توقيت القاهرة المحلي 18:39:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع القبطان ذاك أفضل

  مصر اليوم -

مع القبطان ذاك أفضل

بقلم - أسامة غريب

عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لم تجد شلة الأصدقاء بدًّا من اتخاذ قرار السفر والهجرة. كانوا قد جربوا كل شىء ولم يتركوا بابًا للشغل إلا طرقوه، لكن فى النهاية أيقنوا أن العمر سيضيع بلا فائدة!.

لكن كيف الرحيل وأبواب السفارات مغلقة فى وجوههم وأحلام السفر لأوروبا صارت مستحيلة؟. الحل عند القبطان. هكذا هتف ممدوح، وكان أشدهم حماسًا ورغبة فى الفرار، بعد أن فشلت كل مشروعاته وتحطمت أحلامه على صخرة البطالة والفساد.

مَن هو القبطان؟..علَت أصوات المجتمعين. أخبرهم ممدوح بأنه الخبير البحرى الذى ذاع صيته فى الدلتا باعتباره قبطان أعالى البحار، الذى حمل شباب قرى بأكملها وأوصلهم إلى بر الأمان على شواطئ إيطاليا واليونان، ومن هناك انطلقوا فى الأرض كل حسب شطارته وحسب نصيبه.

فى ذلك الوقت كان القبطان يطلق أعوانه فى الريف ينشرون الحكاوى والحواديت عن السعد والهنا والعز، والأبهة التى تمتع بها كل مَن سافر على ظهر مركب مع الرجل الذى تخصص فى الهجرة غير الشرعية.

شاعت قصص كثيرة عن المصرى، الذى عمل بمزرعة، ثم تزوج بنت صاحب المزرعة، والآخر الذى اشتغل فى مصنع، ثم وقعت فى غرامه بنت صاحب المصنع، فتزوجها، وقام بتسلم المصنع من حماه، والثالث الذى وجد وظيفة بسوبر ماركت، ثم شاغلته زوجة صاحب السوبر ماركت، وتركت زوجها من أجله، بعد أن وهبته كل ثروتها.

كانت هذه القصص تلعب بخيال الشباب، وتدفع الواحد منهم إلى أن يبيع الجاموسة التى تُطعمه، ويرهن البيت الذى يؤويه، ثم يبيع حلى أمه أو زوجته ليحجز لنفسه مكانًا داخل سفينة الأحلام مع أمير البحار.

لم يكن ممدوح وأصدقاؤه يحلمون بأن يرثوا صاحب المصنع أو صاحب المزرعة ويتزوج أحدهم بابنته أو يفوز بزوجته. كانوا فقط يحلمون بالستر وشىء من الكرامة.

جمعوا المال اللازم، وذهبوا للقاء القبطان على المقهى، حيث رحب بهم رجاله، وأخذوهم إلى أحد مطاعم الأسماك، حيث كان القبطان فى انتظارهم، وأصر على أن يكونوا ضيوفه على الغداء حتى يصير بينهم وبينه عيش وملح، ذلك أن رفقاء السفر بالبحر لا بد أن يجمع بينهم الحب والإخاء حتى يكلل الله مسعاهم بالنجاح على حد قوله!. أكلوا وشربوا ودفعوا الفلوس، ثم قرأوا الفاتحة، واتفقوا على موعد الرحلة.

يوم السفر، أخذوا جميعًا أتوبيسًا حملهم ومعهم متاعهم القليل إلى مدينة رشيد، وهناك وجدوا بعض رجال القبطان فى انتظارهم. باتوا ليلتهم داخل عشة قريبة من شاطئ البحر، وعند الفجر جاءتهم الإشارة، فركبوا بعض القوارب الصغيرة، التى أخذت تبتعد بهم عن الشاطئ حتى وصلت إلى مركب فى عرض البحر أشبه بقطعة خردة.

صعدوا على سطح المركب المتهالك، بمعاونة رجال القبطان، ثم عاد الرجال الذين أوصلوهم إلى الشط مرة أخرى وهم يلوحون لهم، ويسألونهم ألّا ينسوهم بعد أن يلعب الزهر، ويصيروا مليونيرات!. وللحكاية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع القبطان ذاك أفضل مع القبطان ذاك أفضل



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon