توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوصال موسكو التى ارتعدت

  مصر اليوم -

أوصال موسكو التى ارتعدت

بقلم - أسامة غريب

مازالت تداعيات التمرد الذى لم يكتمل لقوات فاجنر تتوالى، ولا أظن أن الأنباء ستخمد فجأة لمجرد عودة رجال بريجوجين إلى قواعدهم وصرف النظر عن التوجه إلى موسكو. نشرت صحيفة تليجراف اللندنية أن تقريراً من المخابرات البريطانية ورد إليها يفيد بأن الأسباب الحقيقية لتوقف الزحف الذى قامت به أرتال المدرعات نحو العاصمة الروسية لم يكن بسبب صحوة ضمير أو وساطة قادها الرئيس البيلاروسى، ولكن سببا أهم هو الذى دعا إلى التوقف المفاجئ وإلغاء العملية. صحيح أن توسط لوكاشينكو كان مفيدا لكن فائدته تعلقت بصياغة بنود اتفاق حقن الدماء وليس القرار نفسه. السبب الفعلى وفقا لصحيفة التليجراف هو قيام جهاز المخابرات الروسية بإيصال رسالة حادة كشفرة الموس لبريجوجين بأن عائلات قادة التمرد سوف يتم استهدافهم وسيشاركون فى دفع ثمن جريمة الخيانة التى وقعت من ذويهم.

هذا التهديد كان له الأثر الأكبر فى إعادة الحسابات وتبريد الرؤوس الساخنة للمتمردين. وأما عن السبب الأساسى للعصيان ومحاولة فرض الإرادة على سيد الكرملين، سواء بعزله من السلطة أو بإرغامه على تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان، فهو أن أحد معسكرات فاجنر الخلفية داخل الأراضى الأوكرانية قد تعرض للقصف بصاروخ من طائرة روسية، مما أدى إلى مصرع أكثر من ثلاثين من مقاتلى الجماعة، وهو الأمر الذى أثار جنون بريجوجين ورجاله ودفعهم إلى اتخاذ قرارهم المتهور وقيامهم بالسيطرة على مدينة روستوف ومطارها ومعسكراتها.. ليس هذا فقط لكن فتحوا النار على الطيران الروسى وأسقطوا عددا من المروحيات وطائرات النقل!. وقد توضح هذه الخشونة والعنف فى رد الفعل مدى الحنق الذى شعر به مقاتلو فاجنر، وهم الذين لا ينقصهم الحنق نحو الجيش الروسى وقادته.

وربما تُلقى الصورة الميدانية للجبهة التى تتواجد بها قوات فاجنر الضوء على سوء العلاقة بين فريق المرتزقة وبين قادة الجيش الروسى، حيث تكررت شكوى بريجوجين مرارا أثناء حصار باخموت من نقص الذخيرة والطعام وأن وزير الدفاع ورئيس الأركان يتركان جنوده دون دعم وهو الأمر الذى جعله يفقد نحو عشرين ألفا من رجاله فى هذه المعركة. وعلى صعيد آخر يمكن تصور موقف وزير الدفاع شويجو ورئيس الأركان جيراسيموف وهما يتعرضان للسباب من رجل يُفترض أن يحارب تحت إمرتهما فإذا به يسعى ليحوز نفوذا مماثلا لما لهما استنادا إلى علاقة خاصة ربطته بالرئيس بوتين.. هنا يكمن الخلل الذى جعل كبار رجال الجيش الروسى يتعرضون للإهانة على يد طباخ بوتين الذى صارت له عضلات عسكرية دون أن يتمكنوا من لجمه ومحاكمته، وقد يكون هذا الشعور بالمهانة سببا فى قصف معسكر فاجنر وقتل رجاله. صحيح أن الجيش الروسى نفى بشكل رسمى أن يكون مسؤولا عن هذا القصف، لكن الجميع يعرف الحقيقة!. وليس من شك أن مرور الوقت سيكشف مزيدا من الحقائق عن حالة تنظيم فاجنر وعلاقته بالدولة الروسية ومدى خطورته التى ارتعدت بسببها أوصال موسكو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوصال موسكو التى ارتعدت أوصال موسكو التى ارتعدت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon