توقيت القاهرة المحلي 09:00:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكرة والتعليم

  مصر اليوم -

الكرة والتعليم

بقلم - أسامة غريب

ليست لعبة كرة القدم المأزومة فقط عندنا، لكن التعليق على المباريات أيضًا بعافية.. وقد كنت أتصور أن أزمة تواضع مستوى المعلقين لها ارتباط باللعبة ومستواها، غير أننى أدركت أن المسألتين مختلفتان، والدليل على ذلك أن المنتخبات العربية، وهى إجمالًا متواضعة المستوى، وحتى عندما تصل إلى المونديال فإنه يتم تصنيفها ضمن فرق المستوى الرابع، ومع ذلك فإن المعلقين العرب يُعتبرون أفضل بكثير من نظرائهم المصريين من حيث الثقافة والمعرفة والوعى والحصيلة اللغوية. وفى هذا الصدد يمكن تمييز المعلقين من شمال إفريقيا باعتبارهم أفضل المعلقين العرب، وهذا التميز يعود فى رأيى إلى التعليم، فليس من بينهم شخص غير متعلم، وهم بالإضافة إلى لغتهم العربية الناصعة يتحدثون الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وقد ساعدهم التعليم وغزارة المفردات وتنوعها على حسن التعبير. أما عندنا فالأزمة نابعة بالأساس من ضعف التعليم، ويتجلى هذا فى لغة التعليق، التى لا تستطيع أن تغادر العامية المصرية، وليتها كانت عامية المثقفين لكنها للأسف عامية العوام، ولا يوجد معلق مصرى واحد قادر على الحديث بالعربية الفصحى المبسطة التى هى لغة الصحف.
وفى ظنى أن المعلق المحلى عندنا يحاول التغلب على ضعف الثقافة من خلال التنكيت والاستظراف باعتبار أن القريحة المصرية دائمًا ما تجود بالإيفيهات الحلوة والمصطلحات المبتكرة، وهنا نأتى إلى المشكلة، إذ إن الكلام العفوى الظريف لابد أن يصدر عن أشخاص محبوبين خفيفى الظل حتى لو كانت ثقافتهم محدودة، وهذا ما لا يتوافر للأسف فى البضاعة الموجودة حاليًا. ويمكننا فى هذا الصدد أن نتحدث عن اللاعبين، ومعظمهم إن لم يكونوا جميعًا من ذوى التعليم المنخفض، وبعضهم بلا تعليم على الإطلاق.. لا نتحدث عن لاعبينا بالذات وإنما الكلام عن كل لاعبى العالم الكبار، ومنهم رونالدو وميسى ودى بروين وصلاح وفيرمينو وغيرهم.

كل هؤلاء لم يحصلوا على قدر كبير من التعليم لأن الاحتراف يتطلب التفرغ التام منذ سن مبكرة، ومع ذلك فإنك إذا استمعت إلى أحد النجوم الكبار يتحدث تلحظ على الفور أنه اجتهد وقرأ وشاهد وسافر واختلط، وجميعهم يتكلمون أكثر من لغة أجنبية، وخير مثال على هذا محمد صلاح، الذى أصبح يتكلم الإنجليزية بشكل جيد، وكان قد تعلم التفاهم بالإيطالية فى الفترة التى قضاها بنادى روما، ذلك أن النجم لا تكتمل صورته وشخصيته إلا إذا تعلم. وما دام الأمر كذلك فلماذا بالله عليكم لا يفكر السادة المعلقون وكذلك اللاعبون المحليون فى تحسين مستواهم الثقافى كما يفعل كبار اللاعبين بالخارج؟. أعتقد، والله أعلم، أن مكانتهم ولقمة عيشهم مضمونة ومصونة بمستواهم الحالى، وبالتالى لا يوجد ما يدفعهم إلى القراءة أو اكتساب مهارات أو حضور دورات لغات. لا يوجد حافز يدفع إلى إجهاد الذهن أو «وجع الراس».. ولا ننسى أن هناك سببًا جوهريًّا يُضاف إلى ما سبق، وهو أن الزبون يحب هؤلاء ولا يرى بهم عوارًا، فكيف يُصلحون عيوبًا لا يراها إلا المتحذلقون من أمثالى؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة والتعليم الكرة والتعليم



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon