توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرصنة بحرية متبادلة

  مصر اليوم -

قرصنة بحرية متبادلة

بقلم - أسامة غريب

فى التاسع عشر من إبريل الماضى قامت السلطات اليونانية باحتجاز ناقلة نفط إيرانية قبالة جزيرة إيفيا، وكانت الناقلة تحمل ما يقدر بـ115 ألف طن من الوقود الإيرانى. لم تنكر السلطات اليونانية أن عملية الاستيلاء على السفينة وحمولتها تمت لحساب الأمريكان، وقد تم النقل بالفعل يوم الثلاثاء 24 مايو إلى سفينة استأجرتها واشنطن، وتم إطلاق سراح السفينة الإيرانية بعد سرقة الحمولة.

الغريب أن التبرير اليونانى لعملية القرصنة التى جرت بحق السفينة الإيرانية لم يسترع انتباه أحد، فلم تستنكر أى جهة أن يقوم البوليس اليونانى بوظيفة شرطة تنفيذ الأحكام للقضاء الأمريكى!..على أى الأحوال فإن الرد الإيرانى لم يتأخر، ففى مساء الجمعة 27 مايو قامت قوات من الكوماندوز الإيرانيين بالهبوط من طائرات مروحية على سطح ناقلتين يونانيتين كانتا تعبران مياه الخليج بحمولة ما يقرب من مليونى طن من الوقود.. وقد جرى سحب السفينتين نحو الشواطئ الإيرانية حيث وضعت طهران يدها على الشحنتين عوضا عن البترول الذى استولت عليه اليونان وقدمته هدية للأمريكان!. قدمت اليونان احتجاجا ووصفت ما فعلته إيران بالقرصنة البحرية، وطلبت منها احترام الاتفاقات الدولية وإعادة السفينتين مع الحمولتين إلى المياه الدولية (وكأن خطف السفينة الإيرانية كان بادرة سلام ومحبة). تواكب التصعيد الإيرانى مع تأكيد الحرس الثورى أنه يرصد 17 سفينة يونانية أخرى فى مياه الخليج يمكن أن تصبح فى قبضة إيران إذا لم ترتدع اليونان وتكف عن أداء الدور العدوانى لحساب الغير.

عند النظر لهذه الأحداث المتعلقة بالقرصنة والقرصنة المضادة بين الغرب وإيران يمكن القول إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا عنيفة على الأوروبيين لاتخاذ مواقف ضد القانون الدولى، وأن هذه الدول لا تعود إلى صوابها إلا بعد أن تفاجأ برد الفعل الإيرانى العنيف، ونذكر جيدا ما حدث فى يوليو 2019 عندما احتجزت بريطانيا بتعليمات أمريكية ناقلة بترول إيرانية عند مضيق جبل طارق كانت متوجهة إلى سوريا.. وقتها سعت إيران للتفاهم مع بريطانيا لإطلاق سراح السفينة، لكن البريطانيين انقادوا خلف ترامب ورفضوا التفاهم، ولم يقنع بريطانيا بتغيير موقفها إلا استيلاء البحرية الإيرانية على ناقلتين بريطانيتين واقتيادهما إلى الساحل الإيرانى، هنا وجدت بريطانيا أن التصعيد لن يكون مأمون الجانب، خاصة أن زوارق الحرس الثورى سحبت السفينتين، بينما على مقربة منهما كانت توجد بعض قطع البحرية البريطانية التى لم تستطع التدخل لحماية السفينتين واستخلاصهما من بين براثن الزوارق الإيرانية الصغيرة بعد أن رصدت إحداثيات صواريخ إيرانية موجهة نحو القطع البريطانية من الشاطئ الإيرانى وعلى أهبة الاستعداد للانطلاق. الغرب لا يتعلم الدرس ولا يريد أن يفهم أن إيران ليست دولة عربية، وبالتالى لن تولول وتهرع إلى الأمم المتحدة للحصول على قرارات لن يحترمها أحد.. إيران تعاملهم بالطريقة التى يفهمونها ثم تتركهم يولولون ويسوقون ضدها الاتهامات بالإرهاب والقرصنة ومخالفة القوانين... إلخ.. إلخ.. إلخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرصنة بحرية متبادلة قرصنة بحرية متبادلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon