توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشياء لا تُباع ولا تُشترى

  مصر اليوم -

أشياء لا تُباع ولا تُشترى

بقلم - أسامة غريب

أصعب شىء فى الوجود هو أن تنطق بكلمة حق تخالف وجهة نظر شخص يمتدحك ويُثنى عليك ويصفك بالصديق ويُغرقك بكلمات الإطراء والإعجاب والمجاملة. يحتاج الأمر إلى تماسك نفسى شديد وإيمان بالحق وقدرة على مواجهة الإغراء ومحاولات الإغواء.

وفى الحقيقة، قليلون هم مَن يمكنهم أن يصمدوا فى امتحانٍ مثل هذا، خاصة لو كان الذى يمتدحهم ذا مكانة كبيرة وثراء واسع ونفوذ بلا حدود. وإذا كان هذا المثال يتحدث عن آحاد الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، فإنه ينطبق أيضًا على الشخصيات العامة والدولية وعلاقات الساسة فى البلاد المختلفة.

ويكفى هنا أن ننظر إلى مسؤول فلسطينى كبير وهو يلتقى بوزير الخارجية الأمريكى، لنرى ملامح الغبطة والسعادة على وجهه لأنه يسلم عليه فى حرارة ويتحدث معه بلطف، بينما وسائل إعلامه تقوم بامتداحه وتصفه بالصديق المعتدل الذى يمكن ائتمانه على حكم غزة بعد التخلص من رجال المقاومة فيها. ويمكن كذلك أن نتصور نوع المفاوضات التى تجرى فى ظل هذا التأثير ونتائجها، وخاصة إذا لم يقتصر الأمر على وزير الخارجية.

وتضمّن أيضًا لقاء بالرئيس الأمريكى فى المكتب البيضاوى والتقاط الصور معه أثناء حديث ضاحك.. هنا يمكن أن يكون لسان حال المسؤول الفلسطينى بينه وبين نفسه: «يادى النعيم اللى إنت فيه يا قلبى» وهو مطلع أغنية قديمة لعبدالوهاب فى أحد أفلامه بعد أن نال فوق ما كان يتمنى!.

ولعل هذا الموقف نفسه هو ما واجهه باسم يوسف أثناء لقائه بيرس مورجان، فى برنامج الأخير الذى أذيع قبل أسبوع.. أثناء البرنامج وقبل التسجيل ومع الاتفاق على تنفيذ الحلقة، لابد أن باسم يوسف استمع إلى مدح بلا حدود، وتعرّض لاستمالات محبة ومودة، ومعاملة جعلته يشعر بأنه صديق لهذا الرجل، وأنهما شخصان متحضران ينتميان لنفس القيم ويدافعان عن نفس القضية فى وجه الإرهاب والإرهابيين!.

ذهب باسم إلى اللقاء وهو متسلح بكم هائل من المعلومات التاريخية التى تؤصل للقضية الفلسطينية وتدافع عن حق أصحاب الأرض، لكنه مع ذلك اضطر تحت ضربات الثناء والتباسط والمرح المتبادل وتحت قصف مدفعية الإغواء إلى وصم المقاومين من أهل فلسطين بأنهم إرهابيون!.

الجدير بالذكر أن نفس البيرس مورجان فى لقائه مع جيرمى كوربين، الرئيس السابق لحزب العمال البريطانى، قد سأل ضيفه ما إذا كان يرى أن المقاومين الفلسطينيين إرهابيون، فامتنع عن الإجابة. خمس عشرة مرة والمذيع الصهيونى يكرر السؤال، عسى أن يظفر بالرد الذى يسعد قلبه، وكوربين يتجاهل السؤال.

وهنا قد يبرز الفارق بين اثنين من البشر لهما نفس التوجه والموقف، تعرضا لنفس السؤال، لكن أحدهما أحرجه الثناء فتنازل عما لا يملك، والآخر لم يحفل بالمذيع البريطانى الذى لا يحمل له احترامًا أو تقديرًا من الأساس ولا يسعى لنَيْل شهادة منه بحسن السير والسلوك، فلم يضعف أو يقدم له ما يريد.

هى أشياء لا تُباع ولا تُشترى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء لا تُباع ولا تُشترى أشياء لا تُباع ولا تُشترى



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon