توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصدّق وتآمن بكام؟

  مصر اليوم -

تصدّق وتآمن بكام

بقلم - أسامة غريب

عندما صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين عام 47، كان طبيعيًا أن يرفضه العرب، ولكن بعد الهزيمة في حرب 48 انخفض سقف المطالب العربية وارتفعت الأصوات الراغبة في قبول قرار التقسيم والعودة إلى خطوط ما قبل الحرب.. ثم يقع العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وقبله لم تكن مصر تسمح لسفن إسرائيل بالمرور من القناة، ولكن نتيجة للعدوان فقد كسبت إسرائيل الحق في المرور.. مرة أخرى تتعاظم المكاسب الإسرائيلية، كما يزداد حجم الحقوق التي يتعين علينا استردادها، فتخفت الأصوات المطالبة بعودة فلسطين كاملة وتظهر أصوات عربية تطالب بقبول دولة واحدة تضم العرب واليهود. وتأتى صاعقة 67، ويتم احتلال سيناء والجولان والضفة وقطاع غزة، لتزداد المهمة صعوبة ويصبح التفكير في تحرير فلسطين حلمًا مؤجلًا بعد أن أصبحت إزالة آثار عدوان 67 هي القضية الأَوْلى بالاهتمام.

بعد ذلك، تتضاءل مطالب العرب وتصير أغلى أمانيهم هي العودة إلى حدود 4 يونيو، والاكتفاء بالضفة وغزة لإقامة دولة فلسطين.. ثم يزداد الموقف تدهورًا بعد كامب دافيد، وينخفض سقف المطالب العربية ويقبل الفلسطينيون بالفتات في دوامات مدريد وأوسلو وواى ريفر.. ثم لا يحصلون على شىء!. هذا النهج الذي اتبعته إسرائيل بمواصلة العدوان بشكل مستمر، جعل المجهود العربى يتشتت، وتتم التضحية اليوم بمطالب الأمس العادلة، ثم تتوارى مطالب اليوم تحت وطأة عدوان الغد. هذا تكتيك إسرائيلى معروف يقوم بالإيغال في العدوان والضغط ليجعلك تترك أحزان الأمس وتنشغل بمصيبة اليوم، محاولًا تحجيم آثارها. روّج المتأسرلون العرب لمقولة إن القضية الفلسطينية هي قضية الفرص الضائعة، وكأن الإسرائيليين عرضوا إرجاع الأرض ونحن الذين رفضنا!.

إذا فكرنا في هذا كله معطوفًا على عملية طوفان الأقصى، لاكتشفنا سر الفزع الإسرائيلى والهيستريا الغربية؛ لأن ما فعله المقاومون كسحَ تفكير سنوات الهوان، ورفع الآمال الفلسطينية إلى ذرى سابقة كان العالم قد نسيها. اليوم، تقع إسرائيل تحت الضغط، ويعود الجميع للحديث عن حل الدولتين.. ورغم أن هذا الحل لم يعد له وجود طبقًا لمعطيات الواقع.. ورغم أن بايدن وماكرون وشولتز عندما يتحدثون عنه فإنما يقصدون رش المخدر في وجه العرب ريثما تنتهى إسرائيل من قضم الأرض بالكامل وترحيل الفلسطينيين خارج أراضيهم، إلا أن الإرادة الفلسطينية عبّرت عن نفسها هذه المرة، معمّدة ببحور من الدم، ورافضة استمرار الوضع القائم.. هذه الإرادة بإمكانها أن تفرض حلًا سياسيًا يضع أحلام الشعب الفلسطينى في الاعتبار. أما الذين يبثون اليأس في النفوس من خلال منصاتهم التي تُصوّر ما حدث شرًا خالصًا وجريمةً ارتكبها المقاومون في حق شعبهم، فليس لهم سوى ما قاله شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم وهو يحاور أحد هؤلاء، وكان نجم متعودًا أن يبدأ حديثه مع الآخرين قائلًا: تصدق وتآمن بإيه؟ فيرد الشخص الآخر: لا إله إلا الله. أما هذه المرة، فقد سأل الرجل الذي يبيع كل شىء: تصدّق وتآمن بكام؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصدّق وتآمن بكام تصدّق وتآمن بكام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon