توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة عبثية

  مصر اليوم -

جريمة عبثية

بقلم أسامة غريب

نشرت الصحف والمواقع العربية خبراً عن جريمة وقعت يوم الأربعاء 25 مايو 2016، داخل مدينة الملك فهد الطبية بالرياض. تتمثل الجريمة فى قيام رجل سعودى بالتوجه إلى المستشفى وطلب مقابلة أحد الأطباء من قسم النساء والتوليد، وعندما التقاه فى حديقة المستشفى فإنه أخرج مسدساً كان بحوزته وبادر بإطلاق النار على الطبيب، مما نتج عنه استقرار رصاصتين فى صدره. بعد ذلك تم استدعاء المسعفين ونقلوا الطبيب المصاب إلى قسم الرعاية المركزة.

هذه هى الجريمة، أما سببها فشىء لا يصدقه عقل.. السبب أن هذا الطبيب، وهو أردنى الجنسية، قام منذ شهر بتوليد زوجة الرجل!.. نعم أطلق عليه الرصاص لأنه قام بتوليد زوجته، وعلى يديه خرج ابنه إلى النور!. رغم غرابة الأمر فالجنون موجود بالعالم والتصرفات غير المنضبطة موجودة بكل مكان، لكن المخيف فى الأمر أن التعليقات المنشورة أسفل الخبر فى عشرات المواقع التى نشرته كانت مرعبة.. أغلب التعليقات أدانت الطبيب المجرم الذى ارتكب جريمة توليد امرأة!، وقدّمت التعليقات العذر للجانى ذى النخوة الذى غلت الدماء فى عروقه عندما علم أن رجلاً غريباً قام بتوليد امرأته!.

أعلم أنه لا يحق لى أن أقرر للناس ما ينفعهم أو أن أفكر نيابة عنهم.. يحق لمن يرفض أن يولّد امرأته رجل أن يستعين بامرأة، سواء كانت طبيبة أو قابلة، ويحق للمجتمعات التى ترى فى توليد الرجال للنساء عاراً لا يمحوه إلا الدم أن تمنع الرجال من ممارسة هذه المهنة.. لكن ما للقوم يعتنقون هذه الأفكار ثم لا يمانعون فى استقدام أطباء رجال من كل أنحاء العالم ليعملوا فى مستشفياتهم؟!!.. هل يستقدمونهم للذبح من رجالهم الأحرار ذوى الدم الحامى؟، ما ذنب الطبيب الذى يذهب للمستشفى كل صباح لينقذ أرواح الأمهات والأطفال ليكون جزاؤه رصاصتين فى الصدر من رجل يزعمون أنه يغار على أنثاه.. وهذا الذى يغار على أنثاه أين كان حين تمت الولادة؟ ولماذا لم يطلب منهم أن يكون توليدها على يد امرأة؟.. هل أرغمه المستشفى على قبول ما يكره؟، وهل ظن حضرة الغيور أن الطبيب كان يشعر بالنشوة وهو يقوم بعملية التوليد وسط الدماء والسوائل وصراخ المريضة وفزع الممرضات؟، هل كان مجرماً وهو يؤدى عملاً دقيقاً يقتضى اليقظة والحرص على الأم والجنين ثم يخرج من غرفة العمليات منهكاً وكأنه خارج من معركة.. هل هذه عملية هتك عرض يا قوم أم عملية استيلاد الحياة من أضلع الموت؟!!.

الأغرب من هذا- طبقاً لموقع الحرة- أن الطبيب المصاب ينتظر المساءلة القانونية بعد أن يكتمل شفاؤه وقد يُحكم عليه بالغرامة وإنهاء عقده إذا رأت الهيئة الصحية الشرعية ذلك!.

يا قوم يحق لكم أن تعيشوا بالطريقة التى تختارونها لأنفسكم، وأن تسمّوا هذه الطريقة صحيح الدين، وأن تتصوروا أنفسكم أتقياء صالحين فى مقابل الفجرة الذين يدَعون الرجال تولد نساءهم.. يحق لكم هذا.. لكن بالله عليكم لماذا تأتون بأساتذة رجال من الخارج ليمارسوا مهنة عقوبتها الإعدام وسط تهليل العامة وتشجيعهم للقاتل الحر ذى الدم الحامى؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة عبثية جريمة عبثية



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon