توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤامرة ضد أوروبا

  مصر اليوم -

مؤامرة ضد أوروبا

بقلم - أسامة غريب

خرج البريطانيون من الاتحاد الأوروبى لأنهم ببساطة لم يروا أنفسهم أوروبيين!.. كانت نظرتهم لأنفسهم على الدوام هي أنهم ينتمون إلى هؤلاء المهاجرين الأوائل في كندا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.. هؤلاء هم الإخوة الحقيقيون، أما الجيران التافهون الذين يتحدثون لغات مضحكة كالإيطالية والإسبانية واليونانية والفرنسية فهم أقوام غرباء لا يجب أن يكون هناك رابط حقيقى بينهم وبين الأنجلو ساكسون.

من الممكن طبعًا أن تكون هناك تحالفات مرحلية لمواجهة أخطار مفاجئة، لكن بعد انزياح الخطر تعود الأمور لطبيعتها، وعندها يمكن المضى قدمًا في توقيع اتفاق مثل «أوكوس» يقتصر على الغرب البيض البروتستانت ليس في مواجهة الصين فقط أو روسيا فقط، بل في مواجهة العالم كله ومن ضمنه طبعًا دول الاتحاد الأوروبى!.. ولو لم يكن الأمر كذلك لما قام الأمريكان والبريطانيون بتحريض ودفع أستراليا لإلغاء صفقة الغواصات مع فرنسا واستبدالها بغواصات أمريكية.

ما يحدث الآن في أوكرانيا هو جزء من هذه السياسة الهادفة إلى إضعاف الخصوم سواء الروس أو الأوروبيون ومحاولة ضربهم ببعض. لقد بذلت واشنطن جهودًا حثيثة في زمن ترامب لحمل ألمانيا على رفض مشروع السيل الشمالى لنقل الغاز في أنابيب من روسيا عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وقد كرر بايدن محاولاته دون أي نجاح مع أنجيلا ميركل.. لكن الآن يبادر المستشار الألمانى من تلقاء نفسه بوقف المشروع دون طلب أمريكى!.

يمكن في هذا الإطار التآمرى ضد أوروبا أن ننظر إلى الاحتلال الأمريكى لأجزاء من سوريا، وبالذات منطقة الجزيرة ومنطقة التنف، لأن هذا قد منع قيام مشروع عملاق كان في طريقه للتحقق عام 2013 وذلك لنقل النفط والغاز العراقى والإيرانى عبر مد أنابيب حتى الساحل السورى ومنه إلى أوروبا.

رأت الولايات المتحدة في هذا المشروع تهديدًا للغاز المسال الأمريكى والنفط الصخرى، فضلًا عن أنه يفتح نافذة لأوروبا بعيدًا عن القبضة الأمريكية ويمنح دول الاتحاد الأوروبى أوراقًا تستخدمها في لعبة الأمم مع الخصوم الكبار.

لم ترد واشنطن الخير لأوروبا وإنما كانت السيطرة والإخضاع هما الهدف الدائم في علاقتها بالقارة العجوز، وها هي الحرب في أوكرانيا والتى تم التخطيط لوقوعها بواسطة الحليفين أمريكا وبريطانيا قد وضعت أوروبا بأكملها في مواجهة الروس، ولعل التعثر في المحادثات بين الجانبين الروسى والأوكرانى يعود بالأساس إلى التعنت الأمريكى ورفض إيقاف الحرب.

المطلوب أمريكيًا هو الإيغال في الخصومة ومضاعفة العقوبات على النحو الذي يجعل الروابط تتقطع بالكامل، والعداء يستفحل تمامًا، بحيث تستحيل العودة إلى العلاقات الطبيعية. وهذه المؤامرة التي تبدو جلية لمن يستقرئ الأحداث من شأن مضيها بسلام أن يلحق بالروس والأوروبيين الخراب الاقتصادى، وهو الأمر المطلوب بالنسبة لبريطانيا ذات السياسة الخارجية الخبيثة على الدوام، بالتعاون مع ربيبتها الأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرة ضد أوروبا مؤامرة ضد أوروبا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon