توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسيقانا وموسيقاهم

  مصر اليوم -

موسيقانا وموسيقاهم

بقلم - أسامة غريب

يمكن للعربى أن يزهو بتراث كبير من الفن الشعرى تركه له الأقدمون، وما زال ينمو ويتدعم على مر العصور. يستطيع كذلك أن يتحدث عن إنجازات ملموسة فى الفن القصصى والروائى، فضلًا عن تراث عالى القيمة فى الفنون التشكيلية. ومع ذلك فإن المنجز العربى فى فن الموسيقى هزيل أشد الهزال. وإذا تحدثنا عن الموسيقى الكلاسيكية الغربية التى بلغت آفاقًا عالية فيمكن القول إنها نشأت بالأساس كترانيم فى الكنائس ثم انتقلت بعد ذلك إلى المسارح ودور الأوبرا، وربما كان للنشأة الدينية لهذه الموسيقى دور فى حالة الإصغاء التى تقترب من التقديس عند عزف المقطوعة الموسيقية لدرجة أنه لو اضطر أحد الحضور لأن يسعل أثناء العزف لتوجهت إليه الأنظار اللائمة بحيث يشعر بالخجل ويكتم سعلته التالية!. وبسبب تراكم الطبقات اللحنية وتعددها فى الموسيقى الكلاسيك فإن المستمع يحتاج للتركيز الشديد حتى يتابع التصاعد والتراجع والتقطيع والمضى ولا يتوه منه اللحن، وهذا سبب آخر للهدوء بقاعة المسرح. أما بالنسبة للموسيقى العربية فإنها لم تنشأ فى دور العبادة وإنما على العكس نشأت فى مجالس الأنس والفرفشة عند الخلفاء والأمراء والوجهاء، وكان العزف يقترن بالغناء الراقص أو بالرقص فقط، وفى مثل هذا النوع من الفن فإن أبطاله كانوا من الجوارى والقيان حيث اختلط الفن بإثارة الغرائز فى وجود الشراب وباقى متطلبات الكيف.

ولهذا ظلت الموسيقى العربية لقرون طويلة مقترنة فى الأذهان بالخلاعة والمجون، ورغم أنها كانت مطلوبة على الدوام فى الأعراس والمناسبات السعيدة إلا أنها لم تحظ هى وأصحابها بالكثير من الاحترام. وحتى فى القرن العشرين ومع عصر أم كلثوم وكوكبة الموسيقيين الذين لحنوا لها فقد ظلت الموسيقى مرتبطة بالصوت الغنائى، ولم يتح للموسيقى الخالصة أن تجد لها مكانًا طبيعيًا على مائدة الفنون العربية. ويلاحظ أنه وعلى عكس خشوع المستمع الغربى عند سماعه المقطوعات الكلاسيكية فإن المستمع العربى يصخب من أول دخوله المسرح، وقبل حتى أن يتخذ مقعده، ثم يجلس ومعه قرطاس اللب ويظل طوال العرض يهتف بما شاء له مزاجه قائلًا أشياء مثل: يا كريمة يا ست أو بص شوف فلانة بتعمل إيه!. كما يلاحظ أن الجمهور حتى فى القصائد الصعبة ومع الموسيقى المعبرة عن الكلمات يشارك المطرب الغناء والتصفيق والهتاف!. وبرغم وجود أنواع عديدة من الموسيقى يستمع إليها الجمهور فى الغرب حاليًا مثل الموسيقى الشعبية والموسيقى الراقصة والإيقاعات المستقاة من فنون الأفارقة الزنوج فى أمريكا، فإن الموسيقى الكلاسيك تظل هى الإنجاز الأكبر للحضارة الغربية. ونحن هنا لا نغمط الموسيقار العربى حقه، فقد كان لسيد درويش وعبد الوهاب والسنباطى والرحبانية تجاربهم الثرية فى الألحان، ولكن طبيعة الجمهور لم تساعدهم على إنتاج الموسيقى الخالصة إلا فى تجارب محدودة لا يقف عندها أحد، كما أن ارتباط الموسيقى فى الذهن العربى بالمجون والتسلية وقف حائلًا بينها وبين التطور.. ولن نتحدث هنا عن عاصفة تحريم الفنون التى ضربت عالمنا العربى، فهذا موضوع آخر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقانا وموسيقاهم موسيقانا وموسيقاهم



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon