بقلم - أسامة غريب
منذ أيام وقف الرئيس الأمريكى بايدن يلقى كلمة فى سياتل أمام جمع من الحاضرين، وبعد أن فرغ من كلمته التفت إلى الوراء ومد يده مصافحا الهواء!.. فوجئ الحاضرون بما فعله الرئيس ولم يفهموا لمن كانت هذه المصافحة الحماسية الحارة المشمولة بابتسامة رضا حانية. لم تكن هذه المرة الأولى التى يفعلها سيد البيت الأبيض، فقد احتضن الهواء قبل ذلك وحياه بصدق منذ أسابيع فى لقاء آخر. قبل أن تأخذكم الظنون بالرجل وتعتقدوا أن عقله خفّ أود أن أشير إلى أن الضغوط المرتبطة بالحرب الروسية على أوكرانيا ليس لها علاقة بهذا السلوك وإنما الشفافية والاتصال بعوالم خفية يمكن أن تكون من سجايا هذا الرجل.
ذهبت ومعى تساؤلاتى بشأن بايدن الذى يصافح الهواء إلى أحد علماء اليازرجة ودق الماء فى الهون، وهو الخبير الروحانى الأستاذ حمامة الفلايكى. ضحك حمامة وهو يتلقى أسئلتى قائلا: يعجبنى أنك فهمت من نفسك أن بايدن من أهل الخطوة، وأن بإمكانه أن يتواصل مع كائنات لا نراها. هززت رأسى مؤمنا فتابع: ولعلمك فإن بعض أهل السياسة يتمتعون ببصائر تتجاوز الحسى والمادى والمرئى ولهم قدرة على الاتصال بأسيادنا تحت الأرض. هتفت فى دهشة: يا إلهى.. إلى هذا الحد يا فلايكى؟ قال: لعلك لا تعلم أن الرئيس السادات كان يتخذ من السيد حسن التهامى مستشارا له، وقد رقاه فأصبح نائبا لرئيس الوزراء وجعله يسافر إلى المغرب ليلتقى بوزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان تمهيدا لزيارته للقدس وعقده للصلح مع الإسرائيليين. قلت: وماذا فى هذا؟ رد حمامة: ألم تقرأ ما كتبه الأستاذ أحمد بهاء الدين عن هذا الرجل فى كتاب محاوراتى مع السادات «إن التهامى حينما يجلس مع أصدقائه فإنه ينهض فجأة ويقول بصوت مرتفع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأما السبب فسريعا ما يفسره هو بقوله: إن سيدنا الخضر قد مر أمامكم وألقى السلام لكن لا يراه ولا يرد عليه السلام إلا من كان مثلى، قد كُشف عنه الحجاب». نظرت إلى حمامة غير مصدق فقال: ألم تقرأ ما كتبه بطرس غالى، وزير الشؤون الخارجية الأسبق، فى كتابه «طريق مصر إلى القدس» أن «التهامى كان مؤمنا أنه يتلقى فى المنام تعليمات خاصة من الرسول».
وهناك حادثة وقعت أثناء مأدبة عشاء فى مقر وزارة الخارجية الفرنسية فى سبتمبر 1978 حينما أخذ التهامى يتحدث مع الفرنسيين عن اتصالاته مع الجن لإطاحة الحكومة الأفغانية الشيوعية.. وكان الفرنسيون يستمعون إليه باندهاش وأسر أحد الدبلوماسيين فى أذن غالى: هل هو حقيقة نائب رئيس وزراء مصر؟!.
قلت للأخ حمامة: هل نفهم من ذلك أن بايدن أيضا يتصل بالجن؟ رد قائلا: بكل تأكيد.. هل تتصور أنه كان يستطيع أن يقصى دونالد ترامب ويفوز عليه باكتساح لو كان يعتمد على نفسه فقط؟ قال هذا ثم أضاف: إن نجاة أوكرانيا معقودة بقدرة الجن من أصدقاء الرئيس الأمريكى على مساعدة زيلينسكى وإخراج رجاله من مصنع أزوف للصلب فى ماريوبول!.