توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صكوك غفران جديدة

  مصر اليوم -

صكوك غفران جديدة

بقلم - أسامة غريب

بمناسبة الموضوع الذى شغل الناس مؤخرًا بما يسمى «عُمرة البدل»، وهو قيام أحد المدعين بتقاضى أموال مقابل أن يكلف أصدقاء له بعمل عمرة للزبون الراغب فى الحصول على ثواب دون أن يتحرك من مكانه.. أقول بهذه المناسبة إننى تذكرت صديقًا أسرّ لى ذات يوم أنه يتمنى لو أن الله الذى وعد الناس بالجنة وجعل دخولها مشروطًا بالعمل الصالح إلى جانب العبادات، يتمنى لو أن الله قصَرَ الأمر على العمل الصالح فقط دون العبادات!. وكان رأيه أن الناس أصبحوا يرتكبون الذنوب والمعاصى ويمارسون الكذب والغش والتدليس جنبًا إلى جنب مع إقامة الصلاة والذهاب إلى رحلات الحج والعمرة، طمعًا فى أن يغفر الله لهم ما اعتادوا ارتكابه من آثام فى حق بعضهم البعض!.

وقال صديقى إن العبادات لم تمنح الناس السكينة والقرب من الله بقدر ما منحتهم اطمئنانًا بأن جرائمهم الأخلاقية والجنائية سوف يتم محوها ببذل بعض المال فى رحلات العمرة، وبذل القليل من الجهد فى الصلاة.

أذكر أننى قلت لهذا الصديق إن الله قد بيّن للناس أن الصلاة والصيام والحج لا تُقبل من فاسق ولا خائن أو شرير، وأبديت لصديقى إدراكى أن الناس عندما تضيق عليهم الحياة ويشح منهم الرزق يحتالون على المعايش، وقد يقدمون تنازلات تمس الذمة والكرامة.. وهذا كله يجلب شعورًا بالإثم يستتبعه بالضرورة الإكثار من مظاهر التدين بعد أن عزّ جوهره وأصبح لا يقدر عليه إلا أولو العزم من الرجال والنساء!. وأوضحت لصديقى أن التدين الصحيح يحتاج لظروف موضوعية تسنده، فالإنسان يحتاج إلى سقف يؤويه، ولقمة تسد جوعه، وكساء يستره من أجل أن يعمل وينتج ويبدع ويتدين أيضًا، وقلت له إننى لا أفهم أن نلصق الخسة البشرية، العائدة إلى أسباب يطول شرحها، بالدين وتكليفاته وأوامره ونواهيه.

قلت له أيضًا إن غياب العبادات من صلاة وصوم وحج بافتراض حدوثه لن يغير من نذالة الأنذال، إذ إن أمثال هؤلاء من السهل أن يلتمسوا الفتاوى الخاصة بالعمل الصالح وماهيته لدى دعاة أونطجية يقومون بتفصيل الفتاوى على مقاس الزبون.. هذا فضلًا عن أن هناك دوافع إنسانية تنطبق على الناس أجمعين، منها أن السلوك النظيف والذود عن العِرض واحترام الإنسان لنفسه هى أمور لا تشترط التدين ولا تحتاج لوعد بالجنة أو وعيد بالنار. الصلاة والصيام والعمرة ليست ضمن أسباب خسة الخسيس، لكن الشخص الذى يتخفى فى رداء التقوى والورع لن يعدم وسائل للتخفى لو غاب الدين. كل هذا قلته لصديقى الذى كان يخشى شيوع غسيل الذنوب من خلال العمرة (الحقيقية) دون التوبة عن المعاصى.. ترى ماذا يكون موقف هذا الصديق الآن؟ وهل تزايدت مخاوفه بعد ظهور تطور جديد يتمثل فى دجالين يبيعون للناس صكوك الغفران مقابل تحويل أربعة آلاف جنيه؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صكوك غفران جديدة صكوك غفران جديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon