توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا ليس من شأنك

  مصر اليوم -

هذا ليس من شأنك

بقلم - أسامة غريب

يندهش المهاجر العربى عندما يصل إلى وطنه الجديد فى أوروبا أو أمريكا.. عندما يجد الناس لا تتدخل فى شؤون بعضها البعض ولا تقتحم خصوصية الجيران بالجرأة التى اعتادها فى بلده!..فى العالم العربى السعيد، اعتاد الناس على البساط الأحمدى الذى يعطى للحيزبونات الحق فى سؤال فتاة عن سبب تأخر زواجها، وكذلك سؤال امرأة متزوجة عن عدم حملها، أو سؤالها عن سبب الاكتفاء بطفل واحد فقط. فى الغرب، لا يفعلون هذه الأشياء حتى لو كان الفضول يعتريهم لأنهم تربوا على أن اقتحام خصوصيات الناس يعد من قبيل سوء السلوك. وفى الحقيقة، إن معظم المهاجرين قد تعرضوا لمواجهة الجملة الجميلة السحرية التى توقف الفضوليين عند حدهم وهى جملة: «هذا ليس من شأنك». فى البداية تصدمهم الجملة، لكن مع الوقت يتقبلونها ويفهمون أن صاحبها ليس وقحًا كما تصوروا، لكن الوقاحة إنما صدرت منهم هم عندما سألوا رجلًا لا يعرفونه عن الدين الذى يدين به أو العقيدة التى يعتنقها!. وأتصور أن هذه الجملة الرائعة يمكن أن تكون وسيلة للفرز بين المجتمعات المختلفة.. فى المجتمعات المتحضرة يمكنك أن تقول للمدير إذا سألك عما تنوى أن تفعل هذا المساء: هذا ليس شأنك.. تقولها وأنت مطمئن أنه لن يضطهدك حتى لو تضايق، لكن فى المجتمعات الأخرى لو أنك رددت على المدير هكذا، فسوف تصير منذ اللحظة عدوًا له، ومن المؤكد أنه سيظلمك ويهينك ويؤذيك ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

صحيح أن الناس فى بلاد برة ليسوا أخيارًا دائمًا، وصحيح أن هناك من المديرين من يشذّ عن الصواب ويمارس التسلط، لكن آليات المجتمع قادرة فى الغالب على نصرة المضطهد والمظلوم.

وفى الحقيقة، فإن جملة «هذا ليس من شأنك» هى جملة عظيمة ومفيدة، لكنها مع ذلك لن تردع سوى أصحاب الذوق والأدب فقط، أما الفضوليون المحترفون فسوف يتجاوزونها بعد أن يعدّوها من قبيل الود ومن مستلزمات المرح.. هذا فضلًا عن أن الناس لن تجد فى نفسها القدرة على استخدامها لدى من يستحقونها أكثر من غيرهم، لأن هؤلاء فى الغالب سيكونون من ذوى النفوذ والقدرة على الإيذاء، لهذا فإن استعمالها سيظل محدودًا فى المجتمع.

وللتغلب على هذه المشكلة، ظهر اقتراح تقدم به بعض الحانقين من أجل تشكيل جمعيات أهلية يكون شعارها «هذا ليس من شأنك»، وهذه الجمعيات تهدف لنشر ثقافة مراعاة الخصوصية وعدم دس الأنف فيما لا يعنى الدساس، وأصحاب هذا الاقتراح يراهنون على الزمن والتراكم فى إحداث ثقب يأخذ فى الاتساع تدريجيًا فى جدار البلادة والنطاعة وسوء السلوك.

على أى الأحوال هذا اقتراح محمود، لكنه مع ذلك خيالى.. فأين هو الموظف الذى سيعطيك الترخيص بعمل الجمعية بعد أن يسألك عن الهدف من إنشائها فتقول له: «هذا ليس من شأنك!»؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ليس من شأنك هذا ليس من شأنك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon