون أن تسد أنفك من الرائحة الكريهة؟ قال: حتى لو كان ما تقوله صحيحاً فإن الكتابة لها أصول، والقلم مسؤولية، ولا يجب أن تستخدمه فيما يجرح الناس. نظرت إليه فى ذهول وقد أدركت أن حالته متأخرة وقلت فى هدوء: قل لى يا أستاذ.. من أنت وماذا تعمل؟ قال: أنا أقف هنا أبيع تسالى ومقرمشات. قلت وقد عاودنى الابتسام: طب بص يا بتاع المقرمش.. أنت هنا فى بلد حر ومن حق أى إنسان أن ينتقد أوباما نفسه وليس فقط محطات المترو، فكيف تكون فى أمريكا وتتحدث مثل مقدمى برامج التوك شو فى مصر؟ قال: افرض أن أخى بمصر قرأ ما كتبت.. ماذا يقول عنى.. إنه قد يظن أننى أعيش فى مكان قذر!. قلت وقد وصلت لآخرى: حقك علىّ أنت وأخوك وعائلتك كلها. قال: هذا لا يكفى! قلت: قاضنى إذن يا ابن المجنونة.. قلت هذا وانطلقت أعدو بعيداً قدر المستطاع خشية أن يلحق بى فيدمر ما تبقى من الليلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قلب مانهاتن من قلب مانهاتن



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon