توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورتنا فى الغرب

  مصر اليوم -

صورتنا فى الغرب

بقلم - أسامة غريب

لماذا ترحب أوروبا وتستجيب للشعوب التى تثور على الديكتاتورية إذا كانت شعوبًا أوروبية مثل بولندا أو أوكرانيا أو من أمريكا اللاتينية، بينما تضنّ بتأييدها للعرب إذا ما رغبوا فى التغيير؟!.

ربما يندهش البعض للسرعة التى استجابت بها أوروبا للحشود التى ملأت ميدان الاستقلال فى كييف عام 2014، وكيف انتفضت وأبدت أقصى درجات الغضب بمجرد أن سقط عشرات القتلى فى الشوارع على يد الشرطة الأوكرانية، بينما لم تحرك ساكنًا لسقوط آلاف القتلى والمصابين فى سوريا وليبيا واليمن مثلًا طوال السنوات الماضية!.

ونحن هنا نتحدث عما سماه الغرب «الثورات الملونة» أو «البرتقالية» فى أوروبا الشرقية، ولا نتطرق للدعم الغربى لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا الآن، فهذا موضوع آخر. قد يكون الجوار الجغرافى لروسيا، والعضوية السابقة فى الاتحاد السوفيتى أو ما كان يسمى «دول الكتلة الشرقية» والرغبة فى سحبها من أحضان الروس ضمن الأسباب.

لكن إلى جانب هذا هناك عامل جوهرى نضحك على أنفسنا لو أغفلناه؛ وهو النظرة التى يرانا بها الغرب، ولا أتطرف وأقول إنهم لا يروننا بشرًا، لكن أقول إنهم لا يروننا مماثلين لهم فى الحقوق.. وقد يعود هذا للدعاية التى قدمناها عن أنفسنا، حكامًا ومحكومين.

فالحكام ما فتئوا يحدّثون الغرب عن أنهم يحكمون شعوبًا غير ناضجة لا تعرف مصلحة نفسها، ولو أنها حصلت على الديمقراطية، فإنها حتمًا ستسىء استخدامها، ولسوف تسارع إلى انتخاب المتطرفين الذين يعادون قيم الغرب ويسعون لإقامة دولة داعشية تدعو للجهاد ضد الغرب الصليبى الكافر.

أما عن الشعوب، فإن الصورة الأكثر دلالة التى رآها العالم والتى ساهمت فى تكوين رؤيته للموقف هى صورة أناس غير مكترثين بالدم ولا بعدد الذين يسقطون صرعى، وذلك إما لكونهم مشاركين فى سفك الدماء، أو بسبب أنهم الضحايا الذين يتوقون إلى الموت ويسمونه شهادةً يتعجلونها، بل يندفعون إليها اندفاعًا!.

وقد وضح هذا للعالم فى الحرب الدائرة على الأرض السورية، التى يزعم كل ضحاياها المسلمون أنهم شهداء ذاهبون إلى الجنة!؛ يعنى فى المحصلة النهائية بالنسبة للغرب أننا شعوب تحمل فى صميم ثقافتها استهانة بالأرواح، لا يفزعها عدد الضحايا فى الشوارع ولا أنهار الدم.

شىء آخر لا يفوتنا ذكره، وهو أن الدول التى فتحت أبوابها للمهاجرين الفارّين من جحيم الحروب فى بلادنا، مثل ألمانيا التى ضربت أروع الأمثال فى النبل والإنسانية، قد كافأها اللاجئون بهجمات انتحارية؛ علاوة على طلعات قنص وتحرش بالنساء فى المدن التى آوتهم!.

الخلاصة؛ أن أوروبا أدركت أن حياة البشر فى هذه البلاد محدودة القيمة فى نظر الحكام والمحكومين على السواء، وأن الناس فى هذه المنطقة لهم طبيعة خاصة، يخسر مَن يحاول أو يشجع على تغييرها. وهذا كله لا ينطبق بطبيعة الحال على الإنسان الأوروبى، حتى لو كان يعيش فى دول تغلب شموليتها ليبراليتها، مثل بلغاريا ورومانيا والمجر، وغيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورتنا فى الغرب صورتنا فى الغرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon