توقيت القاهرة المحلي 06:55:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة محفوفة بالمخاطر

  مصر اليوم -

لعبة محفوفة بالمخاطر

بقلم - أسامة غريب

حدث ما كان متوقعًا فى إقليم ناجورنو كاراباخ بعد الحرب الخاطفة التى شنتها أذربيجان فى نفس يوم انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 20 سبتمبر الماضى. قامت القوات الانفصالية التى كانت تدافع عن الإقليم وتؤمّن استقلاله عن أذربيجان برفع الراية البيضاء وتسليم أسلحتها إلى الجيش الأذرى بإشراف روسى، فى الوقت الذى اتسم فيه رد فعل أرمينيا بالهدوء، وكأن هذه النتيجة لا تزعجها!.

وفى الحقيقة إن مَن يتابع الموقف هناك يفهم أن باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، يلعب لعبة خطرة عصفت بالوجود الأرمينى فى ناجورنو كاراباخ، وذلك عندما اندفع إلى حافة الهاوية فى السياسة الدولية وقام بصفع موسكو وأجرى مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة. صحيح أن مجموع الجنود المشاركين فى المناورات كان قليلًا لا يتعدى المئات، لكن مدلول الخطوة كان عميقًا، ولم يتأخر الانتقام الروسى عندما منح الكرملين، الرئيس الأذرى إلهام علييف، الضوء الأخضر ليتقدم بقواته إلى ستيبانا كيرت عاصمة الإقليم ويكسر قوات الأرمن الانفصاليين فى عملية خاطفة ترتب عليها نزوح جماعى يتم الآن من الإقليم إلى أرمينيا التى تستعد لاستقبال عشرات الآلاف من النازحين. وعلى الرغم من الخسارة الأرمينية البادية فى الموقف الحالى، إلا أن هناك مَن يرى أن رئيس الوزراء الأرمينى قد دفع بشكل متعمد إلى وقوع المعركة وهو يعلم أنها ستنتهى إلى ما آلت إليه حتى يستطيع أن يتخلص من عبء الإقليم الواقع فى أذربيجان وتسكنه أغلبية أرمينية تطالب يريفان طول الوقت بالتدخل والحماية، بينما الحالة الأرمينية لا تقدر على تكاليف حماية الإقليم الانفصالى.

يقال كذلك إن «باشينيان» أخذ هذه الخطوة حتى يتخذها ذريعة للتخلص من العلاقات الخاصة مع موسكو التى تمتلك قاعدة عسكرية فى أرمينيا وترتبط بصلات تاريخية عميقة معها.

نعم، يستطيع الرجل أن يبتعد عن الروس ويستدعى خصومهم الأمريكان، وسط ظهير شعبى يلوم روسيا التى لم تُفعّل مواثيق الدفاع ووقفت تتفرج على الانتصارات العسكرية الأذرية منذ 2020 حتى الآن.. لكن مشكلة هذه المناورة أنها محفوفة بالمخاطر، وقد تنتج عنها مواجهة حقيقية مع الروس الذين لا يملكون ترف خسارة الحليف الأرمينى، وقد يقفز إلى الذهن ما حدث لجورجيا، الجمهورية القوقازية الثالثة المجاورة لأرمينيا وأذربيجان، عندما حاولت أن تتجه غربًا وتغازل الناتو.. حينها كلفها الأمر خسارة إقليمين هما «أبخازيا» و«أوسيتيا الجنوبية»، اللذين استقلا وأصبح الحكم فيهما تابعًا لموسكو. ولعل يريفان لا تحتمل العداء مع الدب الروسى، خاصة أن علاقاتها بدول الجوار ليست على ما يرام، وبخاصة الجار التركى والآخر الأذرى، وليس لها سوى إيران التى لا تملك أوراقًا كبيرة للمساعدة. ولعل الدولة الأرمينية الصغيرة ذات الثلاثة ملايين نسمة، والتى تخلو من الموارد الطبيعية، لعلها تتعظ من المثال التاريخى للأكراد الذين كثيرًا ما راهنوا على الدعم الغربى وتوهموا أنه سينتزع لهم الحقوق، فإذا بهم فى كل مرة يواجهون الخذلان، ويتم اتخاذهم وقودًا فى صراع القوى الكبرى مع إيران وسوريا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة محفوفة بالمخاطر لعبة محفوفة بالمخاطر



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon