توقيت القاهرة المحلي 23:37:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصدّق وتآمن بكام؟

  مصر اليوم -

تصدّق وتآمن بكام

بقلم - أسامة غريب

عندما صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين عام 47، كان طبيعيًا أن يرفضه العرب، ولكن بعد الهزيمة في حرب 48 انخفض سقف المطالب العربية وارتفعت الأصوات الراغبة في قبول قرار التقسيم والعودة إلى خطوط ما قبل الحرب.. ثم يقع العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وقبله لم تكن مصر تسمح لسفن إسرائيل بالمرور من القناة، ولكن نتيجة للعدوان فقد كسبت إسرائيل الحق في المرور.. مرة أخرى تتعاظم المكاسب الإسرائيلية، كما يزداد حجم الحقوق التي يتعين علينا استردادها، فتخفت الأصوات المطالبة بعودة فلسطين كاملة وتظهر أصوات عربية تطالب بقبول دولة واحدة تضم العرب واليهود. وتأتى صاعقة 67، ويتم احتلال سيناء والجولان والضفة وقطاع غزة، لتزداد المهمة صعوبة ويصبح التفكير في تحرير فلسطين حلمًا مؤجلًا بعد أن أصبحت إزالة آثار عدوان 67 هي القضية الأَوْلى بالاهتمام.

بعد ذلك، تتضاءل مطالب العرب وتصير أغلى أمانيهم هي العودة إلى حدود 4 يونيو، والاكتفاء بالضفة وغزة لإقامة دولة فلسطين.. ثم يزداد الموقف تدهورًا بعد كامب دافيد، وينخفض سقف المطالب العربية ويقبل الفلسطينيون بالفتات في دوامات مدريد وأوسلو وواى ريفر.. ثم لا يحصلون على شىء!. هذا النهج الذي اتبعته إسرائيل بمواصلة العدوان بشكل مستمر، جعل المجهود العربى يتشتت، وتتم التضحية اليوم بمطالب الأمس العادلة، ثم تتوارى مطالب اليوم تحت وطأة عدوان الغد. هذا تكتيك إسرائيلى معروف يقوم بالإيغال في العدوان والضغط ليجعلك تترك أحزان الأمس وتنشغل بمصيبة اليوم، محاولًا تحجيم آثارها. روّج المتأسرلون العرب لمقولة إن القضية الفلسطينية هي قضية الفرص الضائعة، وكأن الإسرائيليين عرضوا إرجاع الأرض ونحن الذين رفضنا!.

إذا فكرنا في هذا كله معطوفًا على عملية طوفان الأقصى، لاكتشفنا سر الفزع الإسرائيلى والهيستريا الغربية؛ لأن ما فعله المقاومون كسحَ تفكير سنوات الهوان، ورفع الآمال الفلسطينية إلى ذرى سابقة كان العالم قد نسيها. اليوم، تقع إسرائيل تحت الضغط، ويعود الجميع للحديث عن حل الدولتين.. ورغم أن هذا الحل لم يعد له وجود طبقًا لمعطيات الواقع.. ورغم أن بايدن وماكرون وشولتز عندما يتحدثون عنه فإنما يقصدون رش المخدر في وجه العرب ريثما تنتهى إسرائيل من قضم الأرض بالكامل وترحيل الفلسطينيين خارج أراضيهم، إلا أن الإرادة الفلسطينية عبّرت عن نفسها هذه المرة، معمّدة ببحور من الدم، ورافضة استمرار الوضع القائم.. هذه الإرادة بإمكانها أن تفرض حلًا سياسيًا يضع أحلام الشعب الفلسطينى في الاعتبار. أما الذين يبثون اليأس في النفوس من خلال منصاتهم التي تُصوّر ما حدث شرًا خالصًا وجريمةً ارتكبها المقاومون في حق شعبهم، فليس لهم سوى ما قاله شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم وهو يحاور أحد هؤلاء، وكان نجم متعودًا أن يبدأ حديثه مع الآخرين قائلًا: تصدق وتآمن بإيه؟ فيرد الشخص الآخر: لا إله إلا الله. أما هذه المرة، فقد سأل الرجل الذي يبيع كل شىء: تصدّق وتآمن بكام؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصدّق وتآمن بكام تصدّق وتآمن بكام



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon