توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع القبطان ذاك أفضل

  مصر اليوم -

مع القبطان ذاك أفضل

بقلم - أسامة غريب

عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لم تجد شلة الأصدقاء بدًّا من اتخاذ قرار السفر والهجرة. كانوا قد جربوا كل شىء ولم يتركوا بابًا للشغل إلا طرقوه، لكن فى النهاية أيقنوا أن العمر سيضيع بلا فائدة!.

لكن كيف الرحيل وأبواب السفارات مغلقة فى وجوههم وأحلام السفر لأوروبا صارت مستحيلة؟. الحل عند القبطان. هكذا هتف ممدوح، وكان أشدهم حماسًا ورغبة فى الفرار، بعد أن فشلت كل مشروعاته وتحطمت أحلامه على صخرة البطالة والفساد.

مَن هو القبطان؟..علَت أصوات المجتمعين. أخبرهم ممدوح بأنه الخبير البحرى الذى ذاع صيته فى الدلتا باعتباره قبطان أعالى البحار، الذى حمل شباب قرى بأكملها وأوصلهم إلى بر الأمان على شواطئ إيطاليا واليونان، ومن هناك انطلقوا فى الأرض كل حسب شطارته وحسب نصيبه.

فى ذلك الوقت كان القبطان يطلق أعوانه فى الريف ينشرون الحكاوى والحواديت عن السعد والهنا والعز، والأبهة التى تمتع بها كل مَن سافر على ظهر مركب مع الرجل الذى تخصص فى الهجرة غير الشرعية.

شاعت قصص كثيرة عن المصرى، الذى عمل بمزرعة، ثم تزوج بنت صاحب المزرعة، والآخر الذى اشتغل فى مصنع، ثم وقعت فى غرامه بنت صاحب المصنع، فتزوجها، وقام بتسلم المصنع من حماه، والثالث الذى وجد وظيفة بسوبر ماركت، ثم شاغلته زوجة صاحب السوبر ماركت، وتركت زوجها من أجله، بعد أن وهبته كل ثروتها.

كانت هذه القصص تلعب بخيال الشباب، وتدفع الواحد منهم إلى أن يبيع الجاموسة التى تُطعمه، ويرهن البيت الذى يؤويه، ثم يبيع حلى أمه أو زوجته ليحجز لنفسه مكانًا داخل سفينة الأحلام مع أمير البحار.

لم يكن ممدوح وأصدقاؤه يحلمون بأن يرثوا صاحب المصنع أو صاحب المزرعة ويتزوج أحدهم بابنته أو يفوز بزوجته. كانوا فقط يحلمون بالستر وشىء من الكرامة.

جمعوا المال اللازم، وذهبوا للقاء القبطان على المقهى، حيث رحب بهم رجاله، وأخذوهم إلى أحد مطاعم الأسماك، حيث كان القبطان فى انتظارهم، وأصر على أن يكونوا ضيوفه على الغداء حتى يصير بينهم وبينه عيش وملح، ذلك أن رفقاء السفر بالبحر لا بد أن يجمع بينهم الحب والإخاء حتى يكلل الله مسعاهم بالنجاح على حد قوله!. أكلوا وشربوا ودفعوا الفلوس، ثم قرأوا الفاتحة، واتفقوا على موعد الرحلة.

يوم السفر، أخذوا جميعًا أتوبيسًا حملهم ومعهم متاعهم القليل إلى مدينة رشيد، وهناك وجدوا بعض رجال القبطان فى انتظارهم. باتوا ليلتهم داخل عشة قريبة من شاطئ البحر، وعند الفجر جاءتهم الإشارة، فركبوا بعض القوارب الصغيرة، التى أخذت تبتعد بهم عن الشاطئ حتى وصلت إلى مركب فى عرض البحر أشبه بقطعة خردة.

صعدوا على سطح المركب المتهالك، بمعاونة رجال القبطان، ثم عاد الرجال الذين أوصلوهم إلى الشط مرة أخرى وهم يلوحون لهم، ويسألونهم ألّا ينسوهم بعد أن يلعب الزهر، ويصيروا مليونيرات!. وللحكاية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع القبطان ذاك أفضل مع القبطان ذاك أفضل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon