توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من فوائد القنبلة

  مصر اليوم -

من فوائد القنبلة

بقلم -أسامة غريب

كوريا الشمالية هى حالة خاصة تدفع للتأمل.. دولة لا مثيل لها فى عالم اليوم، إنها إحدى القلاع المعدودة فى العالم التى مازالت ترفض الرضوخ للهيمنة الأمريكية بعد أن استسلم كل الأعداء الآخرين، فالولايات المتحدة تتميز بأن لها أسلوبا فى معاقبة الخصوم لم تقف فى وجهه حتى الإمبراطورية السوفيتية، ويتميز هذا الأسلوب بالغ النجاعة فى أنها تحيل حياة مواطنى الدول المعادية إلى جحيم، فيجدون أنفسهم محرومين من الطعام الطيب والمسكن اللائق والسيارات الحديثة ووسائل الترفيه وكل مباهج الحياة الأخرى التى تسيّل لعاب الناس وتطيّر عقولهم وينتهى الأمر عادة بالاستسلام.

ولعل هذا ما يأمل الأمريكان أن يحدث لروسيا فى المواجهة الاستنزافية على الأرض الأوكرانية. ومن الطبيعى أن كوريا الشمالية قد شهدت ما حدث للآخرين، وكان يفترض أن تتعظ لولا أنها عرفت أن الأمريكان لا يحترمون الخصم الضعيف وقد يسحقونه بعد استسلامه! وثمة شىء آخر غير محسوس لكنه بالغ الأثر فى فهم موقف كوريا الشمالية وتحديها لأكبر قوة على وجه الأرض..

هذا الشىء اسمه الكرامة. صحيح أن العقلانيين سيقولون إن الذى يترك شعبه للجوع والفقر لا يحق له أن يتحدث عن الكرامة، ذلك أن إنتاج كوريا الشمالية من الطعام لا يكفيها، وقد تكفلت العقوبات الاقتصادية بخنق الاقتصاد الضعيف أصلا.. إلا أننى فى بعض الأحيان أطلق للخيال العنان وأرى الزعيم الكورى الشاب وقد فرض إرادته على العالم بسلاحه النووى، وجعل الأمريكان يقيمون جسرا جويا وبحريا يحمل الطعام والحلوى إلى شعب كوريا من المطابخ والمطاعم الأمريكية إلى بيوت الفلاحين الكوريين. لقد سبق لى أن تمنيت أن يحدث شىء من هذا عندما أقدمت الهند على تفجيرها النووى عام 98 ثم تبعتها باكستان فى نفس الأسبوع.. وقتها قلت إن السلاح النووى الرهيب إذا لم يؤدِ إلى إسعاد الشعوب فما جدواه؟، ما الفكرة من أن ينتمى شعبك إلى دولة نووية قادرة على محو الكرة الأرضية من الوجود، بينما رعاياك يعملون فى وظائف الخدم فى بلاد لم تحقق أى نهضة علمية من أى نوع؟.

وتصورت أن الزعيم الباكستانى قد يوجه صواريخه النووية نحو أوروبا ثم يجلس بجوار التليفون منتظرا رد قادة الدول الأوروبية الذين عقدوا اجتماعا اتفقوا فيه على أن يقدموا للزعيم المنيو الخاص بالطعام والشراب من مطعم مكسيم الذى سيرسلونه كل يوم للشعب الباكستانى. الحقيقة أن الزعيم الباكستانى خيب ظنى وكذلك نظيره الهندى، فلم يفرض أى منهما إرادته على العالم بسلاحه النووى، حتى كوريا الشمالية وزعيمها الجسور لم ينفذا خطة كهذه تتيح له أن يبتز العالم نوويا ويحصل لشعبه على الطعام اللذيذ بالمجان. الأمل الآن أن تتدارك إيران هذه الغلطة وقد أصبحت على العتبة النووية ولا يفصلها عن القنبلة سوى أسابيع.

لا يكفى أن تحميك القنبلة من هجوم الأعداء، وإنما ينبغى أن تريح شعبك من العمل وأن تجعله يأكل ويشرب ببلاش!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من فوائد القنبلة من فوائد القنبلة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon