توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هو تعريف الغرب؟

  مصر اليوم -

ما هو تعريف الغرب

بقلم - أسامة غريب

كان الاتحاد السوفيتى السابق جزءًا أساسيًا من الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك فإن أطراف هذا التحالف كانت تعلم جيدًا أن السوفيت ليسوا فى حقيقتهم حلفاء دائمين أو حتى يمكن أن تستمر العلاقات الدافئة بهم بعد انتهاء الحرب.. والمثير للسخرية هو ذلك الشعور الذى لم يتوقف بأن دول المحور التى كانوا يحاربونها (ألمانيا- إيطاليا- اليابان) هى دول غربية أقرب إليهم بكثير من الاتحاد السوفيتى الحليف!.
ولعل الريبة المتبادلة بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا من جهة، وبين الاتحاد السوفيتى لا ترجع إلى تضارب المصالح فقط، وإنما للقيم الأساسية المختلفة بين الطرفين.. فبالنسبة إلى الاتحاد السوفيتى ومن بعده روسيا، فإن القيمة الأسمى فى وجدان الحاكم والمحكوم هى الدولة، أما بالنسبة إلى أمريكا وأوروبا الغربية فهى الحرية الفردية والملكية الخاصة.

وإذا كان هناك من لا يفهم المقصود بمصطلح «الغرب»، وهو القوى المناهضة لروسيا حاليًا والتى تعمل بكل هِمّة من أجل إفشال الحملة العسكرية على أوكرانيا، فهنا يمكن استعارة تعريف المؤرخ الأمريكى المتخصص فى تاريخ روسيا ستيفن كوتكين لمصطلح «الغرب» بأنه «ليس مكانًا جغرافيًا وإنما هو مجموعة من القيم والمؤسسات والممارسات».. وعلى ضوء هذا التعريف يمكن القول إن موسكو الواقعة بالقارة الأوروبية لا تنتمى إلى الغرب، بينما اليابان الواقعة فى شمال شرق آسيا، وأستراليا الواقعة فى جنوب شرق آسيا، يمكن أن يتم وصفهما بالغرب!.

وإذا صح أن القيمة العليا لروسيا هى الدولة، فمن الخطأ التاريخى استفزازها بتعريض أمن هذه الدولة للخطر عبر إحاطتها بالأعداء الذين كانوا إلى وقت قريب حلفاء، من خلال استمالتهم وإغرائهم وتزيين العداء لروسيا بحسبانه انتصارا للديمقراطية.. هذا على الرغم من أن بعض هذه البلدان يحكمها اليمين المتطرف الشعبوى المعادى لقيم الغرب.

ومن الملاحظ أن الأمريكان الذين شجعوا الثورات البرتقالية الموالية لهم فى أوروبا قد تحالفوا مع الجماعات النازية، وبالذات كتيبة آزوف الأوكرانية التى تأسست عام 2014، وهى جماعة يمينية عنصرية قال الروس إنها قامت بترويع السكان فى إقليم الدونباس، وقد تم ضمها للحرس الوطنى الأوكرانى.

الغريب أنه جرت محاولة فى الكونجرس عام 2019 لتصنيف الكتيبة كجماعة إرهابية مارست القتل خارج القانون فى شرق أوكرانيا ضد المدنيين ذوى الأصول الروسية، إلا أن واشنطن تراجعت عن تصنيفهم كإرهابيين.

ولا يجوز الاستهانة بدفع الجماعات النازية للحرب ضد الروس جنبًا إلى جنب مع الدواعش الذين تدفقوا من الشرق السورى، فلروسيا تاريخ لا تنساه من الحرب ضد النازية الهتلرية، كما أن لهم تجربة ضد الانفصاليين الشيشان المدعومين من الغرب فى التسعينيات، ولعل هذا المزيج الإرهابى هو ما يعطى للحملة الروسية زخمًا كبيرًا وإصرارًا على الفوز فى الحرب مهما تعاظمت الخسائر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو تعريف الغرب ما هو تعريف الغرب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon