توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤامرة ضد أوروبا

  مصر اليوم -

مؤامرة ضد أوروبا

بقلم - أسامة غريب

خرج البريطانيون من الاتحاد الأوروبى لأنهم ببساطة لم يروا أنفسهم أوروبيين!.. كانت نظرتهم لأنفسهم على الدوام هي أنهم ينتمون إلى هؤلاء المهاجرين الأوائل في كندا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.. هؤلاء هم الإخوة الحقيقيون، أما الجيران التافهون الذين يتحدثون لغات مضحكة كالإيطالية والإسبانية واليونانية والفرنسية فهم أقوام غرباء لا يجب أن يكون هناك رابط حقيقى بينهم وبين الأنجلو ساكسون.

من الممكن طبعًا أن تكون هناك تحالفات مرحلية لمواجهة أخطار مفاجئة، لكن بعد انزياح الخطر تعود الأمور لطبيعتها، وعندها يمكن المضى قدمًا في توقيع اتفاق مثل «أوكوس» يقتصر على الغرب البيض البروتستانت ليس في مواجهة الصين فقط أو روسيا فقط، بل في مواجهة العالم كله ومن ضمنه طبعًا دول الاتحاد الأوروبى!.. ولو لم يكن الأمر كذلك لما قام الأمريكان والبريطانيون بتحريض ودفع أستراليا لإلغاء صفقة الغواصات مع فرنسا واستبدالها بغواصات أمريكية.

ما يحدث الآن في أوكرانيا هو جزء من هذه السياسة الهادفة إلى إضعاف الخصوم سواء الروس أو الأوروبيون ومحاولة ضربهم ببعض. لقد بذلت واشنطن جهودًا حثيثة في زمن ترامب لحمل ألمانيا على رفض مشروع السيل الشمالى لنقل الغاز في أنابيب من روسيا عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وقد كرر بايدن محاولاته دون أي نجاح مع أنجيلا ميركل.. لكن الآن يبادر المستشار الألمانى من تلقاء نفسه بوقف المشروع دون طلب أمريكى!.

يمكن في هذا الإطار التآمرى ضد أوروبا أن ننظر إلى الاحتلال الأمريكى لأجزاء من سوريا، وبالذات منطقة الجزيرة ومنطقة التنف، لأن هذا قد منع قيام مشروع عملاق كان في طريقه للتحقق عام 2013 وذلك لنقل النفط والغاز العراقى والإيرانى عبر مد أنابيب حتى الساحل السورى ومنه إلى أوروبا.

رأت الولايات المتحدة في هذا المشروع تهديدًا للغاز المسال الأمريكى والنفط الصخرى، فضلًا عن أنه يفتح نافذة لأوروبا بعيدًا عن القبضة الأمريكية ويمنح دول الاتحاد الأوروبى أوراقًا تستخدمها في لعبة الأمم مع الخصوم الكبار.

لم ترد واشنطن الخير لأوروبا وإنما كانت السيطرة والإخضاع هما الهدف الدائم في علاقتها بالقارة العجوز، وها هي الحرب في أوكرانيا والتى تم التخطيط لوقوعها بواسطة الحليفين أمريكا وبريطانيا قد وضعت أوروبا بأكملها في مواجهة الروس، ولعل التعثر في المحادثات بين الجانبين الروسى والأوكرانى يعود بالأساس إلى التعنت الأمريكى ورفض إيقاف الحرب.

المطلوب أمريكيًا هو الإيغال في الخصومة ومضاعفة العقوبات على النحو الذي يجعل الروابط تتقطع بالكامل، والعداء يستفحل تمامًا، بحيث تستحيل العودة إلى العلاقات الطبيعية. وهذه المؤامرة التي تبدو جلية لمن يستقرئ الأحداث من شأن مضيها بسلام أن يلحق بالروس والأوروبيين الخراب الاقتصادى، وهو الأمر المطلوب بالنسبة لبريطانيا ذات السياسة الخارجية الخبيثة على الدوام، بالتعاون مع ربيبتها الأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرة ضد أوروبا مؤامرة ضد أوروبا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon