توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عولمة صورية

  مصر اليوم -

عولمة صورية

بقلم - أسامة غريب

فى الحديث عن العولمة ينبغى أن نوضح أنه من بين مقتضياتها الأساسية توحيد المعايير والخضوع لقياسات تسرى على الجميع فى كل مكان من الأرض بنفس الدرجة. وعليه صار لكل مهنة دليل عمل أو «مانيوال» يلتزم به الجميع. ومن تجليات هذا أننا نجد موظف البنك فى سويسرا يقوم بنفس العمل الذى يؤديه زميله فى جنوب إفريقيا أو فى الصين بنفس الكيفية والخطوات.

كذلك نرى الإجراءات المتبعة لإنهاء سفر راكب فى أمستردام هى نفسها التى تتم فى طوكيو أو فى جدة، ومدرب الكرة يفعل فى البرازيل نفس ما يفعله عندما يدرب فى الإمارات، ولهذا صارت الشركات والمؤسسات والوزارات تنشئ أقساما للجودة حتى تضع قواعد يُحتكم إليها فى أداء العمل حتى لا يترك الأمر للفهلوة والتقدير الشخصى.

من هنا فإن المدرس المطابق للمواصفات هو الذى يستطيع أن يقوم بتدريس اللغة الفرنسية فى القاهرة ويقوم بتدريسها فى داكار أو فى فيتنام بنفس الكفاءة، والطبيب المطابق للمواصفات يستطيع أى مستشفى فى العالم أن يعتمد عليه. ومن الجدير بالذكر أن الدول الكبرى هى طبعا التى تضع المعايير وتبدلها وفقا لمصالحها، فإذا تبدلت المصالح تم تعديل الكتالوج، وفى هذه الحالة نضطر أن نتبعهم فى مقاييسهم ومستوياتها دون مناقشة.

فعندما يقررون أن التدخين عادة جميلة ترتبط بالرجولة وتمنح الإنسان المتعة وصفاء الذهن فإننا نتبعهم ونبيح التدخين فى كل مكان، ويظهر الضيوف فى التليفزيون يدخنون ويستمتعون!.. وعندما يقررون فى الغرب أن التدخين خطر ينبغى محاصرته والتضييق على أصحابه ومنعه فى الأماكن العامة، وكذلك حظره على الطائرات، فإننا بنفس البساطة نمتثل صاغرين.

وعندما يقررون وضع المطهرات وسوائل التعقيم وارتداء الكمامات فى الأماكن العامة فى زمن الكورونا فإن الجميع يمتثل. ورغم أنه يتم التلاعب بنا باعتبارنا مفعولا به طول الوقت فإن مقاييس الجودة هى فى النهاية شىء جيد لو قمنا بتقليدها على نحو جاد.

لكن الذى يحدث أننا بالفهلوة المعهودة نقوم «بضرب» كل شىء، وأظن أن الصورة واضحة ولا تحتاج إلى شرح، بدءا بالبطاطس المصرية التى كثيرا ما ترفض أسواق أوروبا استقبالها، مرورا بالطبيب المصرى الذى يتعين عليه الدراسة من جديد إذا أراد ممارسة الطب بالخارج، فضلا عن المدرس المصرى الذى كان فى يوم من الأيام رسول التنوير فى العالم العربى فأصبح اليوم كما نرى!.

المشكلة أن لدينا من يرغبون فى الدخول للمستقبل من خلال الأخذ بفوائد العولمة، لكن لدينا أيضا من يفرغون الأمر من مضمونه، وعلى سبيل المثال قائدو السيارات الذين يضعون حزام أمان وهميا لتسديد الخانة فقط، وكذلك الذين استعملوا خرقة غير نظيفة على أنها كمامة، وأيضا زجاجات تعقيم اليد المنتشرة فى صالات مطار القاهرة، أسوة بمطارات العالم، غير أنها تحتوى على ماء الحنفية.. آه والله!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عولمة صورية عولمة صورية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon