توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تبًّا للمشعوذ الدجال

  مصر اليوم -

تبًّا للمشعوذ الدجال

بقلم - أسامة غريب

يستطيع أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، أن يقول: جئت هنا أعلن مساندتى لإسرائيل باعتبارى يهوديا وليس فقط باعتبارى وزيرا للخارجية الأمريكية، بينما لو أطلق مسؤول عربى تصريحا مماثلا أيد فيه الفلسطينيين من منطلق كونه مسلما أو مسيحيا لقامت قيامة الغرب العلمانى ضد المتطرف الشرق أوسطى!.

الحقيقة أن الإسرائيليين، ومن ورائهم حلف الناتو الذين يدعون العلمانية وليبرالية الفكر، لا يتورعون عن الغوص فى التاريخ السحيق ليستخرجوا منه نصوصا تشد عصب الأنصار حتى لو كانت هذه النصوص لا تستند إلى أى مصدر تاريخى ثابت، وإنما تستند فقط إلى نصوص لا تصمد للمناقشة العقلانية. هم يستندون فى تهديد العرب والمسلمين إلى خلط الدين بالهلوسة بالنبوءات المجنونة، ويعتمدون على القوة المحضة، غير مبالين بإقناع أحد بشرعية اعتداءاتهم، فها هو نتنياهو يخطب فى جمع من أنصاره، مبشرا إياهم بالنصر بعد أن استدعى من التاريخ اليهودى المفترض سفر إشعياء، واصفا الفلسطينيين بأنهم أبناء الظلام والإسرائيليين بأنهم أبناء النور، ومتحدثا عن أبناء غزة الذين قتلتهم آلة الرعب الإسرائيلية بأنهم قربان يتقدمون به للرب الذى يهوى قتل العرب والمسلمين!.

لم يتوقف نتنياهو عن إطلاق شعوذاته التى يخاطب بها اليمين العفن من أنصاره المتوحشين، وإنما أتبع حديثه هذا بخطاب جديد بعده بيومين تحدث فيه عن العماليق وأطلق على الفلسطينيين تسمية «العماليق الجدد» والعماليق هم الشعب الذى أوعز «يهوا» فى التوراة لشعب إسرائيل بإبادته بشكل شامل فى أول «جينوسايد» فى التاريخ يصدر كأمر إلهى! وينص أمر يهوا حرفيا على إبادة النساء والأطفال وحتى البهائم. كيف بالله عليكم سكت العالم على رئيس الوزراء العلمانى الذى يستدعى هذا الإرث من التهاويم التوراتية لشحذ همة شعبه ضد أعدائه من العرب والمسلمين، وما قولهم فى دعوة نتنياهو الذى يحوز عشرات الرؤوس الذرية لإبادة الأطفال والنساء والماشية فى بلادنا، ولماذا لم نسمع رأيهم فى تهديدات نتنياهو الجنونية المستمدة من نصوص تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد. طبعا سيبتلع قادة العالم الغربى ألسنتهم وهم يستمعون إلى شعوذة نتنياهو، وسيتجاهل الإعلام هذه المسخرة ولن يتحدث عنها بيرس مورجان، المذيع البريطانى الشهير، وهو يستضيف أناسا ليسألهم سؤاله التاريخى الفج: هل تدين ما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر؟ لن يسأل أحدا: هل تدين رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى استدعى سفر إشعياء ليبشر الفلسطينيين بالإبادة، وهل تدين نفس الشخص لأنه تحدث عن العرب بوصفهم العماليق الجدد الذين أمر الإله يهوا بمحوهم من الوجود؟. لن يوجه سؤالا لضيوفه ويقول: هل يوجد إله يأمر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وما موقفكم يا سادة يا ضيوف من الذين يتبعون هذا الإله ويعلنون أنهم فى طريقهم لتنفيذ مشيئته؟. كل هذه أسئلة لن تخرج إلى الوجود لأنها تكشف العقلية الإسرائيلية التى ترغب فى حرق الفلسطينيين تنفيذا لأوامر الرب!.

تبا للمشعوذ الدجال نتنياهو الذى يستدعى إشعياء وحديث العماليق، وتبا لرجال السياسة والإعلام فى الغرب الذين يرحبون بجرائمه وشعوذاته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبًّا للمشعوذ الدجال تبًّا للمشعوذ الدجال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon