توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بياع جرائد

  مصر اليوم -

بياع جرائد

بقلم - أسامة غريب

ذهب عادل منذ الصباح إلى مقر الجريدة بالحى التاسع عشر من مدينة فيينا، ووقف فى طابور الراغبين فى الحصول على عمل فى بيع الجرائد. سرح فى أفكاره وابتسم لفكرة أنه، وهو الطالب بكلية الإعلام قسم صحافة، يسعى هنا لوظيفة بياع جرائد!. أفاق من أفكاره على ضجيج وصيحات بالطابور، ثم رأى أحد الشيفات النمساويين يستدير ويغادر شباكه ويخرج مندفعا وقسمات وجهه تنطق بالشر ليلاقى شابا مصريا وينفجر فيه من عند الباب بشتائم مصرية بذيئة قبل أن يصل إليه ويسدد فى وجهه فاصلا من اللكمات دون أن يحرك الشاب المصرى ساكنا ليدافع عن نفسه، ودون أن يتدخل أحد للفصل بينهما!. بُهت عادل للمنظر ثم وجد أنفاسه تتسارع والدم يندفع فى رأسه فنسى الشغل وخرج من الطابور صارخا فى البلطجى النمساوى الذى بدا عليه عدم الفهم، ووضح أنه لا يعرف من العربية سوى الشتائم فقط، فأعاد عليه عادل الكلام بالإنجليزية وسأله: بأى حق يسمح لنفسه بضرب هذا الشاب. نظر إليه الشيف النمساوى بعظيم الامتعاض والقرف، وكان طويلا عريضا ذا لحية بُنية وقال: وما شأنك أنت يا ابن الـ...؟ رد عادل إليه التحية بأقذع منها ولعن أحياء وميتين أهله ولم يأبه لطوله وعرضه، ثم هدده صارخا بأنه سيطلب البوليس ويتصل بجمعيات حقوق الإنسان، ولديه عشرات الشهود على جريمة ضرب الشاب، وسوف لا يتركه قبل أن يزج به فى السجن. فوجئ الشيف النمساوى الغادر بالجسارة والتهديد الواضح فأمسك عن الكلام، ووقف صامتا يتلقى الشتائم وقد عقد ذراعيه أمام صدره. خشى النمساويون أن يتطور الأمر فأعلنوا أنه لا توجد فرص عمل وقاموا بإغلاق جميع الشبابيك.
غادر المكان وكل جزء فى جسمه يرتعش، ووجد أنفه ينزف كعادته عندما يتعرض لانفعال شديد فرفع رأسه لأعلى ليوقف الدم، وسمع الشباب أثناء انفضاضهم ما بين مؤيد مناصر له وبين ساخط يصب غضبه عليه ويحمله مسؤولية إغلاق الشبابيك وحرمانهم من فرصة عمل. والحق أن أكثرهم كانوا من الفريق الثانى، وسمع بأذنيه تعليقات من عينة: مبسوط يا عم البطل؟.. خربتها وقعدت على تلها.. يا عم كانت علقة تفوت ولا حد يموت.

مضى مبتعدا وركب الترام حيث أخذ يفكر فيما حدث. استرجع المشهد من جديد وشعر بخيبة أمل لأنه أغلق بيديه باب العمل فى هذا المكان. كان تأثره بادياً وهو يتذكر الشاب الذى تلقى اللطمات على وجهه فلم يرد، فى الوقت الذى تظاهر الواقفون بأن شيئاً لم يحدث، فلما خرج عن شعوره وهبّ لنصرة المضروب تعرض للوم منهم، وكان أكثر ما أزعجه هو هذا النمساوى الفظ الذى حفظ قاموس الشتائم المصرية دون بقية اللغة ليجعل من هذا القاموس وسيلة للتفاهم مع المصريين!. أضحكته رغم الألم فكرة أنه كان على استعداد أن يغامر بطلب البوليس للنمساوى البلطجى، وسبب الضحك أن البوليس عندما يأتى ربما لم يكن ليجد أحداً يقبل أن يشهد معه ضد المجرم!.

«من رواية آه لو تدرى بحالى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بياع جرائد بياع جرائد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon