توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توزيع الغضب الأمريكى بالدور!

  مصر اليوم -

توزيع الغضب الأمريكى بالدور

بقلم - أسامة غريب

بينما كان العالم يستعد للوصول إلى نهاية المشوار الماراثونى الطويل الذى قطعته المفاوضات النووية بين إيران والدول المعنية بالوصول إلى اتفاق هذا الأسبوع، إذا بالمفاوضات تتوقف والوفود تعود إلى قواعدها دون أن يصدر بيان يحدد موعدا للتوقيع أو حتى لجولة مفاوضات جديدة. كان المتبقى، طبقا للتقارير الواردة من فيينا، هو تفصيلات بسيطة بعد أن تم الوصول لتفاهمات حول الأمور الأساسية، وأهمها لجم الطموح النووى الإيرانى بالتزامن مع رفع العقوبات التى قررتها الولايات المتحدة ضد إيران، ثم أرغمت دول العالم، كبيرها وصغيرها، على الانصياع لها. المفاجأة التى حدثت فى الأيام الماضية هى تقدم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بطلب الحصول على تعهد مكتوب من الولايات المتحدة بأن الاتفاق الجديد بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد سوف يتضمن إعفاء التعاون العسكرى والاقتصادى بين روسيا وإيران من العقوبات التى أصدرها الأمريكان بحق روسيا عقب غزوها للأراضى الأوكرانية.
روسيا هنا تريد وضع العصا فى عجلة المفاوضات لتوقف توجهها بسلام نحو خط النهاية، وتريد أن تخلط الأوراق وتبتز الدول الغربية مستفيدة من وجودها كطرف أساسى فى الاتفاق النووى. فاجأ هذا الطلب طهران لأنه تم دون تنسيق أو تشاور مع الجانب الإيرانى، ومع هذا فإن الموقف الرسمى الإيرانى اتسم بالحذر وعدم الاندفاع فى إدانة الخطوة الروسية مكتفيا بالتعبير عن أنه غير مسموح لأى عامل خارجى بالتأثير سلبا على سير المحادثات.

ومن المعروف أن العلاقة بين الروس والإيرانيين تشوبها علامات تعجب يغض الطرفان النظر حولها من أجل التوقيع على اتفاقية الشراكة الإيرانية الروسية، أسوة بتلك الموقعة بين إيران والصين فى العام الماضى. ومن الطبيعى أن الذاكرة الإيرانية قد عادت إلى التسجيلات الخاصة بوزير الخارجية السابق ظريف جواد، تلك التى تسربت قبيل الانتخابات الإيرانية العام الماضى، والتى ورد فيها أن الروس كانوا الطرف الذى حاول جاهدا عرقلة الوصول إلى اتفاق عام 2015.

اليوم سوف تتزايد شكوك طهران حول روسيا التى قد تفضل أن ترى إيران محاصرة ومعاقبة دوليا حتى تظل فى حاجة لمساعدة الروس عن أن تراها تحررت اقتصاديا وانفتحت على العالم. مفهوم أن إيران المحاصَرة التى لا تثق بالولايات المتحدة ولا بدول أوروبا التابعة لها تسعى للتعاون مع موسكو لأجل فك الحصار، لكن عند توقيع الاتفاق النووى الذى يزيل القيود الخانقة للاقتصاد الإيرانى فإن الحاجة لروسيا ستقل، وكظم الغيظ نتيجة تعاون الروس مع إسرائيل فى قصفهم للمواقع الإيرانية بسوريا لن يستمر، وقد ترى روسيا وقتها من إيران وجها لا يرضيها. ومع هذا فإنه من المتوقع أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران ستحفل بالموقف الروسى المعرقل للاتفاق وسوف تمضيان فى طريق توقيع خطة العمل الشاملة من جديد.. يعزز هذا الظن أن البترول ومشتقاته والغاز الإيرانى قد يدخلون السوق كبديل للوقود الروسى المغضوب عليه.. وتلك الأيام يداولها الأمريكان بين الناس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توزيع الغضب الأمريكى بالدور توزيع الغضب الأمريكى بالدور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon