توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتفاق العادل غير مطلوب

  مصر اليوم -

الاتفاق العادل غير مطلوب

بقلم - أسامة غريب

دائمًا عدالة المطالب هى ما تعطل إبرام الاتفاقات أو تضمن استمرارها. لقد نقض دونالد ترامب اتفاق 5+1 مع إيران وقام بالانسحاب من الاتفاق الموقع عام 2015 بسبب أن الاتفاق كان عادلًا إلى حد كبير ويوفر لأطرافه فوائد تدفعها للتمسك به والحفاظ عليه. نقض ترامب الاتفاق وتبعته الدول الأوروبية لأنه كان اتفاقًا متوازنًا، بينما المطلوب اتفاق يسحق إيران ويمرغ أنفها فى الأرض ويرغمها على الانصياع للمشيئة الأمريكية الأوروبية.

الأمر هو ذاته الآن عندما تستمر جولات بلينكن وزير الخارجية الصهيونى الأمريكى من أجل حمل الفلسطينيين على قبول اتفاق يتم بموجبه تحرير الرهائن الإسرائيليين ثم يستأنف الجيش الإسرائيلى بعد ذلك حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى متحررًا من ضغوط الرهائن وأهاليهم!. والحقيقة أن رد الفلسطينيين على المقترحات الأمريكية أثار حفيظة بلينكن وجعله يعلن فى صفاقة يُحسد عليها أن حماس يجب أن تجيب على المقترحات المطروحة بنعم فقط دون تعديلات، فما هى يا ترى التعديلات التى طالب بها الفلسطينيون؟.

التعديلات هى: 1- الانسحاب من محور صلاح الدين ومعبر رفح فى المرحلة الأولى. 2- وقف إطلاق نار دائم وانسحاب من غزة قبل بدء المرحلة الثانية. 3- وضع إطار زمنى لإعادة إعمار غزة لا يتجاوز خمس سنوات كحد أقصى.

4- تبادل أسرى بأعداد منطقية. ولا أدرى أيا من هذه التعديلات يراها بلينكن ظالمة أوغير ممكنة؟ الحقيقة أن التعديلات التى يطالب بها الفلسطينيون على المقترح الأمريكى منطقية وعادلة تمامًا وتضمن الحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين بعد حرب الإبادة الشاملة التى شنتها إسرائيل والولايات المتحدة ضد غزة وأهلها. ولعل عدالة هذه المطالب ومحاولتها أن تضمن للفلسطينى كسرة خبز وشربة ماء مع وقايته من القنابل والصواريخ التى تنهمر فوق رأسه منذ ثمانية أشهر، لعلها هى السبب فى الغضب والرفض الأمريكى. بلينكن لا يريد سوى اتفاق يعيد به لإسرائيل أسراها.. هذا ما يهمه فقط، أما أبناء غزة فلا يشغله أمرهم.

هو يريد إنقاذ بايدن من ورطته الانتخابية، ولا يريد أن يذهب الناخب الأمريكى للاختيار بين اثنين أحدهما موصوم بالمشاركة فى الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل فى غزة، وإنما يريد لرئيسه أن يكون الفارس المغوار الذى هدم غزة فوق رؤوس ساكنيها ثم أكمل بالسياسة ما بدأه بالحرب وأنقذ أبناءه الصهاينة الأعزاء من الأسر.

نعم هذا هو المنظر الذى يريد المخرج بلينكن أن يقف فيه إلى جوار رئيسه يوم الانتخابات. المشكلة التى تعترض هذا السيناريو أنه لا يوفر للفلسطينيين أى حماية، وهذا هو المطلوب أمريكيًا والمرفوض فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا ومسيحيًا وبوذيًا وفى كافة الشرائع والمعتقدات. الاتفاق بين الفلسطينيين وبين قتلة الأطفال لن يحدث فى الغالب لأن الأمريكان لا يريدونه عادلًا، وإنما يريدون من العرب كافة أن يمارسوا الضغوط القصوى ضد الفلسطينيين ليرضوا باللاشىء ويقدموا لنتنياهو وعصابته كل شىء!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق العادل غير مطلوب الاتفاق العادل غير مطلوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon