توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن جدوى المقاطعة

  مصر اليوم -

عن جدوى المقاطعة

بقلم - أسامة غريب

يثور الجدال هذه الأيام حول المقاطعة وجدواها، والمقصود هو مقاطعة الشركات التي أعلنت مساندة وتأييد الحملة البربرية الإسرائيلية لإبادة أهل غزة. ومن الواضح أن حملة المقاطعة وجدت استجابة في الشارعين العربى والمصرى بسبب الأعصاب الملتهبة جراء الشهداء الذين يتساقطون على مدار الساعة وجلهم من النساء والأطفال.

في مواجهة حملة المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعى ظهرت وجهة نظر طفت على سطح وسائل الإعلام تحذر من مثل هذه الدعاوى، لأنها- حسب رأى قائليها- لن تؤثر في الشركات الأم ومقارها في أوروبا وأمريكا، وإنما قد تلحق الضرر بالعمالة المصرية التي تعمل بهذه الشركات، وعددها ليس هينًا.

يقول أصحاب هذا الرأى إن الماركات أو البراندات العالمية المرجو مقاطعتها لا تحصل إلا على ثمن الفرانشايز، والمقصود به تقديم نفس المنتج مع نفس العلامة التجارية المعروفة دوليًا، وبالتالى فإن معظم الضرر سيلحق بالمستثمر المحلى وعمالته المصرية.

يثور في مواجهة هذا الطرح رأى يقول إن هذه المقاطعة وإن اتخذت شكل التأييد للفلسطينيين ولغزة المنكوبة، إلا أنها في واقع الأمر تتماهى وتتطابق مع دعوة حكومية رددتها وسائل الإعلام كثيرًا بشأن وجوب مقاطعة جمهور المستهلكين للسلع التي يرتفع ثمنها بدون مبرر، وبالنظر لمعظم البراندات محل المقاطعة نجد أن هذا المفهوم ينطبق عليها، فليس هناك معنى لأن يوجد بالسوق سندوتش دجاج بثلاثمائة جنيه، وليس هناك مغزى من وجود كوب قهوة بمائة جنيه.

وربما يكون الأوان قد آن لنعيد الاعتبار للمنطق والعقل، بعيدًا عن الفشخرة والتعلق بالماركة الأجنبية، وقد تعمل مقاطعة السلع مرتفعة الثمن بدون مبرر على ضبط السوق وخفض الأسعار وجعل الماركات الأجنبية تثوب إلى رشدها وتعرف أن كوب القهوة في المقهى البلدى أبوعشرة جنيه هو نفس ما يقدمه كوفى شوب (إكس)، وأن صورة الخواجة الأجنبى أو ماركته الملطوعة على الكوب لا تبرر مبلغ تسعين جنيه.

وهو الفرق بين الكوبين!. أما بالنسبة للعمالة المصرية فلن يلحق بها الضرر بالشكل الذي يتصوره معارضو المقاطعة، لأنه في الحالات المماثلة في كل البلاد التي مرت بنفس الموقف يحدث ما يسمى بالإحالة، أي أن العمالة لن يتم إلقاؤها في الشارع، وإنما ستتوجه شيئًا فشيئًا نحو العمل في الأماكن التي ستقدم المنتجات البديلة، فلو فرضنا مثلًا أن السوق تستهلك مليون قطعة هامبورجر في اليوم تحتاج في تقديمها للزبائن إلى عشرة آلاف عامل.

سنجد أن محلات جديدة ستدخل السوق فورًا ومطاعم قائمة بالفعل ستتوسع وتنشئ فروعًا جديدة لتجعل نفس المليون قطعة هامبورجر متاحة لتلبية الطلب، وهذا سيستوعب بالتأكيد العمالة التي غيرت فقط عنوان محل العمل ولم تتشرد كما يخشى البعض.

ثم إن هناك بُعدًا آخر للموضوع، وهو أن الجمهور المتعاطف مع أهلنا في فلسطين يريد ويحتاج نفسيًا إلى أن يقدم شيئًا بسيطًا لأشقائه المحاصرين حتى لو كان الامتناع عن التعامل مع من قالت شركتهم الأم إنها مستعدة لتقديم وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين حتى يستمتعوا وهم يقتلون أطفال فلسطين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جدوى المقاطعة عن جدوى المقاطعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon